|
|
هولوكوست للإيزيديين تتنكر له الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية
مثنى حميد مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 4584 - 2014 / 9 / 24 - 02:22
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أصدرت الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية بتاريخ2014.8.9 بياناً بعنوان: (لنقف سداً منيعا لحماية العراق والفيدرالية الكردستانية ضد عصابات الدولة الإسلامية).وبما إنني كنت ومنذ سنوات عديدة من الموقعين والمؤازرين لهذا التجمع ومهماته السامية وجدتُ أن من الضروري أن أعلن هنا براءتي التامة من ذلك التوقيع لثقتي أن هذا البيان قد تخلى عن تلك المهام الجليلة وإنه لن يكون ،الآن ومستقبلاً ، ليس بأكثر من وثيقة تستر وتضليل للعدالة بحق واحدة من أبشع جرائم الحرب المنكرة والإبادة الجماعية النازية هي جريمة سنجار، كما وأدعو أعضاء هذا التجمع وأمانته العامة إلى إعلان موقفاً مشابهاً لموقفي وخاصة أمينه العام الدكتور كاظم حبيب ، وهو كاتب البيان.
وتسهيلاً للقارئ سأحصر كل عبارة من البيان بين قوسين وأدوّن ملاحظاتي بشأنها في أسفلها مباشرةً ، ورأيي الكامل بالطبع سيتشكل تدريجياً من مجموع هذه الملاحظات بخصوص البيان وليس من خلال عبارة واحدة :
الفقرة الأولى:
(تعرض العراق منذ التاسع من حزيران 2014 إلى اجتياح عاصف نفذته عصابات الدولة الإسلامية في العراق والشام حققت فيه احتلال مدينة الموصل بعد أن انسحبت القوات العسكرية العراقية بشكل مذل ودون مقاومة أمام تلك القوى التكفيرية بقرار من قيادة القوات المسلحة العراقية ببغداد، تاركة لها أسلحتها وذخيرتها وعرباتها ودباباتها وكل ما في تلك المعسكرات من معدات أخرى، ولم يحاسب المسؤولين عن ذلك حتى الآن.)
هذا جيد ، هناك تحديد - للمسؤولين - كما يسميهم البيان والذين إنسحبوا بقرار من قيادة القوات المسلحة العراقية ببغداد، ولم يُحاسبوا حتى الآن! ولم يُحاسبوا حتى الآن؟!! ومن يُحاسَب ويُحاسِب في هذا الوادي الطافح بالدماء والدموع والذي إسمه العراق ؟ ولماذا لم يحدد البيان من أصدر ومن أربيل أوامر إنسحاب700بيشمركة من سنجار مع أسلحتهم ؟ لأنهم شُجعان ؟ ولم يقبلوا حتى بتسليم بعض أسلحتهم لأهالي سنجار للدفاع عن أنفسهم ؟ هذه هي الأوامر في أي جيش منضبط والبيشمركة جيش منضبط وتاريخه مجيد وبدلاً من ذلك تُرك الإيزيديون في العراء لتنهش بهم وبأطفالهم وحوش الفيافي؟!
نعم ، صحيح جداً أن البيشمركة شجعان لأنهم ضباطاً وجنود يتحكم بهم نظام عسكري يشمل كل جيوش العالم بما في ذلك جيش كوردستان ولي منهم شهداء أبطال كالشهيد هيثم ناصر الحيدر الذي حمل رفيقه الجريح ليلاً على ظهر بغل في مرتفعات سنجار الوعرة وتأخر في إنسحابه حتى نال البعثيون الفاشست منه وأردوه شهيداً فالجندي في أي نظام عسكري لا يفرط بسلاحه ولا يتخلى عنه ، ولا يتحرك خطوة واحدة إلا بأوامر، ولا يترك جرحاه فكيف يتخلى عن شعب عظيم ومسالم وعريق كالشعب الإيزيدي ما لم يكن هناك رأس إسمه مسعود وأركانه أصدروا له الأوامر و يجب تقديمهم إلى محكمة دولية عادلة للتحقيق معهم وتطبيق العدالة بحقهم كمجرمي حرب فالأدلة والبينات والشهود بالمئات وتكفي لإحقاق الحق ولا يمكن لمرتزق مهما بلغ حجم دماغه أن يموه ويضلل لإخفاء الجريمة .
