أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاديا سعد - هيبة الفراغ














المزيد.....

هيبة الفراغ


فاديا سعد

الحوار المتمدن-العدد: 4449 - 2014 / 5 / 10 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


هيبة الفراغ!
فاديا سعد

فوق الطريق الزراعي والأشد وضوحا لمعالم المنطقة الهادئة، التي أسكنها، المودي إلى آخر مزرعة زيتون فيها وعلى غير العادة بالهرولة البطيئة التي هي نصف رياضة مشي، نسير أنا وانتِ ببطء أشد في هذا الصباح الباكر من شهر شديد القيظ، مطلقة العنان لأعقد وأعمق أفكاري عنكَ.....
من عادتي أن أضفي الهيبة على حديثي، محافظا على استقامة جذعي وارتفاع رأسي، ناظرا باتجاه أبعد نقطة في الأفق البعيد.

أما أنتِ فغالبا، كنتِ تنظرين لنفسكِ كجواد من غير حوافر، تتجولين هضاب جسد الفكرة التي تعتنقينها وتحاولين مقاربة نفسكِ بالفكرة، تنتقلين بين التفاصيل و تغذيها.
أحيانا أعشق الفكرة التي هي أنتِ... ثم أعشق التفاصيل.

وتفصيلنا المهم والأهم الآن: قدرتنا الجلوس على مقعد واحد ساهمين في اللاشيء، فيصبح الفراغ له درجة عالية من الأهمية.... حقا كيف تمكنت نظرتنا في اللاشيء أن تمنح الفراغ أهمية؟

أرتعش أحيانا كثيرة حين يطل الفراغ كمنطقة له أهمية أية فكرة عبقرية، الفراغ الذي لا تولينه أهمية، وتنزعجين من فكرتي حول منطقة الفراغ، وتضطريني أن أتفلسف أكثر:
ليس أنتِ بالضبط .... لا ينتبه إليه أحد إلا حين يرتدى الفراغ أهمية بسبب تفاصيل لانرضى عنها وتؤذينا.

أرتعش أكثر حين أفكر أننا تعاملنا مع الفراغ كقضية مهملة، في حين أنه ومنذ فجر التاريخ هو على مستوى أفضل فكرة من حيث الأهمية، وكيف أن حراستنا الهشة له قد أعطت الفرصة لرجال مؤمنين بأنفسهم حد التطرف، و معتقدين بذواتهم حد التضخم، وأنهم فوق البشر، كي يملؤوا هذه المنطقة بهشاشة تصوراتهم عنك وعني وعن الحياة، بل عنكِ أنت أخت الرجال.

وحده الفراغ حين تتراخى حراستنا له وملأه بما هو قابل للحياة، يتقدم رجال بلباس الدين بأكثر تصوراتهم تشوها عن الاله، وعن أخت الرجال... أسألك غالبا لماذا يختار الدين أخت الرجال ليملأ الفراغ به؟

لم يعد لنا أن نتوارى خلف أصبعنا لا أنا اليسار ولا أنت في اليمين... نحن نتمشّى بخفة بين السطور....... نريد حلا. حلا يشبه ابتسامتك الحارّة، إلا أن غضب الفراغ يلاحقنا.

أو نريد حلا واضحا مثل تلك الابتسامة التي أفلتت من عينيكِ. كان هناك بريق صحة جسدية ورسالة تمرد تبثينها هنا وهناك.

المشكلة مع الذين ليسوا أهلا للتعامل مع الفراغ أن رداءهم أحمر وهذا يناسبكِ كما يناسبني، كما يناسب التمرد.

لم ننتبه لهذا الأمر إلا مؤخرا.
أن نتسلّح برداء لونه جميل لايعني بحال من الأحوال أن الفراغ ردم بثوب أفضل بل يعني أن ثوبنا تغير لونه والفراغ ما يزال هو هو .

لذلك كان من السهل على أي كان أن يخترق ثورة تمردنا، فكبير السن، وكبير التفكير، ثم كبير اللاحياة علّموكِ وعلموني أن نغير لون الثوب.

المشكلة أيضا في تصورهم عن تمردك وتمردي، كان يعني أن ينزعوا شخصا بعينه من مكانه وتضع في الفراغ آخر يشبهه.
الفراغ في هذه الحالة هو قانون كاشف لسوء خطتنا في مليء الفراغ، وهو أيضا محاكمة عادلة لنوايانا في عشق إدامة الفراغ ..

لم تكن موالاتنا لمشروع، بل موالاة لصاحب مشروع.
وسألتني: أهذا هو معنى الفراغ؟!.

وفي لحظة صمت كنت أود أن أقبلك فيها، سألتني: هل يمكننا ردم الفراغ .

الفراغ ردم في هذه اللحظة بالاثارة، إلا أن الطريق الزراعي لا يرحم أحدا ولا جمهوره من المشاة الأقرب للهرولة فأجّلت القبلة وممارسة الحب لحين أن نعود من الطريق الزراعي، أو الفراغ.

ويوم نخرج من هذا الفراغ أعدك بأني سأمزق ثوبك وأنهمك بكِ بكل الشوق الذي لدي، وبكل صمتي ماليء الفراغ... صمتي الغاضب ممن تركوا الفراغ لشيخ كاذب أرسل أولاد بلده ليقاتلوا من أجل جنس محموم في دماغه لا يستطيع وليس لديه الجرأة ليحب امرأة حقيقية.
فاخترع حوريات الأساطير.

سيكون لدي الفرصة الحقيقية لأمزق الثوب وألبَسك. لا تحقدي علي. بل تعالي وتلاشى في امتلاءي أنا ، بمشروعي أنا ممجدة بالكبرياء والتحدي، وممارسة الجنس على طريقتي وطريقتك. المجد للقاءاتنا الحبلى بالأوقات السعيدة. المجد لثمرة بطنك سواء كان ذكرا أم أنثى أم فلسفتنا الحقيقية حول الفراغ كمنطقة مهمة تحتاج لحراسة قوية كي لا يملأها تجار الأنبياء....



#فاديا_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقف 777
- أنتِ صديقتي..... وأكثر
- لسيد الرئيس بشار الأسد: أما عن الطمأنينة فسأحدّثك، ولا حرج:
- عن رنيم معتوق وتحصين الجبهة الداخلية ضد الارهاب.
- لأني أشعر بالغيرة
- رد جميل
- تأرجحنا... كثيرا
- مهما فعلموا... سيحاكمون
- ممنوع السرقة والاقتباس تحت طائلة... عدم وجود قانون!!
- خلطة سياسية مثل جملة اعتراضية
- كانت موهوبة
- فيما يخص المقاسات
- أنت غليظ؟ انضم إلينا
- حيث الخارطة الإنسانية
- أيتها اللئيمة
- الأسماء التي تضل الطريق
- يمارسون الأمومة.. ولا يدرون
- في عيدي وعيدكن.. قد يبدو الشكل بريء
- على أرجل حمام النّت.. الزاجل
- العالقون على سكة القطار


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاديا سعد - هيبة الفراغ