أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - لمن أكتب؟














المزيد.....

لمن أكتب؟


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 01:16
المحور: الادب والفن
    



لمن أكتب؟

هل طرح أحدنا، من متعاطي الكلمة، إنتاجاً، ذات يوم، لاسيماهؤلاء الذين بات لتفاعلهم مع عالم الكتابة حضورزمني، من التجربة، والتواصل مع قرائهم، السؤال التالي على ذاته" لمن أكتب؟"، وهوفي حقيقته ليس إشكالياً-فقط- بل وأنه في الوقت ذاته عويص، مادامت الإجابة عنه محفوفة بعدم مقدرة الكاتب الإحاطة به، من جوانبه كافة، وإن كان في إمكان أي منهم الحديث عن بعض مايشده للوقوع في غوايات هذا العالم.
لاشك أن عملية الكتابة، وعلى عكس ماقد يتخيلها أبعاضنا من المستسهلين، من عداد أصعب أشكال الإنجازالإنساني على الإطلاق، وذلك لأن لها مستويات كثيرة، فهي في أولى وظائفها، لاتعدو أن تكون وسيلة للتواصل بين الناس، كوجه أرقى مماهوشفاهي، بل وأرقى ماهو تدويني مدرسي، وإن كان سبب اللجوء إلى اعتماد الكتابة بين طرفين، هووجود مسافة ما مكانية أو زمنية أوافتراضية بينهما، حيث طالما أدى تجاوز هذا العائق، إلى هيمنة المشافهة، وأن الخطاب الجماهيري سيدعو-عبردورة الزمن- إلى الاستعانة بالكتابة، من قبل الخطيب، كتجسيد لحالة احترام المتلقي، وإن كان الخطاب سيصله، من خلال التلقي السمعي، لاالقرائي، وهوما باتت الاستعانة بها، عبربعض الرئات الثقافية والفكرية، كما: الندوة، أوالملتقى، أوالأمسية، أوالمهرجان، أوالمؤتمر، تجعلها أحد أشكال التواصل الثقافي الذي يجمع بين عناصرالتلقي الشفاهي والتدويني في آن واحد.
و ثمة مسؤولية كبرى في عملية الكتابة-لاسيما الإبداعية منها- تقع على عاتق منتجها، بالدرجة الأولى، بحيث أنها على قدرعال من الحساسية، والخطورة، لأنها ترسي دعامات الجمال ، في أشكاله الراقية، بعيداً عماهوممجوج، مكرر، لاروح فيه، مماهوشائع في ما ينتجه بعض عديمي الموهبة، عبرإعادة إنتاج منجز سواهم، وقد استطاعت هذه الكتابات، الهشة، أن تزاحمنا، أنى كنا، وذلك بسبب غياب المعيارالنقدي، ما يجعلنا نؤكد أهمية حضورشخصية الناقد النزيه والجريء للفصل بين ماهودعي وإبداعي، أوبين ماهورديء أومجيد، بل إن تعزيز حضورهذا الناقد، والاستعانة، المستمرة به، من أولى مهمات المؤسسة الثقافية، إلى جانب اهتمامها بمجال عملها الثقافي أو الإبداعي.
وبعيداً، عن الغوص في تفاصيل الإجابة عن السؤال، بمايتطلب مساحة أوسع، فإن الكتابة، في وجهها الصحيح، حاجة كبرى بالنسبة إلى منتجها، من أجل خلق توازنه الحياتي، على اعتبارأنه يتمتع بحساسية عالية، تجاه محيطه، بمايؤهله، ليكون ضميرمن حوله، في الوقت الذي ندرك فيه، أن حالة الإبداع فردية، مايجعلنا-هنا-أمام معادلة طرفاها: الكاتب ومحيطه الاجتماعي البيئي، بحيث أن الاستغراق في الذات، يجرد النص عن جماهيريته، كما أن الاستغراق في الجماهيرية، مهما كانت دواعي ذلك، يجرد النص بعده الإبداعي.
ثمة معيارحقيقي، يبدوللكاتب الذي يحترم رسالته، فهومطالب بألا يساوم على فنية نصه، كما أنه مطالب بألا يبتعد عن المعني بخطابه، لاسيما في ظل الحاجة إلى دوره الذي لايستغنى عنه، في حالتي السلم والحرب معاً، وهوما يجعل الكاتب أمام سلسلة شروط جد صعبة، لابد من إيلائها الاهتمام، لئلا يخل بالدورالمعول عليه، لاسيما أن الكتابة هي إجابة عن أسئلة عميقة في الذات، كما أنها إجابة عن أسئلة المعني بالخطاب، داخل حدود الزمكان وخارجها أيضاً.
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رثاء الشاعر الذي استشهد مرتين:
- صمت المثقف
- مرافعات صامتة للغة صاخبة:
- ثنائية الجمالي والمعرفي في النص الفيسبوكي:
- الإرهاب على الأبواب المطلوب استنفاركل الكتاب الغيارى
- كوباني غراد
- قلعة كوباني
- مابعد داعش
- ثلاثية المكان الكردي:قامشلوكامه
- حنجرة غيرمستعارة
- عنق الثقافة وساطور أبي بكرالبغدادي في رصد مواقف داعش من التع ...
- التنكيل الثقافي:
- شنكالنامة
- موسم الهجرة إلى* الجهات الخمس..!
- الكائن الإلكتروني
- ثنائية جلد الذات والآخر وإشكال فهم غزو شنكال..
- لصوص ليس في صالحهم نجاح الثورة السورية
- ثورات الكاسيت...!
- شريط الكاسيت...!
- الكتابة ثم الكتابة: إلى جيمس فولي تعال علمنا أكثر...!


المزيد.....




- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - لمن أكتب؟