أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - تغيير النظام العراقي ... بين الواقعية السياسية والتنجيم الفضائي ؟















المزيد.....

تغيير النظام العراقي ... بين الواقعية السياسية والتنجيم الفضائي ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 300 - 2002 / 11 / 7 - 02:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                                                   

 

لعل من الطرائف والنوادر التي أنتجتها حالة الأزمة القائمة والمستمرة فصولا منذ عقد من الزمان في الخليج ، هو تدخل أطراف (ميتافيزيقية) لتدلي بدلوها في قعر الأزمة ! ولتحاول الإستفادة من المولد القائم حول إحتمالية الحرب من عدمها؟ فلقد خرج علينا قبل أيام أحد (المنجمين العرب ) من على شاشة إحدى الفضائيات العربية التي تعرض كل شيء وأي شيء طالما هو ببلاش! برهان حضاري جديد من نوعه حيث تطوع (المنجم الخطير) بالإعلان عن إستعداده لحلق لحيته وشاربه إن إندلعت الحرب أو تغير النظام العراقي ؟ وهي مراهنة نحسبها شيئا جديدا في الرهانات السياسية المعاصرة؟؟

لقد أضحت الإحتماليات والرهانات هي سمة المرحلة الحاضرة في ظل الحركة الدؤوبة التي تشهدها الساحة العربية والتي تؤشر أيضا على مساحة خلل إستراتيجية فظيعة ضمن إطار الفهم العام لما يسمى بالأمن القومي العربي والذي هو مصطلح واسع الدلالة هلامي التعريف لم يتخذ شكله وصيغته إلا على يد الأنظمة التي عاثت فسادا في الوضع السياسي العربي كالنظام العراقي مثلا وتخصيصا! والذي كان في جميع ممارساته السياسية المنفلتة من ضوابط الشعارات الرنانة يجعجع ويملأ الدنيا ضجيجا حول أولويات العمل القومي ثم إبتدع صيغا ومشاريع سياسية تصلح للدعاية الموجهة كميثاق العمل القومي في شباط / فبراير من عام 1980 وهو الذي ينص على ضرورة تكتل العرب ضد أعدائهم وعلى عدم جواز حل المشاكل العربية بالقوة ! فإذا به بعد عقد من السنين يستدير وينقلب على أعقابه ليكون الطرف العربي الأول والأخير الذي يخرق ذلك الميثاق الموعود وفي سابقة لم تزل تعاني الأمة من جراحاتها ونزفها حتى اليوم ؟ فهل كان بإمكان أكبر منجم أن يكتشف سر هذا التحول الخطير ؟

ولم يقف الأمر عند ممارسة سياسية معينة بل كان سجل النظام العراقي حافلا بالأزمات ، باحثا عنها ، يختلقها إختلاقا إن لم توجد ؟ الأمر الذي أجهز على العراق وجعله مكشوفا أمام مهب الرياح الدولية وإفرز كل هذا الخراب الذي نراه الآن ويحاول بعض العرب تدارك نتائجه دون جدوى ؟ وينبغي أن لانتجاهل حقيقة إرتباط وإنتعاش المصالح الدولية بهذا النوع من الأنظمة السياسية العصابية والمصابة بأحلام وأوهام الزعامة القومية والدور التاريخي والرسالة الخالدة إلى آخر تلكم المصطلحات الشمولية المترشحة من عصور الفشل الثورية ؟ لقد كان ترتيب المنطقة سياسيا وأمنيا وتعبويا مرتبطا بإشغالها بنزاعات إستنزافية خطيرة لن تخرج عن نطاق السيطرة ! ، ولم يكن هنالك من هو أفضل من النظام العراقي للعب ذلك الدور الإستنزافي والذي يغازل ويدغدغ أحلام الزعامة؟ وإن كان الإعلام الشمولي للنظام العراقي قد حاول تغليف تلكم السياسات بشعار (الأمن القومي العربي ) والذي هو شعار حق أريد به باطل! ، شعارا تدليسيا لكسب الشارع العربي المحبط تاريخيا والباحث عن فتى أحلام ومخلص قومي منتظر يستطيع ترجمة الأحلام لوقائع متجسدة؟ ولم يكن ذلك ضمن إمكانيات النظام العراقي ولاقدراته الفكرية والتنظيمية المعتمدة على شعارات خمسينية إنتهى عمرها الإفتراضي سبق لجمال عبد الناصر أن إستعارها وكانت النتيجة وبالا معروفا؟؟

