أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - حول مؤتمر المعارضة العراقية ظواهر طائفية .. ومعالجات سقيمة ؟















المزيد.....

حول مؤتمر المعارضة العراقية ظواهر طائفية .. ومعالجات سقيمة ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 336 - 2002 / 12 / 13 - 04:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                               

بعد سويعات قلائل سيلتئم الإجتماع الذي طال إنتظاره لما يفترض أن يكون للمعارضة العراقية والتي أضحت اليوم ظاهرة دولية لايمكن تجاوزها ولا الإلتفاف على دورها الحيوي والإستراتيجي في معالجة ملف إقليمي هو الأدق والأشد حساسية من ملفات منطقة حيوية ومهمة كالشرق الأوسط ، والحديث عن المعارضة العراقية يعني ببساطة الحديث عن تشكيل الصورة السياسية والإقتصادية والأمنية ليس للعراق فقط بل لمجمل دول الإقليم التي تعيش تداعيات ماقبل التغيير القادم ! ، وهي تداعيات يراها البعض مرعبة وستطوي صفحات تاريخية مهمة من صيغ التشكيلات والأطر السياسية القائمة في المنطقة ، فيما يعتبرها البعض الآخر خطوة لابد منها لتحريك الجمود ومحاربة التخشب والخلل في البناء السياسي والإقتصادي والتنموي لدول الإقليم وحيث ستخلق أوضاع جديدة وعوالم مستجدة قد تستعاد معها الصورة التطورية المفقودة للعالم العربي المنكفأ على نفسه والمتراجع حضاريا والمهزوم سياسيا وأمنيا وعسكريا وإقتصاديا ! وهي آمال ليس من السهل ترجمتها للواقع بسهولة ؟ .

وإذا كان العراقيون ينتظرون على أحر من الجمر حسم الملف العراقي بعد أن طال وإستطال ودخل في كواليس التدويل والمساومات الإقليمية التي تداخلت معها مصالح الدول الإقليمية الكبرى كإيران وتركيا وحتى الجزائر ؟ فإن المعارضة العراقية وهي المعنية  الأولى بهذا الملف ظلت في حالة شلل وجمود وإفتقاد للمبادرة وإنتظار الحلول من الخارج بعد أن فشلت فشلا ذريعا في التعاطي مع المأساة العراقية ومعاناة الشعب الذي يعيش نيران الحصار والإرهاب والظلم الإقليمي والدولي ؟ فالمعارضة ووفقا لرصد جميع المؤشرات لم تستطع للأسف أن ترتقي لمستوى الصراع ؟ كما أن إدارتها للأزمة كانت إدارة سقيمة وعقيمة تتشابه وإدارة النظام العراقي المهزوم لحزمة الأزمات والإستحقاقات الوطنية والإقليمية ؟ ، لقد ظلت المعارضة لشهور منذ أن سخن المشهد السياسي بعد إنتهاء الحرب الإفغانية وبات النظام العراقي في واجهة الصورة الإعلامية كهدف قادم للإدارة الأميركية في حربها ضد الإرهاب الدولي وقواعده ومراكز تمويله وتسليحه ، ظلت المعارضة العراقية عاجزة عن التعاطي المستقل مع الأحداث وبقيت جامدة وهي تنتظر الفرج الأميركي وفي ظل صراعات الدول الإقليمية التي تحتضن بعض أنواع المعارضة ومخاوفها من المخطط الأميركي ؟ وكانت الصورة مضطربة في الأفق المعارض وتجلى العجز المخجل في عدم الإتفاق حتى على عقد إجتماع عام لتداول أبعاد الأزمة الدولية الناشئة وتأثيراتها على العراق والمنطقة والإقليم ؟ ومما أضاف للصورة أبعادها الدرامية المؤسفة هو التوسع الكبير واللامعقول في ولادة ونشوء العديد من الأحزاب والتجمعات وبصورة أشبه بالتكاثر الأميبي عند الديدان والطفيليات حتى غدت القضية العراقية بكل ملفاتها الإنسانية الهائلة حقلا للتندر والتكسب والإرتزاق ؟ فالجميع قادة ومناضلين حتى الذين إنشقوا عن النظام منذ أسابيع وكانوا يمارسون أدوارا قهرية وقمعية للشعب تحولوا لمناضلين من الطراز الأول ومدافعين عن حقوق الإنسان ؟؟ وأعرف قائدا عسكريا عراقيا كان له دور مشهود في قمع الإنتفاضة الشعبية العراقية عام 1991 وكان يدفن المنتفضين وهم أحياء !! تحول وبقدرة قادر في لندن إلى رمز نضالي شامخ في عالم النضال ؟ وهذه الصورة المأساؤية عبر عنها خير تعبير الحالة الحالية لمؤتمر المعارضة القادم حيث ستطفح قاعة الحضور برموز بعثية مهمة تسيدت الموقف فيما غابت أو غيبت على وجه الدقة أسماء وتيارات لها مالها من الحضور التاريخي والمساهمة النضالية كالحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية والشخصيات الوطنية والقومية المستقلة ؟ بل أنني أعرف شخصا يكره المعارضة ويتعاطف مع النظام العراقي وسيحضر المؤتمر القادم كأحد المدعوين ؟؟ فأي مهزلة ؟ وأي تنسيق ؟ وأي كفاح ؟ وأي نتائج مستقبلية متوخاة ؟

