بغل قريش ... يتدحرج ... ويعتذر للكويتيين ؟

داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 332 - 2002 / 12 / 9 - 05:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

( بغل قريش ) ... يتدحرج ... ويعتذر للكويتيين ؟                                                        
 

                                                                                              

 

في خطوة لم تكن تحمل أي عنصر من عناصر المفاجأة ، وفي ربع الساعة الأخير من حشرجات نظام مهزوم يحتضر ، وموازاة مع إنبطاحه أمام الإرادة الدولية وتسليمه ( الجمل بما حمل ) ( لجواسيس ) فرق التفتيش الدولية ، وإستجابة على مايبدو لتوسلات وخزعبلات ( الباشا المصري ) عمرو موسى ووفود التضامن الأزهرية المصرية ، ونزولا عند رغبة ( الرفاق الأبطال ) عبد الباري عطوان ، ومحمد المسفر ، ومصطفى بكري!! رضخ ( بغل قريش ) صدام التكريتي وقرر الإعتذار للشعب الكويتي على طريقته الخاصة المبطنة بالتهديد والوعيد محاولا وفي سماجة وغباء إصرار التفريق بين موقف الشعب الكويتي وقيادته!! وهو نقس الموقف الذي أدى ( ليوم النداء )!! حينما تصور أن الخلافات السياسية بين الحكومة الكويتية ومعارضيها قد تساهم في تسهيل وتمرير إحتلاله وفقا لسيناريو الإحتلال الغبي الأحمق الذي رتبه مع المتخلف المقبور حسين كامل ومع أياد الراوي ! فلكأن الغباء والتخلف قد أضحى سمة ثابتة من سمات الدكتاتور المهزوم والذي بتصرفه الأخير قد ساهم مساهمة مؤثرة في تقريب يوم المواجهة الأميركية والدولية مع نظامه بفضل الغباء الإستراتيجي وعدم القدرة على إدارة الصراع مستحقا بذلك وبتميز واضح نيل لقب ( بغل قريش ) ليلتصق به حتى رحلته الأخيرة للجحيم ؟ .

لاأدري حقيقة كيف تصور البغل التكريتي من أن الصيغة التهديدية الواضحة التي صيغ بها بيانه الإعتذاري يمكن أن تنطلي على أحد ؟ وكيف تصور أيضا أن كلماته الجوفاء ستجد من يرحب بها بين صفوف الشعب الكويتي والذي قد يختلف مع حكومته على أشياء كثيرة وقد يشتمها وقد يبهذلها من خلال المؤسسات الدستورية والإعلامية الحرة ولكنه لايختلف معها مطلقا في الموقف الثابت منه ومن نظامه ؟ فأهل الكويت ومن كل الطوائف والأعراق قد وعوا الدرس جيدا وعلموا بأن طريق الخلاص واضح وصريح وهو طريق التخلص النهائي والحاسم من النظام الذي إرتكب أفظع الجنايات القومية والإنسانية ؟ بل أن أي حكومة كويتية تفكر مجرد التفكير بالتنازل عن حق الشعب الكويتي وقبول التوبة من بغل قريش سيكون مصيرها السقوط واللعنة .

إن البغل وهو يعتذر في لحظات تدحرجه من عتبات السلطة بات يثير السخرية في تخبطاته وحركاته الرفسية الباهتة متصورا أنه بإدعائه ( البراءة ) من معرفة ماكان يدور من ممارسات خلال الإحتلال ستبرأ ساحته ويقع كل اللوم على ( الطليان ) ربما ؟؟ وهو تصور أخرق يدل على أن البغل الرئيس يعيش في حالة عزلة وإنقطاع عن العالم ومعرفة مايدور من توجهات بشكل حقيقي وهي توجهات تؤكد أن التخلص من نظامه قد تعدت أطرها الوطنية وحتى الإقليمية وباتت هدفا دوليا ؟

فليوفر البغل إعتذاراته البائسة ، وليستعد ليوم المواجهة القادم الكبير مع أحرار العراق ومع العراقيين الذين لم يفكر البغل يوما بالإعتذار إليهم عن المصائب التي سببها لهم ؟ وكيف يغتذر وهو يعتبر كل العراقيين بمثابة عبيد عند أمه صبحة العذراء!! فضلا عن أنه لاتوجد قوة مشهرة أحذيتها على رأسه ومؤخرته تساند مظالم العراقيين وتشد أزرهم وتجعله يفكر بصيغ الإعتذار ومبرراته ؟.

ترى هل يتذكر صدام تلكم الإهانات التي كان يوجهها للكويتيين علنا حينما وصف الشعب والدولة الكويتية بأنهما الدولة الخسيسة والشعب الخسيس ؟

هل فكر بمعاناة عشرات الأسر الكويتية الآمنة وهي تشهد مصارع أبنائها أمام عيونها ؟

هل يتبرأ من عمليات السلب والنهب والإغتصاب والتي سبق ومارستها عصاباته المتوحشة ضد عرب الأحواز في إيران والجنوب العراقي وكربلاء والنجف وكل بقعة إمتدت إليها أياديهم القذرة ؟

هل فكر البغل المتوحش بالجروح والشروخ العميقة للعلائق الأخوية والتصاهرية والعشائرية بين شعوب المنطقة ؟

إن رأس صدام وعشيرته ليست بالأمر الكافي للتعويض عما حدث وفقا للمواصفات التي يرسمها البغل المهزوم ذاته ؟ .

ولايسعني سوى أن أحيي الرفض الكويتي العام لتذلل الطاغية وإعتذاراته المنافقة ، والتأكيد على أن تحرير العراق قد إقترب وسيأخذ العراقيون الأحرار بثأرهم وثأر إخوتهم في الكويت وعربستان وكل مكان ؟ لقد إقتربت نسائم الحرية وسينفق ( بغل العوجة ) في مزبلة التاريخ .. ولاعزاء للأحرار .

 

#داود_البصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات