أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الأكثر قراءة..!!














المزيد.....

الأكثر قراءة..!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 12:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأكثر قراءة..!!

" شهدت محطة قطار “الرباط المدينة” الجمعة، حالة استنفار قصوى، بعد ضبط شخصين وهما في حالة تلبس بممارسة الشذوذ الجنسي بسكة المحطة" .
قرأتُ هذا الخبر في صحيفة عربية بالطبع ، تحت تصنيف ، الأكثر قراءة ، من بين المقالات المنشورة في الصحيفة .
وبالتأكيد ، يطمح كل كاتب أن تحوز مقالاته على أكثر ما يُمكن من قراء ، لأنه معيار للشهرة ، وبشكل غير مباشر ، إعتراف من القراء بأهمية ألكاتب وما يكتب .
ويشطح بعض الكتاب إلى عوالم الخلود التي ستنقش أسمائهم بحروف من ذهب في كتاب الخالدين ( بعد أن حصلوا على مكان في تصنيف الأكثر قراءة ) ، لأنهم شعبيون في أوساط القراء . وفي هذا الشطحان ، نوع من الحقيقة ، لكن ليست كل الحقيقة بالطبع .
فالثقافة السائدة اليوم ، شرقا وغربا ، هي ثقافة التدريج أو بإسمها الإعلامي ، الريتينج ، والتي تقوم بتدريج أكثر البرامج التلفزيونية مشاهدة ، ومنها تعلمت الصحافة المكتوبة والالكترونية تحديدا ، تدريج مقالات كتابها حسب معايير "الأكثر قراءة " ..!!
بالتأكيد ، تندرج تحت تصنيف المقالات الأكثر قراءة ، مقالات تحظى بهذه المكانة ، لأنها تُقدّم طرحا وقراءة جديدة للواقع وللأحداث .
لكن يتضح لنا ، بأن التدريج ، وتبعا لذلك شهرة كاتب ما ، أو الإنتشار الواسع لخبر ما ، هو أمر مُتعلق أساسا بثقافة القاريء المُستهدف وببُنيته الإجتماعية (بمعناها الأنتروبولوجي ) .
ولنعد إلى الخبر أعلاه .
فهو يُعلمنا عن حالة الإستنفار القصوى ، التي شهدتها محطة قطار في مدينة كبيرة كالرباط . ولسذاجتي ، كنتُ أعتقد بأن حالة الإستنفار القصوى التي تشهدها مدينة ما في هذا العالم ، تحدثُ فقط إذا ، حصل المسؤولون على معلومات شبه مؤكدة ، تُشير إلى نية بعض الإرهابيين ، تفجير قطار يُقل جنودا وضباطا من أبناء "الوطن " ...!! أو تنوي هذه الجماعة الإرهابية ، تفجير قطار يُقل مجموعة كبيرة من السياح الأجانب مثلا ..!! أو على الأقل ، تناهى الى سمع المسوولين ، خبر تفخيخ قطار يقترب من المحطة وعلى متنه المئات من المواطنين ، أطفالا ، نساء ، شيوخا ورجالا .. فتُعلنُ حالة إستنفار قصوى بهدف إنقاذ الأرواح البريئة ..
لكن لنا أن نتسائل : هل كان هذا الخبر سيتصدر تصنيف الأكثر قراءة ، لو كان عن السيناريو الذي ذكرتُه في الفقرة السابقة ؟؟ وهل كان خبر عن قطار مُلغّم سيستقطب القراء ؟؟
وهنا ، يكمن الفرق بين الثقافة الغربية والشرقية ؟؟ فخبر كهذا عن ضبط مثليين (ولماذا يضبطوهما أصلا ؟؟) ، قد لا يجد له مكانا على صفحات الجرائد الغربية ، بينما يتصدر هذا الخبر قائمة الأخبار الأكثر قراءة في صحيفة عربية ...!! لماذا يا تُرى ؟؟
وبداية ، لا بُد لي ، إلا تبرئة ساحة الصحيفة التي نشرت الخبر ، لأنها تعلم " نفوس " قراءها ، وقامت بواجبها تجاههم . وهذا الواجب يعني في ما يعنيه ، تزويدهم بما يهمهم من أخبار ..!!