النظام العراقي وبعد دورات الفشل العديدة التي تخرج منها بنتائج دمرت العراق وساهمت في هشاشة النظام السياسي العربي وصل في المرحلة الراهنة لنهاية دورة الحياة الإفتراضية ، وماعاد بإمكانه فعل المزيد سوى إجترار الشعارات ومحاولة بلورة سياسة (الرشوة القومية البترولية ) التي إنتجت صفوفا طويلة من المتباكين والنائحين والمتطيرين من إحتمالية التغيير العراقي؟

فالخائفون على مصير النظام، والمرتعبون من إحتمالية سقوطه وتغيير المعادلة السلطوية في العراق ، هم في غالبيتهم العظمى من غير العراقيين أي من العرب الذين ينظرون للموضوع من زواياهم الخاصة والمرتبطة بمصالحهم القريبة والبعيدة ، الآنية والمؤجلة ، وهم بالتالي يدافعون عن أجندتهم الخاصة والتي لاعلاقة عضوية لها بإجندة المصالح الوطنية العراقية ، ولايمتلكون الصورة الحقيقية لطبيعة الصراع الداخلي في العراق ، وحتى وإن إمتلك بعضهم إحاطة معينة بزاوية ما من إشكاليات القضية العراقية المعقدة فأنهم يظلون في حالة دفاع ذاتي متخوف من النتائج غير المنظورة للتغيير العراقي المحتمل! رغم أن جميع المؤشرات المتجسدة ميدانيا لاتعطي للمراقب المحايد والموضوعي سوى الشعور بالراحة والإنفراج والإستقرار الذي هو مطلب وسياسة كل الساعين للتغيير؟

مايهمنا في هذه الإشكالية هو أن العراقيين ومعهم العالم الحر قد حسموا أمرهم نحو الحرية وإن كل الجعجعات والمخاوف المثارة من هذا الطرف أو ذاك لاتعبر عن الصورة الحقيقية للموقف ، بقدر ماتعبر عن أن دفاعات النظام العراقي قد لجأت لإستحضار كل وسائل التخويف وسيناريوهات الرعب الوهمية ! ، فعالم عربي خال من التهديد والممارسات غير المسؤولة والمزايدات العبثية التدميرية هو أفضل بكثير من عالم عربي مشتت تطغى على ملامحه الإقليمية سمات التوتر والتمزق والإنقسام ولانحسب سوى أن رياح الحرية والإنعتاق قد لاحت  لفحاتها العليلة وإن مراهنات (المنجمين ) لاتعدو سوى أن تكون من النكات العابرة ، فعلى السيد المنجم تحضير الصابون الذي سيجز به ذقنه حسب وعده الفضائي المتلفز !! فمصائر الشعوب لاتقررها البلورة السحرية؟

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل (فارس بلا جواد ) .. ضجة هوائية لأجير محترف ؟
- بين قصر النهاية العراقي .. وفيللا تازمامارت المغربية ... صور ...
- بيان أحرار الكويت ... وصمة عار في الجبين العربي الملوث ؟
- في الذكرى الثانية والعشرين لأم الحروب ؟ قادسية صدام السوداء. ...
- الشيخ يوسف القرضاوي .. والنظام العراقي .. وحكاية الذئب والحم ...
- الجوقة ( العطوانية ) في الحرب الإعلامية .. نماذج من صحافة ال ...
- فضائية الجزيرة ... بين حثالات الناصريين ... وبذاءات عبد ال ...
- هل يستطيع النظام العربي العاجز إحتواء الحالة العراقية ؟
- عبد الحليم خدام ... الباطنية... والتصريحات الباريسية ؟
- موسم التضامن مع القتلة ! (حزب الله ) اللبناني ... ونفي إره ...
- الشيخ يوسف القرضاوي .... وفتاوي (هونغ كونغ ) التدليسية ؟
- البرلمانيون العرب ... تضامن مع حرية الشعوب .. أم تكريس للطغي ...
- إرهاب النظام الصدامي موثق ولايحتاج لدليل ؟
- عودة (الشيخ) طه الجزراوي إلى صباه .. في القدرة على الإرهاب ؟
- طه الجزراوي في رحلته الشامية ... العراق ليس أفغانستان نعم . ...
- سعود الفيصل .. وأعمدة الحكمة الوهابية ؟
- بين بشار السوري .. وحسني المصري .. وحمد القطري ....
- الأمير وليد بن طلال وصدام ... ماحكاية (فيتنام ) الجديدة ؟
- رسالة لمعالي وزير خارجية دولة قطر
- السوريون .. بين دولارات صدام .. ونكتة الأمن القومي .. والحلو ...


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - تغيير النظام العراقي ... بين الواقعية السياسية والتنجيم الفضائي ؟