أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - هل يستطيع النظام العربي العاجز إحتواء الحالة العراقية ؟















المزيد.....

هل يستطيع النظام العربي العاجز إحتواء الحالة العراقية ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 244 - 2002 / 9 / 12 - 03:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


         

بعد المتغيرات العنيفة التي هبت على المسرح العالمي بعد تداعيات يوم القيامة الأميركي والذي نعيش ذكراه السنوية الأولى ، فيما العالم بأجمعه يتأهب لدورة عنف وتصفية حساب جديدة في إطار الحرب المعلنة ضد الإرهاب الدولي ومصادره وينابيعه التي لم يتم تجفيفها بعد رغم إنحسار الطالبان وخفوت صوت القاعدة رغم تواجدهما المستمر في قلب الأحداث الخبرية ، يكون للعالم العربي دوره ومكانته وتواجده في مخططات الإستراتيجية الأميركية لاسيما وإن العدو القديم الجديد التقليدي منذ غزو النظام العراقي للكويت ونعني به النظام العراقي قد تصدر قائمة الأهداف الأميركية وبات الحديث الأميركي الصريح عن ضرورة وأهمية وإستراتيجية  خيار إسقاطه من المواضيع والقضايا اليومية التي تتصدر النشرات الخبرية! فكمية الحشد النفسي والمعلوماتي ضد النظام العراقي قد وصل مدياته القصوى حتى أصبح المتلقي العادي يسأم من كثرة التكرار ويطالب بحسم الموقف سلبا أو إيجابا! كما أن العديد من الملفات الدولية والإقليمية الساخنة قد وضعت في ثلاجة الأزمات بدءا من كشمير ومرورا بالقوقاز وليس إنتهاءا بفلسطين أو الصحراء المغربية! وفي خضم الأجواء التصعيدية والتي تداخلت معها مختلف الملفات والقضايا الشائكة ، كان للمواقف العربية من الحالة أو الأزمة العراقية حساسيتها لاسيما وأن التوجه الأميركي المعلن يحمل في ثناياه   وتفصيلاته إعادة كاملة للبناء الجيوسياسي للمنطقة بعد قرن من تشكيل الإطار العام للنظام السياسي العربي والذي أعقب الترتيبات التي أسفرت عنها الحرب الكونية الأولى أو تصفية الإستعمار البريطاني والإنسحاب من شرق السويس في أواخر ستينيات القرن الماضي! ، وهو توجه  يحظى بإهتمام ومتابعة العديد من العرب وخصوصا القطاعات الشابة التي أعياها الملل من إمكانية تعديل الأوضاع السياسية أو  أصابها الإحباط من إحتمالية تطور النظام السياسي العربي الذي عجز عن إبتكار الوسائل التحديثية لبناء المؤسسات الدستورية والسياسية وإكتفى بتطبيق نظرية (الإستنساخ) الوراثي للأنطمة السياسية ! مع الفشل الذريع في مواكبة العصر أو مماشاة ربيع الديمقراطية والعودة لأساليب المخابرات والمحاكم الثورية والعسكرية! في ظل تحديات حضارية وعلمية وعسكرية وإستراتيجية ليس من السهولة مقاومة رياحها وتياراتها بأساليب الستينيات من القرن المنصرم ! أي أساليب الثورية الكلامية والإعتماد على الشعارات وبناء دولة القهر والإجبار في ظل عالم متغير وتوجهات إنفتاحية لاترحم أصحاب عقول الإنغلاق ؟ فلم يعد الإختباء خلف ستائر الآيديولوجيا ممكنا لأنظمة عارية حتى من ورقة التوت وتفتقر للقوة الذاتية لحماية نفسها كما تفتقر للحلفاء الآيديولوجيين الذين يمكن أن يوفروا حماية من نوع ما كما كان الحال مع الإتحاد السوفياتي السابق ؟!! ، لذلك فإن الحديث عن (فيتنام العراقية)! يتضمن عناصر فظيعة من السذاجة السياسية وعدم الفهم للسياسة الدولية ، فثوار الفيتكونغ لم يكونوا دولة تقليدية تمارس البيروقراطية والإرهاب ويختبئء حكامها في السراديب المحصنة ضد الأشعاع النووي ؟ كما كان لهم حلفائهم الدوليين والرأي العام العالمي ووقفت إلى جانبهم عوامل الجغرافية والتاريخ والآيديولوجية ... فأين النظام العراقي المنهك من كل ذلك ؟ بل أين عناصر التشابه والمقارنة أصلا ؟ .