حينما خرجنا من العراق قبل أكثر من عقدين منذ أن تسلط الفاشيون والقتلة وتجار الحروب على رقاب العراقيين كنا نحلم بوطن عراقي موحد وحر وبعيد عن كل صور الفاشية والتقسيم الطائفي والمناطقي ؟ فإذا بالمعارضة العراقية المحروسة تأتي وبعد عشرين حولا لتسن سنة نكراء وتبتدع بدعة غريبة ليس لها أصول في علم السياسة الحديث تتمثل في تقسيم الناس وتمثيل القوى السياسية على أسس طائفية ينكرها كل حر ووطني وشريف ؟ فما معنى أن يكون التمثيل وفقا للنسب الطائقية للسنة العرب 14% مثلا وللشيعة العرب لاأدري كم وللأكراد وللتركمان ...إلخ ؟ أليس كلنا عراقيون ؟ وهل فرق رصاص القتلة والجلادين بين الملل والنحل والطوائف ؟

وما معنى أن يترك المجال لهيمنة الخطاب الطائفي المرفوض والممقوت شكلا ومضمونا ؟ وهي ظاهرة خطيرة كنت أتصورها حكرا على سياسة النظام الطائفية فإذا ببعض المبتدعين من المهيمنين على سياسات المعارضة العراقية قد تطيف أيضا زارعا البذرة الحقيقية للتقسيم المناطقي والطائفي ؟ وهي حالة مؤسفة ومصير أسود للمعارضة العراقية بعد كل ذلك التاريخ الحافل ؟

وهنالك قضية أخرى لاينبغي السكوت عنها ولاتجاهل مؤثراتها ونتائجها السلبية وهي ظاهرة العلاقات الشخصية في خلق رموز معارضة ليس لها من المعارضة الحقيقية أي تاريخ ولامصداقية ولابرنامج ؟ فالعملية ليست عملية إستزلام ولابهرجة ولاخلق مناطق نفوذ وتجمعات كارتونية ؟ القضية أكبر من ذلك بكثير إنها المسؤولية الوطنية التي تلاشت وأضحت في خبر كان بعد أن هيمن الحواة من الذين يلعبون بالبيضة والحجر ليسرقوا المعارضة العراقية ويجيرونها لحسابهم الخاص متصيدين لحظة إختلاط الأوراق وأضطراب الرؤى والتصورات ! ، وما حصل حاليا يمثل بصريح العبارة ( تزوير في محضر رسمي للإرادة الشعبية والوطنية العراقية ) وتجاوز لكل أخلاقيات العمل السياسي القويم ، وبداية حقيقية لسياسة تخريبية لايعلم إلا الله مدياتها وإتجاهاتها ؟.

ومن الملاحظ أيضا هيمنة جماعة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق على المؤتمر من خلال سياسة ( الفيتو ) التي يمارسها المجلس أو بعض القوى السياسية الأخرى ضد بعض التيارات ؟ وهي هيمنة لاينبغي أن تكون لأحد فالمجلس في حجمه الحقيقي ليس أكثر من مؤسسة تابعة للأجهزة الإستخبارية الإيرانية وفاقدة لإستقلاليتها ولاتصلح لأن تكون مرجعا يعتد به أو طريقا للحل ؟ فحسابات طهران وتياراتها المتصارعة لاتتطابق للأسف والمصلحة الوطنية العراقية ؟

مؤتمر لندن القادم لن ينجح في ملأ الفراغ السياسي الكبير ، وسوف لن يحمل حتى أية مؤثرات إعلامية ، بل أنه واجهة لفشل مقيم وعجز مترسخ وعلى المعارضة العراقية تدارك الموقف قبل ضياع الفرصة التاريخية وقبل أن يتلاقف الأمر ( البعثيون الجدد) الذين بدلوا جلودهم عند أول منعطف ؟

ولكن الشعوب لاتخدع ، ففي النهاية لايصح إلا الصحيح ؟.

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر القادم للمعارضة العراقية ! الجنازة حامية والميت ... ...
- بغل قريش ... يتدحرج ... ويعتذر للكويتيين ؟
- الخليجيون والمعارضة العراقية .. علاقة محرمة أم مصالح مشتركة ...
- البعثيون .. والناصريون .. و ( خشم ) جمال عبد الناصر / ذكري ...
- برزان التكريتي .... رحلة التيه المغربية ؟
- الفارس المهزوم .. والجواد السقيم ؟ عودة لمسلسل محمد صبحي ؟
- جبار الكبيسي في الشوط الثاني ...! فارس بلا حمار ؟
- الكبيسي ... والركابي ... ومن غير ليه ؟
- أيها الباريسيون ..... إكشفوا كل أوراق التفاوض مع النظام ؟
- الكبيسيون الجدد ... حوار الخرفان ... وصمت الحملان ... وصفعات ...
- مصالحة وهمية وفرسان مزيفون ... حزب الجمهورية وآخرون ؟
- أيام دمشقية عبد الجبار الكبيسي ... نغم في حياتي ؟
- العراقيون والدماء الفلسطينية .... أكاذيب تدحضها حقائق ؟
- مصير صدام ... بين أمنيات سعود الفيصل وبلورة الآلوسي السحرية ...
- الحرب المؤكدة و إنتصارات نظام الهزائم ؟
- الكويت ... وقناة الجزيرة ... وللصبر آخر ؟
- تغيير النظام العراقي ... بين الواقعية السياسية والتنجيم الفض ...
- مسلسل (فارس بلا جواد ) .. ضجة هوائية لأجير محترف ؟
- بين قصر النهاية العراقي .. وفيللا تازمامارت المغربية ... صور ...
- بيان أحرار الكويت ... وصمة عار في الجبين العربي الملوث ؟


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - حول مؤتمر المعارضة العراقية ظواهر طائفية .. ومعالجات سقيمة ؟