أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - المسلم كيّس فَطن أم كيس قطن ؟؟!!














المزيد.....

المسلم كيّس فَطن أم كيس قطن ؟؟!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 09:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المسلم كيّس فَطن أم كيس قطن ؟؟!!
ويروي بعض المُحدثين هذا ألحديث بإستبدال كلمة المسلم ، بكلمة المؤمن .. وسواء كانت الكلمة ، المؤمن أم المُسلم، يبقى السؤال ألأزلي ، هل هو كيّس فطن حقا ؟؟ أم أنه كيس قطن (فارغ ) ؟!
وإليكم القصة الحقيقية ألتالية .
في صغري درجت وواظبت على تأدية الصلاة في المسجد القريب من بيتنا ، إلى أن بلغتُ سن المراهقة وانتقلتُ للدراسة الثانوية في مدينة مختلطة . فقد نشأتُ في بيت متدين جدا ، فوالدي له الرحمة ، كان يحضنا جميعا على الإلتزام بالعبادات ، وكان لنا مثالا في هذا الجانب . وفي بعض الأوقات كان يؤم المصلين طوعا ، نتيجة تغيب الإمام الموظف ، والذي لم يكن يملك معرفة والدي الدينية ولا حفظه للقرأن . وقد شارك في إمامة الصلوات وبالتناوب مجموعة من كبار السن وصغارهم لكثرة تغيب الإمام ، معتل الصحة دائما ..
وذات جمعة تغيب الإمام ، فتصدى للإمامة شاب يافع ، يكبرني بعدة سنوات . وكان في مكتبة الجامع ، كتاب خطب يقرأ منه الإمام خطبته أيام الجُمع والأعياد . ولكل جمعة خطبة تناسبها .
صعد هذا الشاب المنبر وبيده الكتاب ، ورغم أنه قد أنهى الدراسة الإبتدائية ، اي الصف الثامن في حينه ،إلا أن قدراته كانت متواضعة ..
بدأ بالخطبة التي كان موضوعها صفات المسلم ، وكانت الخطبة مدبجة بالأيات والأحاديث ومن ضمنها حديثنا .. فقرأ بصوت عال ، ولأنه لم يسمع سابقا كلمة كيّس ، ظنها "كيسا " وظن أن نقطة وقعت عن حرف القاف ، لقدم الكتاب فقرأها "المسلم كيس قطن " !!
طبعا هو لم يصدق ما يقرأ ، فكيف يكون المسلم كيس قطن ، وما الحكمة من ذلك ؟؟!! وتمالك المصلون أنفسهم ، وخرجوا من الصلاة يقهقهون !!
وللصدق ، فغالبيتهم لم تعرف معنى الكيّس الفطن ..! لكن كيس قطن ؟؟!! دخلوا إلى المسجد رجالا ، شيبا وشبانا ، وخرجوا منه أكياسا قطنية ..!!
وواقع الحال يدل بأن المسلم العربي المعاصر تحديدا ، ليس له علاقة من قريب أو بعيد مع الفطنة والكياسة . فهي مهارات شخصية إجتماعية وذهنية ، لا مكان ،أو لم يتبقَ لها مكان في ذهنه المشغول بالحفاظ على محتويات كيسه القطني ، والذي هو "شخصية " المُسلم العربي المعاصر .
فالعربي المسلم هو أشبه بكيس قطن بال متهريء . ويحوي هذا الكيس على موروث ثقافي خارج من صفحات التاريخ . ويمتليء هذا الكيس بمُعتقدات ومُقدسات ، لا تربطهما بالقداسة رابطة ما .
يمتليء هذا الكيس بأليات وتقنيات لمواجهة تحديات الحياة المُعاصرة ، لكنها (أي هذه الأليات ) من عصور إنسان الكهوف . وبواسطتها يريد ويطمح بالدخول في عالم غزو الفضاء ... وتسيد العالم !!
ما زالت "تقبع " في ثنايا هذا الكيس المهتريء ، حكايات من طفولة الإنسانية ، وما زال يسمعها بنفس شغف طفل في سنوات عمره الأولى ..!!
وهذا المسلم الذي تحول الى كيس قطني ، ما زال يُصدق روايات وردت في كتب الأقدمين ،يتضائل أمامهم ،ويُلغي كل منجزات العلم المُعاصر إذا لم يذكرها فلان عن علان في مصنفاتهم القديمة المقدسة .
فالفطنة والكياسة تتطلبُ إنسانا يعيش عصره ، يتعامل مع المستجدات ويجابه التحديات بأليات المعاصرة والحداثة ، وليس بالبحث عن الحلول في ثنايا الكتب الصفراء .. عندها سيتحول من كيس قطن متهريء إلى كيّس فطن ، يعيش في عصره الراهن بكل ما فيه من إنجازات وتقدم علمي ..




#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنما ألمسلمون وغير ألمسلمين أُخوة ..في ألوطن .
- انه وَغدُنا اللطيف...!!
- سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال
- بستوريوس وهرم الأعراق ..
- بين الحُلم والمعنى ..
- غارقون في بولهم ..!!
- - علم ألنحو- والجنس..
- أينشتاين ، أللحمة وبعض أسباب ألتخلف ألعربي ..
- في ظرفية ألنص و-الأزهري- المُتبلبل ..!!
- ألمُنزلق نحو ألفاشية...
- معايير ألنصر والهزيمة ..
- ألسر ألدفين من وراء ألخلط بين حماس وفلسطين ..!!؟؟
- ولا أُنازع الأمرَ أهلَهُ ..!! أو خلق وعي -مُقعد - ..
- -رحلة - الأُنثى مع ألذكر ، ليارا محاجنة ..
- علياء ،عبد الجبار والرمز ألديني ..
- جدلية الأخلاق ، الجنس والنضال المشروع ..
- سميح القاسم لم يكن شاعرا وحسب ..!!
- -جهاد النكاح- العلماني : مُكايدة نمطية ..!!
- -الإضطراب -المطلوب عربيا ، للسير على طريق التقدم ..!!
- دول كرتونية وشعوب حُنجورية ..إلا داعش..!!


المزيد.....




- استمع لما قاله الرئيس الفنزويلي محذرا الولايات المتحدة من مغ ...
- اندلاع اشتباكات خلال احتجاجات لجيل -زد- ضدّ الرئيسة كلوديا ش ...
- غزة في اليوم الـ 37 للهدنة: قصف مدفعي إسرائيلي من وراء الخط ...
- من داخل قصر كولونا في روما: لمحة عن أحد أبرز معالم التراث ال ...
- صاروخ -Sturmvogel-: سلاح روسي بقدرات استثنائية يثير قلق النا ...
- اندلاع اشتباكات خلال احتجاج جيل زد ضد الرئيسة شينباوم في مكس ...
- تقرير: أوروبا بحاجة إلى تخزين الطاقة لتحقيق الاستقلالية
- تعرّف على الخطة الأميركية لإدارة غزة بعد الحرب
- موريتانيا.. القضاء يحقق مع 70 مسؤولا ويسجن 20 منهم بتهم فساد ...
- بسبب الأمطار.. آلاف العائلات تقف عاجزة أمام تدفق مياه البحر ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - المسلم كيّس فَطن أم كيس قطن ؟؟!!