أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - البعثيون .. والناصريون .. و ( خشم ) جمال عبد الناصر / ذكريات بصراوية ؟















المزيد.....

البعثيون .. والناصريون .. و ( خشم ) جمال عبد الناصر / ذكريات بصراوية ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 328 - 2002 / 12 / 5 - 04:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                

ملفات التعامل السياسي لحكم البعث العراقي مع الجماعات والأحزاب والتوجهات السياسية الأخرى في العراق لاتحمل سوى كل معاني وصور العدوانية والإقصاء والإستئصال ( إن إستطاعوا إلى ذلك سبيلا )! وعداء البعث وهو الحزب القومي العلماني ضد الحركات القومية الأخرى في العراق لايعادله شيء سوى العداء أيضا لجماعات اليسار والشيوعيين الذين كانت لهم معه صولات وجولات وصفحات دموية قاسية سودت وجه التاريخ السياسي العراقي الحديث ، وعمدت بالدم كل سطوره وبياناته ، وإمتدت ( بركة ) الحزب القائد لتطال الإسلاميين الذين تعرضوا بمختلف أصنافهم ومسمياتهم من السنة والشيعة لحملات تصفية رهيبة وعبر مختلف الأطوار والتحولات التي شهدها نظام البعث العراقي منذ البواكير الأولى عبر مسالخ قصر النهاية ووصولا لعصر المقاصل الجماعية والإعدامات بالجملة وحملات ( تنظيف السجون ) والتي هي من ( الإنجازات ) الخالدة للحكم البعثي الحالي ! مع مارافق تلكم الحملات من صور لإنتهاكات رهيبة في سجون ومعتقلات سرية يعجز الوصف المجرد عن ذكرها وتناولها بشيء من التفصيل لإحتياج ذلك العمل التوثيقي لجهود بحث جبارة ! كما كانت عمليات قطع رؤوس النساء تحت تبريرات تهمة ( الدعارة ) وتشويه الأعضاء وقطع اللسان والآذان للهاربين من الخدمة العسكرية ليست مجرد إدعاءات غير موثقة لجماعات المعارضة ، بل أن هنالك قوانين ومراسيم حكومية تثبت هذه الأحكام وهنالك أسماء معروفة وضحايا حقيقيين مورست عليهم وعلى أبدانهم تلك الممارسات البربرية التي تذكرنا بأساليب المغول والتتار وفي القرن الحادي والعشرين ! ومهما كانت التبريرات التي تبرر إصدار وتنفيذ مثل هذه الأحكام اللا إنسانية فإنها تظل وصمة عار في جبين وتاريخ من أصدرها ونفذها وتظل تبعاتها عرضة للمساءلات القانونية وهي غير خاضعة بأي شكل من الأشكال للسقوط بالتقادم لأنها جرائم بربرية موجهة ضد الجنس البشري فضلا عن تنافيها تنافيا تاما مع مباديء الإسلام الحنيف التي كرمت الإنسان بإعتباره خليفة الله تعالى في أرضه فضلاعن تعارض تلكم الأحكام مع الجهود الدولية الحالية لمتابعة من إرتكب الجرائم ضد الجنس البشري أيا كانت جنسيته ونوعه.

ولكن العجيب في ملفات السياسة العربية أن تحالفاتها المصلحية والآنية تتفوق على المباديء والقيم التي ينبغي أن تكون العامل الأول في التحالفات السياسية ، فالسياسة بدون أخلاق هي شيء فظيع ،كما أن القفز على معاناة الشعوب والمتاجرة بآمالها وأحلامها هي جرائم معنوية كبرى ؟

أقول هذا القول وأنا أتابع موجات التضامن القومية أو من الأحزاب التي يفترض أنها قومية مع النظام العراقي ودفاعهم العنيد عنه وعن ( إنجازاته ) المفترضة وتشويههم بموجب ذلك لكفاح المعارضة العراقية وصراعها ضد النظام الشمولي المرعب من أجل إقرار الديمقراطية ورفع الأذى والحيف والممارسات الإجرامية عن صدور العراقيين وهي مهمة إنسانية وطنية وقومية مقدسة تتضاءل أمامها حتى قضايا الأمة المركزية ! فالتحرر من التبعية ومقاومة الصهيونية والحفاظ على النوع ( العربي ) لايكون عبر ( الفزعات العشائرية الجاهلية ) بل عبر المواقف المسؤولة في حفظ كرامات الناس وخلق الإنسان الحر القوي المعتز بكرامته وإنتماؤه الحضاري .

وقد دأبت القوى الناصرية العربية خصوصا على التعريض بمواقف المعارضة العراقية متجنية في إتهاماتها ومكرسة دعايات النظام العراقي ، وقد فات هذه الجماعات أن تذكر المصير الأسود والمعاناة الرهيبة التي لاقاها أصحاب التوجه الناصري من الحكم العراقي الحالي بدءا من التجنيات والإتهامات الإعلامية وليس إنتهاءا بحملات التصفية الجسدية ! فعلى صعيد النمط الأول وهو التشهير الأدبي والسياسي فالجميع يعلم بأن السيد طارق عزيز بإعتباره كان مسؤولا عن العلاقات القومية في حزب البعث كان يتهكم على الدوام على سياسات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان يعتبر المرحلة الناصرية من المراحل الفاشلة في تاريخ السياسة العربية ! لدرجة أن التجني إمتد حتى لساحة الطرب والغناء ليتهم طارق عزيز المطرب الراحل عبد الحليم حافط بإنه ( مطرب خايس )!! أي عفن!! وهذه المعلومات أكدها الكاتب المصري الساخر محمود السعدني في أكثر من مقال والسعدني من الخبراء في أساليب السلطة العراقية لخبرته الطويلة ومعايشته الميدانية لسياساتهم ! ، المهم إنني وعبر شهادة شخصية بسيطة أطرح اليوم نموذجا مصغرا للتعامل البعثي العراقي مع الناصريين مبينا الكيفية الإذلالية التي يتعامل بها النظام مع من يتصور مجرد تصور إنهم خصومه وللقاريء الحكم على التطورات فيما بعد ؟

