مسلسل (فارس بلا جواد ) .. ضجة هوائية لأجير محترف ؟

داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 297 - 2002 / 11 / 4 - 03:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

                                               

فجأة .. وعلى حين غرة دبت حركة نشيطة في بعض وسائل الإعلام العربية ، فيما إنبرت بعض الأقلام لتشحذ أسنتها وتوجه مقالاتها الساذجة وتقيم الدنيا وتقعدها دفاعا عن مسلسل عربي لم يشاهده أحد بعد؟ ولم تتسرب لقطات منه لأي فضائية؟ سوى ماقيل عن صدور إحتجاجات أميركية ضده لأنه يقف موقفا ضد السامية؟؟ ولاأحد يعلم الحقيقة العارية حتى اليوم وقبل سويعات من دخول شهر رمضان المبارك ؟ ولكن الشيء المؤكد والذي يتقنه دهاقنة فن الإعلام والعلاقات العامة والإعلان إن هذا المسلسل ( فارس بلا جواد ) قد حصل على دعاية مجانية قد لايستحقها تقدر قيمتها بملايين الجنيهات المصرية ؟ لأن البعض من الكتبة المولغين في أحلامهم العبثية قد تصوروا أن هذا المسلسل والذي ينتجه ويمثله الممثل المصري ( الهايف ) محمد صبحي هو الطريق الصحيح (للتحرير القومي )! ولمجابهة الآلة الإعلامية الغربية الجبارة والتي تسحق بتروسها الهائلة اليوم كل القضايا العربية والإسلامية مساوية بين القاتل والقتيل ؟ وهي نفس الأطراف التي تصورت أن مغني متخلف وتعبان وساذج من طراز ( شعبان عبد الرحيم ) الشهير ب

(شعبولا ) سيقض مضاجع الصهيونية لمجرد أنه غنى طقطوقته الشهيرة ( بحب عمرو موسى وبأكره إسرائيل )!! أو رائعته الأخرى ( أحمد حلمي تجوز عايدة )!! أو معلقته الأشهر ( حاأبطل سجاير من أول يناير .. وحاألعب حديد )!!

... إلى آخر مسلسل التفاهات العربية التي يريدونها أن تكون سلاح في المعركة القومية ؟؟ فياسلام على هكذا نوع من المعارك ؟ ولم ينسوا طبعا أن يؤكدوا من أن الولايات المتحدة قد منعت شعبان من دخول أراضيها؟ .. فيا أمة ضحكت من جهلها الأمم ؟

مسلسل (الهايف) محمد صبحي دخل ضمن نفس الدائرة ، فأنا شخصيا من المتابعين للأعمال الفنية لهذا الممثل ولغيره ورأيي الخاص في جميع أعماله هو أنها سطحية وسمجة وخفيفة من أجل شباك التذاكر؟ كما أن أفلامه السينمائية تثير الغثيان لفجاجتها وسذاجتها كمثل فيلم (العميل 13)! والجاسوسة التي أحبتني!  هذا غير المسلسلات التافهة الأخرى وجميعها لاتحمل مواقفا جدية سوى ماقدمه من سياسة مباشرة في مسرحية (ماما أمريكا )!! التي دخل بها عالم النضال العربي ؟ وأي نضال ؟ رغم أن السينما المصرية قد تناولت حلم الهجرة لأمريكا في أفلام عدة من بينها ( أمريكا شيكا بيكا )!! لاحظوا السذاجة والسطحية حتى في العناوين ؟ ولكي لانتوغل بعيدا عن الموضوع ، أعود إلى المعلقات الثورية التي قيلت بحق (محمد صبحي) وهو لايستحقها؟ خصوصا وأن النظام العراقي المهزوم قد دخل على الخط في أسواق المزايدة الرخيصة وخوض الحروب الهوائية التي لاتؤكد إلا على كل معايير الفشل المقيم ؟

فما حكاية المسلسل العتيد ؟ ومن يقف ورائه ؟

لربما يتذكر العديد من المتابعين بأن المسلسل قد بيع للتلفزيون العراقي مقدما وبسعر مخفض ( حسب ماقال صبحي )! لأنه يقدر الظروف الصعبة للعراق ؟؟؟ وقد قبض صبحي وهو يقدر تلكم الظروف شيكا بما قيمته (210) ألف دولار أميركي وليس إيراني من محمد سعيد الصحاف وزير الدعاية الصدامي؟ ثمنا لذلك المسلسل الذي يدعي محاربة الصهيونية وفضح بروتوكولات حكماء صهيون؟؟ والجدير بالذكر أن التخفيض الحاتمي في سعر المسلسل لم يقدمه صبحي طواعية وكرما منه للقيادة العراقية ؟ بل أنه قد قبض الأرباح والعوائد مقدما من خلال الأرباح والمكارم الرئاسية الوفيرة التي تهاطلت على رأسه بعد زيارته لبغداد بدلالة وقيادة الممثلة السورية رغدة محمود (الماجدة أم محمد ) والتي قادته خلالها كالبعير المعبد ليجلس في حضرة الدكتاتور المهزوم ويلقي خطبته (البتراء ) والتي أنهاها بعبارته الشهيرة قائلا لصدام ( قرب ياريس )!! بعد أن تمنى أن يقع الحصار على مصر أيضا لما للحصار من فوائد ؟؟؟؟؟ وهذه الخطبة (التاريخية ) الإنبطاحية شاهدناها جميعا بالصوت والصورة؟ ولايستطيع أحد نكرانها ولا التحلل من حقائقها والنتائج التي أسفرت عنها ، وهو موقف إنتهازي وضيع ومؤلم فضحته الصحافة المصرية وشرشحت به صبحي الذي سرعان ماقلب ظهر المجن مقدما إعتذاره ومتهما ( أم المناضلين ) رغدة السورية بأنها هي التي ورطته في ذلك الموقف وجرجرجته مع فنانين آخرين لبغداد في إطار مسلسل الرشاوي القومية والنفطية من خلال وفود الفنانين ورجال الأعمال وبعض البرلمانيين أصحاب تجارة ( الهمبكة ) والنصب القومي الأصيل ؟ ولكن ذلك التراجع التكتيكي لايعني من أن صبحي لم (يهبش هبرته ) من النظام العراقي المتهافت على جمع المرتزقة والمحاسيب والإزلام ! خصوصا وان صبحي بحاجة ماسة للتمويل الصدامي من أجل إنجاز مشروعه الفني الخاص في طريق القاهرة / الإسكندرية والمدعو ( مدينة سنبل للإنتاج الإعلامي )! وهو مشروع يحتاج لخمسة ملايين دولار ودولار ينطح دولار ؟ وليس هنالك من ممول سوى (بطل التحرير القومي )؟ لذلك فلابد من حركة ما من شأنها ان توفر المبلغ (ليخلع ) صبحي بنصيبه محققا مشروع العمر طالما ( أن رزق الهبل على المجانين )!! وكله بثوابه ... وهنيالك يافاعل الخير ؟؟؟.

اليوم سينشغل الإعلام العربي بحكاية الفارس بلا جواد ، وستصدح الأصوات المزايدة ، وتقدح الأقلام الإرتزاقية (المناضلة) ، وسينقسم القوم في الصراع على جنس الملائكة ؟ ولكن النتيجة ستكون ( فاشوشية ) لأنه ليس هنالك من فرسان حقيقيين لتتوفر بعدها الخيول الأصيلة ؟

فكل ماهو موجود هو وهم الهزائم وأوهام الحالمين .

 

 

#داود_البصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات