أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاديا سعد - لكل -ماخور- أهل يرعونه!














المزيد.....

لكل -ماخور- أهل يرعونه!


فاديا سعد

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 13:51
المحور: الادب والفن
    


لكل "ماخور" أهل يرعونه!
فاديا سعد

كانت الساعة قد تجاوزت ساعة البلدة المتوقفة عقاربها على التاسعة وعشر دقائق بخمس ساعات، حين مرّ السيد "خليل" على بقالية متواضعة وسط صف طويل من المحال متنوعة البضائع.
صاحبة البقالية عجوز معروفة بصراحتها وعصاميتها، وكانت تخصص بقاليتها لبيع الألبان والأجبان.
حين ولج "خليل" البقالية كانت منهمكة بتصفية الحليب تحضيرا لوضع القدر الكبير على النار. ومن غير أن ترفع بصرها عن حركات يديها أو تجيب على تحيته، طرحت سؤالها بلا مقدمات:
- تذهب كثيرا للمقهى يا سيد خليل؟
- أي مقهى؟ أجاب مروان من غير أن يفهم هدف السؤال.
- ذاك المقهى الذي على زاوية الشارع ففهم اشارتها إلى الكافي نت.تابعت العجوز:
- الذين يقولون عنه كافي نووت. أثار لفظ نووت حين صدر من فم العجوز ابتسامة خليل:
- أييي. قالها هكذا ممطوطة تشبه طريقتها في مط كلمة نووت، وفيها استفسار أكثر من أي أمر آخر
- أنت شخص محترم..
- والكافي نووت يا خالتي؟! قاطعها خليل.
- إنه......"مقهى للرزيلة" ولم تكتفي بهذا التوصيف عن مقهى النت بل تبعتها بجملة أخرى جعلت كرش خليل يهتز من الضحك والانفعال حين عبرت بطريقتها المميزة: "و يرتاده أشخاص سيئون... وتلعثمت لأول مرة وفقدت شجاعتها المعروفة عنها...هكذا... أشخاص... من لديهم ميول .. ماخورية.."
ابتسامة السيد "خليل" تحولت إلى دهشة ثم قهقهة رهيبة:
كافي نوووت.. وماخورية دفعة واحدة؟ تتعلمين اللغات والثقافة معا ياسيدتي!!
أتسخر؟ سيدتي ها........
ولا يكاد يبتلع ضحكته، حتى ينفجر من جديد بضحكة أقوى، مما أربك بائعة الألبان والأجبان، وهددت بالسكين الذي كانت تحمله لتقطيع الجبن: قلت لك لا تسخر.... سيدتي!
حين هدأ قليلا ومن غير تعليق إضافي بسط السيد "خليل" كفه لها مودعا إياها.
ولكنه قبل أن يترك المحل ويخرج: ماذا عن أسعار الجبن اليوم؟
وصل إليه نتف من جمل حديث: الأبقار.......بقيت واحدة... المزرعة... المهم السلامة...... ما... أن... الحليب وصلت قيمته
كان من الممكن أن ينسى مروان هذا الحديث لولا أن القول المأثور حول الماخورية تكرر مرة أخرى على لسان شخص آخر، وإذ ذاك ضيّق خليل عينيه، وأطلق صفرة ممطوطة من بين شفتيه:
مع أني عادة لا أقدم تفسيرا يا أخ حول تصرفاتي، لكن القذارات التي تفيض بها هذه المنطقة ليس لها حد ، وأعرف كيف أرد على من يحاول رمي .....سفالاته عليّ.
بدت الحياة في بعض الأماكن ومنها هذه المنطقة ،كأنما جنون مطبق، وكان عليه أن يتصرف بمنطق أهل المنطقة وجنونهم، فكتب قصة خاصة بالمقهى والماخورية وأشياء أخرى، متسائلا في نهاية الديباجة: فأين هذه الماخورية التي تتحدثون عنها؟ واصما إياهم بالتهمة نفسها: لا يوجد "ماخورية" إلا في عقولكم!
بعد كتابة الديباجة طبعها عشرات النسخ، وأخذ يلصقها على جدران بيوت المنطقة الساكنة، وقرب كوة الفرن، وبجانب باب الكنيسة وسط البلدة، وفوق طاقة المزار في الأراضي الزراعية، وعلى جدار الجامع الجديد وحتى نهاية الأزقة المودية إلى المركز الثقافي.
مع ذلك لم يستطع خليل إلا أن يقنع عددا صغيرا من الناس بأن مقهى النت ليس ماخورا، ففي النت كانت هناك فضائح متعددة الأشكال والاتجاهات....... شخصية على صعيد الدوائر الصغيرة، عامة على صعيد السياسات... ماخورية على الطريقة الدينية.......
فعاد الى العجوز بائعة الأجبان والألبان، ومن غير سلام ولا كلام: وغنى ذاك المقطع الذي أصبح مشهورا في دائرتي الصغيرة :
يا ماخور الساعة اتنعشر يا مسافر للبعيد
خبر هالساحر أنو السمّ اللي في النت رجعلك على الكعب...
حبينا النت يجمعنا ونتبادل الورد ......
الماخورية كانت أقوى وتبادلنا بالهرة والهريرة، وبعدين مات الورد!.



#فاديا_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادة ليس هناك مرتدة في السودان... في الوطن العربي. عادة..... ...
- هيبة الفراغ
- مثقف 777
- أنتِ صديقتي..... وأكثر
- لسيد الرئيس بشار الأسد: أما عن الطمأنينة فسأحدّثك، ولا حرج:
- عن رنيم معتوق وتحصين الجبهة الداخلية ضد الارهاب.
- لأني أشعر بالغيرة
- رد جميل
- تأرجحنا... كثيرا
- مهما فعلموا... سيحاكمون
- ممنوع السرقة والاقتباس تحت طائلة... عدم وجود قانون!!
- خلطة سياسية مثل جملة اعتراضية
- كانت موهوبة
- فيما يخص المقاسات
- أنت غليظ؟ انضم إلينا
- حيث الخارطة الإنسانية
- أيتها اللئيمة
- الأسماء التي تضل الطريق
- يمارسون الأمومة.. ولا يدرون
- في عيدي وعيدكن.. قد يبدو الشكل بريء


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاديا سعد - لكل -ماخور- أهل يرعونه!