في أوائل السبعينيات كان في سوق البصرة القديمة والمنطقة المجاورة ( لمجزرة البصرة ) ومحلات بيع اللحوم محل لتصليح الساعات يملكه موظف عراقي بسيط ومحترم يدعى السيد جواد الموسوي ولا أدري أين هو الآن كان هذا الشخص صديقا لوالدي رحمه الله وكنت وأنا صغير السن أستمع لحواراتهم وتعليقاتهم السياسية ، وكان الموسوي ويكنى أيضا بأبي صباح ( ناصريا ) حتى العظم! أي من المؤيدين والمعجبين بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولدرجة أنه كان يعلق في محله صورة زيتية ملونة لعبد الناصر وهو بزي ( البكباشي )! ولم يكن أبو صباح منضم حزبيا للأحزاب القومية بل كان إعجابه شخصيا وإنسانيا فقط ، المهم أن أبي صباح كان يشكو لوالدي يوميا ويفتح قميصه ليظهر ظهره وهو مصاب بالجروح والكدمات نتيجة لسع السياط التي يأكلها أسبوعيا من ضابط أمن المنطقة ويدعى ( المعاون جاسم ) لأنه يرفض إنزال صورة جمال عبد الناصر ومقترحين عليه تعليق صورة المرحوم ( الموسيقار فريد الأطرش ) بدلها ؟؟ ربما تبدو الصورة كوميدية ولكنها حقيقية على كل حال ؟ والطريف أنهم وبعد أن ملوا منه إتبعوا معه أسلوب تحقيقي غريب وظريف فكانوا يستدعونه أسبوعيا للتحقيق الأمني سائلين إياه وبإهتمام كارثي عن السبب في أن ( خشمه ) أي أنفه يشابه تماما أنف عبد الناصر الطويل والمميز وكان يتعرض للضرب والإهانة بسبب ذلك الأنف ( الخشم ) الكارثة ! لدرجة أن خشم أبو صباح قد أضحى ماركة مسجلة ومعروفة في البصرة القديمة ودليل على الإنتماء الناصري ! يفعلون ذلك مع أصحاب ( الأنوف ) الناصرية والتي خلقها الله ! فما بالكم بالأفكار والتوجهات ؟

إنه مثال إنساني بسيط أهديه للمدافعين عن النظام العراقي من الجماعات القومية لتصرفات نظام قد قطع شوط اللا عودة في التخريب والخراب ، وباتت مهمة تغييره ليست حتمية فقط بل مقدسة ! إن لم يكن لشيء فإنما من أجل ( خشم ) أبو صباح الموسوي ؟.

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برزان التكريتي .... رحلة التيه المغربية ؟
- الفارس المهزوم .. والجواد السقيم ؟ عودة لمسلسل محمد صبحي ؟
- جبار الكبيسي في الشوط الثاني ...! فارس بلا حمار ؟
- الكبيسي ... والركابي ... ومن غير ليه ؟
- أيها الباريسيون ..... إكشفوا كل أوراق التفاوض مع النظام ؟
- الكبيسيون الجدد ... حوار الخرفان ... وصمت الحملان ... وصفعات ...
- مصالحة وهمية وفرسان مزيفون ... حزب الجمهورية وآخرون ؟
- أيام دمشقية عبد الجبار الكبيسي ... نغم في حياتي ؟
- العراقيون والدماء الفلسطينية .... أكاذيب تدحضها حقائق ؟
- مصير صدام ... بين أمنيات سعود الفيصل وبلورة الآلوسي السحرية ...
- الحرب المؤكدة و إنتصارات نظام الهزائم ؟
- الكويت ... وقناة الجزيرة ... وللصبر آخر ؟
- تغيير النظام العراقي ... بين الواقعية السياسية والتنجيم الفض ...
- مسلسل (فارس بلا جواد ) .. ضجة هوائية لأجير محترف ؟
- بين قصر النهاية العراقي .. وفيللا تازمامارت المغربية ... صور ...
- بيان أحرار الكويت ... وصمة عار في الجبين العربي الملوث ؟
- في الذكرى الثانية والعشرين لأم الحروب ؟ قادسية صدام السوداء. ...
- الشيخ يوسف القرضاوي .. والنظام العراقي .. وحكاية الذئب والحم ...
- الجوقة ( العطوانية ) في الحرب الإعلامية .. نماذج من صحافة ال ...
- فضائية الجزيرة ... بين حثالات الناصريين ... وبذاءات عبد ال ...


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - البعثيون .. والناصريون .. و ( خشم ) جمال عبد الناصر / ذكريات بصراوية ؟