والملاحظ في الآونة الأخيرة أن العالم العربي قد إستفاق على صدمة العمل العسكري الأميركي القادم ؟ وكأن هذا العالم كان في غيبوبة طيلة العقد الماضي ، فتحركات أمين الجامعة العربية وبيانات مجلس وزراء الخارجية العرب جميعها ترفض الضربة الأميركية ! ولكن السؤال ماهي مصداقية هذه المواقف ميدانيا ؟ وهل يتمكن النظام العربي العاجز في الواقع عن ترجمة لغة البيانات الحماسية المعهودة عربيا لواقع سياسي وعسكري ؟ ثم ماذا عن النظام العراقي الذي يعيش أوضاعا دبلوماسية وسياسية متقلبة يشوبها الإضطراب الواضح والفشل في محاكاة اللغة السياسية المحترفة والقادرة على إدارة الأزمات بطريقة بعيدة عن الإنشائية والحشو الحزبي الفاشل ، واللغة الدبلوماسية الركيكة والقدرة الواضحة على كسب العداوات وتحويل المحايدين إيجابيا لأعداء عنيدين كما حصل مع التصريحات الإنتحارية والتي تمثل القمة في الغباء السياسي لنائب الرئيس العراقي طه الجزراوي أو في تلك التصريحات العنترية لوزير الإعلام الفاشل محمد سعيد الصحاف التي لم تختلف عن اللغة التي سادت عام 1990 ؟ وكأن العالم لم يتغير ؟ وكأن (أم المعارك) في أشد فصولها توهجا وعنترية ! وكأن العالم بأسره أسير للغة النظام العراقي التي يعكس جمودها وتخشبها أزمة بنيوية عنيفة ستساهم دون شك في إندحار دبلوماسية النظام العراقي وفي تشديد الخناق على النظام ! ويبدو بعد قراءة جميع عناصر وخطوط اللعبة القادمة من أنه لامواقف عمرو موسى ولاتصريحات أسامة الباز ولا البيانات الإستنكارية العربية بقادرة على فك عقدة الحالة العراقية ، فالنظام العراقي قد قطع أشواطا بعيدة في محاربة طواحين الهواء ...! ، وستعيش المنطقة على نغم إيقاعات رهيبة لايعلم مداها إلا الله .

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الحليم خدام ... الباطنية... والتصريحات الباريسية ؟
- موسم التضامن مع القتلة ! (حزب الله ) اللبناني ... ونفي إره ...
- الشيخ يوسف القرضاوي .... وفتاوي (هونغ كونغ ) التدليسية ؟
- البرلمانيون العرب ... تضامن مع حرية الشعوب .. أم تكريس للطغي ...
- إرهاب النظام الصدامي موثق ولايحتاج لدليل ؟
- عودة (الشيخ) طه الجزراوي إلى صباه .. في القدرة على الإرهاب ؟
- طه الجزراوي في رحلته الشامية ... العراق ليس أفغانستان نعم . ...
- سعود الفيصل .. وأعمدة الحكمة الوهابية ؟
- بين بشار السوري .. وحسني المصري .. وحمد القطري ....
- الأمير وليد بن طلال وصدام ... ماحكاية (فيتنام ) الجديدة ؟
- رسالة لمعالي وزير خارجية دولة قطر
- السوريون .. بين دولارات صدام .. ونكتة الأمن القومي .. والحلو ...
- منظرو (الخرط السياسي) .. خلط الأوراق وترويج الأراجيف ؟
- كتبة (الخرط السياسي الحديث ) وأحاديث الإفك والحقد المبرمج ؟
- من هم العملاء يانظام دمشق ؟
- آية الله السيد الحكيم ... الحل السياسي .. أم الرغبة الإيراني ...
- االمجلس الأعلى ... وضرورة الخروج من تحت العباءة الإيرانية ؟
- علاء اللامي .. وعبد الباري عطوان ... وأشياء أخرى ؟ حينما ير ...
- بعد خطاب الوداع لصدام بن أبيه هلوسات الدكتاتور .. وأحلام علا ...
- أقزام ومرتزقة لبنان ... ومصير الطاغية ؟


المزيد.....




- رئيس كوريا الجنوبية يعتذر عن إعلان الأحكام العرفية بأول تعلي ...
- المعارضة السورية تزعم أنها تنفذ عملية لـ-تطويق- دمشق.. ووزار ...
- كوريا الجنوبية: نواب حزب -قوة الشعب- ينسحبون لمنع التصويت عل ...
- بلومبرغ: حزب الله استهدف منشآت الغاز الإسرائيلية قبل دخول وق ...
- الذكاء الاصطناعي لكسر احتكار العلامات التجارية للموضة
- لافروف: ندعو مع قادة تركيا وإيران لبدء الحوار بين الحكومة ال ...
- آخر التطورات الميدانية في اليوم الـ428 للحرب على غزة (صور+ ف ...
- العراق يسعى جاهدا لتجنب تأثير الأحداث السورية على أمنه
- لافروف: روسيا تساعد سوريا عسكريا وتواصل القضاء على الإرهابيي ...
- الجيش الإسرائيلي: انتهاء تمرين عسكري لتفعيل قوات احتياطية في ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - هل يستطيع النظام العربي العاجز إحتواء الحالة العراقية ؟