الثقافة أو العقلية العربية ، ما زالت تتعامل مع الجنس كشأن عام ، يجب أن يُدلي المجتمع رأيه فيه ، ويُحدد المسموح والممنوع ..!! وقد يقول قائل ، بأن المجتمعات البشرية كافة ، شرقية وغربية ، تُحدد للفرد سلوكه الجنسي ، وتضع حدودا واضحة بين ما هو مسموح وما هو ممنوع ، وعلى الجميع الإنصياع لهذه الممنوعات والمسموحات وإلا ...
وهذا القول صحيح جدا ، إذا ما دار الحديث حول الإعتداءات الجنسية ، الإغتصاب ، البيدوفيليا والتحرش . لكن ، لماذا هذا الإستنفار ؟؟ ليس ، لإلقاء القبض على مغتصب متسلسل ، أو على بيدوفيل يعتدي على عشرات الأطفال ، ولربما على قطيع من المتحرشين ..
يأتي هذا الإستنفار ، لأن العلاقة الجنسية ،المُستنفرة لكل هذا الضجيج الشعبي والإعلامي ، كانت بين شخصين مثليين .. بالغين ويبدو كذلك بأن العلاقة الجنسية بينهما ، تمت بإتفاق الطرفين . وفي علاقتهما هذه لم يُلحقا ضررا بأحد ... اللهم إلا "مشاعر " الهوموفوبيين المرهفة ...!!
هذه العقلية التي تُصنف الخبر ، بناء على لونه الأصفر ، لن تبحث عن مقالات أو أخبار جادة وجدية ..
وستقضي حياتها في "تصيد " الأخبار الصفراء فقط ، وتسعى للتدخل في حياة الأفراد وميولهم ...
وكأن العالم العربي ، قضى على الفقر ، الجهل والأمية ولم يعد أمامه من تحديات ، سوى ملاحقة المثليين والمثليات .. !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله الأعرج ..!!
- -خلّي هالباب يلقى من الكلاب -..!!
- ألعبيد حين يملكون ..!!
- من أجل خاطر عيونكم ..؟؟!!
- المسلم كيّس فَطن أم كيس قطن ؟؟!!
- إنما ألمسلمون وغير ألمسلمين أُخوة ..في ألوطن .
- انه وَغدُنا اللطيف...!!
- سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال
- بستوريوس وهرم الأعراق ..
- بين الحُلم والمعنى ..
- غارقون في بولهم ..!!
- - علم ألنحو- والجنس..
- أينشتاين ، أللحمة وبعض أسباب ألتخلف ألعربي ..
- في ظرفية ألنص و-الأزهري- المُتبلبل ..!!
- ألمُنزلق نحو ألفاشية...
- معايير ألنصر والهزيمة ..
- ألسر ألدفين من وراء ألخلط بين حماس وفلسطين ..!!؟؟
- ولا أُنازع الأمرَ أهلَهُ ..!! أو خلق وعي -مُقعد - ..
- -رحلة - الأُنثى مع ألذكر ، ليارا محاجنة ..
- علياء ،عبد الجبار والرمز ألديني ..


المزيد.....




- ترامب: سكان غزة يتضورون جوعا.. وسنساعدهم ليحصلوا على -بعض ال ...
- عقب ضربة إسرائيل لليمن.. الحوثي يتوعد برد قوي
- الحكومة الفلسطينية ترفض الآلية الإسرائيلية المقترحة لتوزيع ا ...
- طرق فعالة لمحاربة إدمان الحلويات
- ترامب يرجح عقد اتفاق تجاري مع كندا خلال زيارة كارني
- -سي إن إن-: وزير الدفاع الأمريكي يخفض 20% من المناصب القيادي ...
- حزب -إصلاح المملكة المتحدة- البريطاني يحظر رفع الأعلام الأوك ...
- وزير الاتصالات السوري يبحث مع السفير السعودي سبل تطوير التعا ...
- وسائل إعلام: ترامب لا يشارك في الجهود لوقف إطلاق النار بين إ ...
- أسرار تحسين ملامح الوجه بأساليب بسيطة وفعّالة


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الأكثر قراءة..!!