أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاديا سعد - دعوها تمرّ... نور النبيّ......... يا نور النبيّ!!














المزيد.....

دعوها تمرّ... نور النبيّ......... يا نور النبيّ!!


فاديا سعد

الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 13:38
المحور: الادب والفن
    


دعوها تمرّ... نور النبيّ......... يا نور النبيّ!!

حين فتحت الشابة "نور" الباب مرتدية سروالها الكتان العريض، وبلوزتها الزرقاء بدا عليها الدهشة والاستغراب، فالزائر الذي له مكانة خاصة في قلبها، كان يناولها كتاب: "شروق اقبلي اعتذاري تأخرّت قليلا!!.
قد يكون هو الوحيد من بين الناس تود شروق لو تقول له: نادني "نور"، فهي تعرف أن اسم نور يخرج من بين شفتيه بطريقة مختلفة، ولكنه كان بخيلا بهذا الأمر.
وكانت في كل مرة تريد أن تشرح له قصة اسمها، وما إن تبدأ ب: "ليس هذا هو اسمي" حتى يحصل أمر ما يمنعها من قص ما تريد أن تقول، تماما كما حصل معها يوم التقت به أول مرة ومنعتها زوجته من غير قصد أن تتابع حديثها، وكانت أكثر من مرة تريد أن تعبر له عن أنها أيضا مهتمة ببعض الفنون، أو أنها قرأت بعض مما يكتب، وها جاءت الفرصة!
ولكن أية فرصة هذه، والبيت مقلوبا رأسا على عقب، ومع ذلك دعته للدخول والجلوس وسط الفوضى: كان جدّي لوالدي..
لقد عبّر "خالها وعمها وكل قريب لها" عن انتماءاتهم الفكرية عبر الأسماء المختارة في العائلة! فمثلا كان خالها الأصهب مولعا بالأسماء الفرنسية حتى أن لفظه لبعض الأسماء الفرنسية، توحي للسامعين، أن شقيق الأم قضى صيفياته في باريس، والتقط صوراً تحت برج إيفل، وأنه تدحرج على حشائش حديقة اللوفر، فيما كان الأمر هو انسجام وتناغم مع النشاط المذهل لحركة الترجمة، ثم يقتضي التنويه: "اقرءوا ما تريدون وما تحبون وفي أية لغة لكن الأجمل لغتنا.. فقدرتها على التعبير قدرة هائلة.. لن تخيّب ظنكم!".

مع ولادة الطفلة البكر، كان الخال الذي سبق الجد بالمجيء لأخته، وقف قرب السرير الخشبي المصنوع من خشب الجوز، وتأمل هذه الروح التي تعبر عنها الحركات العشوائية لجسد صغير.
وجّه حديثه لاخته: "قبل أن يأتي حماك يا مريم.. أرجوك أن تطلقي على الصغيرة اسم "كوزيت".. انظري ... البنت صلعاء أي أن شعرها سيكون ذهبيا، وبشرتها حنطية مع أنف حاد وجميل.. انظري إلى فمها.. يا إلهي كم هي جميلة.. لن تكون سوى كوزيت بطلة رواية البؤساء."
وإن سبق الخال الجميع في تسمية المولودة الأولى، فقد كان الجَدّ للأب، متأهبا لحضور الولادة الثانية.
كان ضابطا في الجيش درس في بلاد السوفييت أيام استالين، وكان قد فرض على والد شروق الالتحاق بالسلك العسكري، الذي لم تعرفه شروق جيدا، لكثرة غيابه عن البيت، واستنفاره الدائم، ومعاصرته الانقلابات الكثيرة التي حدثت في سوريا، ثم الحروب المتتالية التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة.

أثناء الولادة الثانية، جلس الجد منتصب الجذع ممسكا بجهاز راديو صغير مقربا إياه إلى أذنه بسبب ثقل سمعه، وحين خرج الطبيب وممرضته من الغرفة بخبر ولادة الفتاة الثانية، أغلق مفتاح الصوت وقال: "أولغا"

في ذلك اليوم حصلت مشادّة مهولة بينه والجدّة، حيث جلست القرفصاء تصفف ثمار الباذنجان في قطرميز زجاجي، بعد أن قامت بسلقها وتصفيتها من الماء والملح، وأخذت تحشو تلك الثمار بالجوز والفلفل الأحمر... علقت مستهجنة:
" أولغا"؟ كانت تلفظ الاسم ثم تصمت، ثم تصرخ ثانية: "أولغا"!!....... ناقصك تشرمط... لن تدخل تحت ملاءتي ما دمت على قيد الحياة يا يوسف!!"
أطلقت أسماء مختلفة المصادر على أولاد العمومة: "ليديا" بتصرف عن الليدي، و"غاندي" نسبة إلى زعيم الهند، وهكذا إلى أن ولدت شروق، فنظر العم وقال من غير تردد: نور
مشيرا إلى المطربة "نور الهدى"، ثم وكأن القرار قد اتخذ: صوت عبقري وجمال نسائي حقيقي... تقف على المسرح، فتدوخ الرأس..إلا أن الجد الذي أعطى انتباهه جيدا وقت كان الحديث يدور عن "نور الهدى"
قال متهكما: صوتها عبقري و... انتهت لمآل سيء!. كان يشير إلى الشائعات التي تناولت المطربة بتعاطي مخدرات.
بين رغبة العم وممانعة الجد، سجلت الصغيرة "نور" ونادوها باسم آخر: شروق. ...
كان الزمن يعود كل أربعة إلى خمسة عقود ليتسجّل عبر الأسماء....
مع ذلك ففي الوقت الحالي تشعر أنها محظوظة، فكوزيت لن تأتيها الجرأة للخروج من المنزل، أولغا أيضا....... أو حتى "ليديا" أو....حتى "غاندي".
إنما هي؟
فإنها تستطيع بكل جرأة أن تنظر في عيون ملثم بأزياء أفغانية ولطنات لغوية متعددة حين ارتفع السلاح في وجهها:
لست بمسلم أكثر مني فاسمي: "نور" .... مرتجفة وشجاعة كررت : يدعونني نور، استقيناه من نور النبي... وهل نورك أقوى من نور الهدى؟
فصرخ الرجل:
دعوها تمرّ... نور النبيّ......... يا نور النبيّ!!



#فاديا_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل -ماخور- أهل يرعونه!
- عادة ليس هناك مرتدة في السودان... في الوطن العربي. عادة..... ...
- هيبة الفراغ
- مثقف 777
- أنتِ صديقتي..... وأكثر
- لسيد الرئيس بشار الأسد: أما عن الطمأنينة فسأحدّثك، ولا حرج:
- عن رنيم معتوق وتحصين الجبهة الداخلية ضد الارهاب.
- لأني أشعر بالغيرة
- رد جميل
- تأرجحنا... كثيرا
- مهما فعلموا... سيحاكمون
- ممنوع السرقة والاقتباس تحت طائلة... عدم وجود قانون!!
- خلطة سياسية مثل جملة اعتراضية
- كانت موهوبة
- فيما يخص المقاسات
- أنت غليظ؟ انضم إلينا
- حيث الخارطة الإنسانية
- أيتها اللئيمة
- الأسماء التي تضل الطريق
- يمارسون الأمومة.. ولا يدرون


المزيد.....




- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاديا سعد - دعوها تمرّ... نور النبيّ......... يا نور النبيّ!!