عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 23:22
المحور:
الادب والفن
لا بُستان خالٍ من التين .. في هذا البلبل .
لا تصلحُ السماواتُ لقياس الأسى
في قلبٍ قديم .
لهذا قالَ ( الأخضرُ بن يوسف ) يوماً ..
" توهّمْتُ نخلَ السماوةِ نخل السماوات .. حتّى حسبتكِ عاشقةً .. فأنتظرتُ المدارَ الذي يطلعُ النجمُ فيه " .
لكنّ ( الأخضرَ بن يوسف )
لَمْ يعُد أبداً للسماوة .
ولهذا قال ( أراغون ) يوما لــ ( الزا ) ..
" أحبّكِ بعدد القرون في تراب السماء " .
لكنّ ( أراغون ) ماتَ وحيداً .
ولهذا قلتُ أنا يوماً ..
أنّكِ النجمةُُ الوحيدةُِ التي توميءُ لي
في سماواتِ الربع الخالي
من صحراء الروح .
لكنّني لم أعُدْ أبداً
و ضِعْتُ هناك ..
في سماواتِ الربع الخالي
من صحراء الروح .
***
قالت ..
لا تُشْهِرْ يأسَكَ في وجه الوردة .
إشهارُ يأسِكَ في وجهِها
خطيئةٌ تستَحّقُ عليها الجَلْد .
أنا أستَحِّقُ الجَلْدَ سيدتي
وبعضُ الوردِ أيضاً .
أنا بائعُ اليأسِ والأسى
والآمالِ العريضةِ .
تلكَ التي تشبهُ ضِحكتَها
عندما كان الحنينُ اليها
يجلِدُ روحي .
***
لا جُرح لهذا الألم .
لا أمرأة في هذه العذوبة .
لا تبغ ولا شاي ، في هذه النكهة .
لا قُبلَة في هذا الشَغَف .
لا وطن في هذه الحرب .
لا ناس في هذه الأغاني .
لا أُم في هذا الأسى .
لا بُستان خالٍ من التين ، في هذا البلبل .
لا وجه أليف في هذا النسيان .
لا جسد جاحِد في هذه الرائحة .
لهذا تحدثُ الكثيرُ من الأشياء ، التي لا معنى لها .
العَيشُ هُنا .. مثَلاً .
أشياءٌ لايُمكنُ نسيانُ رؤيتَها .
أنْ لا أراكِ مَثَلاً .
أشياءٌ لا يمكنُ نسيانُ حدوثِها .
نِسيانُكِ مَثَلاً .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