أليس كذلك دكتور كاظم حبيب ؟
أنت تطالب بمحاسبة سمكة بالشط في بغداد المزدحمة بمجرمي الحرب من كل صنف ولون ، أما من في أربيل من أركان مسعود وبالضبط مسعود نفسه الذي أصدر شخصياً أوامر سحب البيشمركة مع أسلحتهم من سنجار وحتى أوامر منعهم من مشاغلة داعش بالأسلحة البسيطة ، ليوم واحد فقط ، ريثما ينسحب الأهالي مع بعض الماء فقط لأطفالهم ، فتتجاهله بمنق الكلام ومعسوله ، أليس هذا تستر على عار كبير في تاريخ الطغيان؟
الفقرة الثانية:
(وتعرض بعد ذلك مسيحيو الموصل إلى هجمة همجية شرسة أجبروا جميعاً على الهجرة إلى محافظتي دهوك وأربيل ناجين بأنفسهم وتاركين كل ما يملكون غنائم للمجرمين القتلة الذين قاموا بتدمير التراث الحضاري للمسيحيين وكل الشعب العراقي بالموصل، كما دمروا الكنائس وبقية دور العبادة لأتباع الديانات والمذاهب الأخرى.)
هجمة همجية شرسة.
هذا يسمى كلام حق يراد به باطل فالبيان ككل مكرس لتبرئة البرزاني شخصياً وأركانه الذين عديدهم أقل من أصابع اليد الواحدة فمسعود مع مستشاره الديني والدكتور كاظم حبيب وهو مثقف كبير وماركسي ،يعرفون جيداً جداً أن داعش تميز في إرهابها بين المسيحيين أو النصارى كما تسميهم واليهود والصابئة إلى حدٍ ما ، والذين تعتبرهم من أهل الذمة وتُحق لهم خيارات عديدة : 1.الإسلام أو2. دفع الجزية مع شروط عديدة للإذلال والمهانة وإستباحة الأعراض بالضيافة القسرية أو3.الهجرة من دولتهم الإسلامية بعد سلب أموالهم وممتلكاتهم كغنائم تيمناً وعلى غرار ما فعله المسلمون الأوائل الذين ينسبون إلى النبي محمد حديثاً يدعو فيه إلى تهجير وتفريغ شبه الجزيرة العربية من يهود ونصارى ومشركين ، وبين الإيزيديين الذين تعتبرهم داعش كفرة خُلّص لا خيار لهم غير1.الإسلام 2. القتل مع إستباحة أموالهم وأعراضهم كجواري أو ملك يمين - بينما يعتبرهم إبن تيمية وهو فقيه التطرف والسلفية - من أهل الذمة ويمتدحهم كثيراً على عكس عبد الرزاق الحسني الذي بينما كان يمارس الزنى سراً بالمندوبة الإنكليزية مسز بيل كان في نفس الوقت يخطط بعقله الشيطاني إلى لصق تهمة عبادة النجوم بالصابئة وتهمة عبادة الشيطان بالإيزيديين في كتبه التجارية .
الفقرة الثالثة:
(ثم استطاعت هذه القوى العدوانية التوسع على الأرض ووصلت إلى مدن مثل زمار وسنجار التي أدّت إلى انسحاب قوات البيشمركة أمام همجية عصابات داعش،)
ما معنى - التي أدّت إلى -انسحاب قوات البيشمركة أمام همجية عصابات داعش؟
إذن لماذا كانت قوات البيشمركة متواجدة أصلاً في زمار وسنجار؟! للزينة والسياحة والمساومة السياسية من مثل - لنا كركوك قدسنا وأم النفط وخُذوا لكم أنتم سنجار قدس الإيزيديين أتباع طاووس ملك والفقيرة بمواردها لأنها مُكلفة والدفاع عنها يضعنا في إشكالية دينية وتقاطع مع العديد من شيوخ الإسلام الذين سيعتبرون هذا الدفاع بمثابة خروج على الشريعة ومناصرة للكافر على المسلم فالدواعش وإن كانوا مجرمين لكنهم مازالوا على ملّة الإسلام ولذلك أصدر مسعود بالذات أوامره بالإنسحاب من سنجار فأنسحبت البيشمركة - أمام همجية عصابات داعش - ولتترك هذه الهمجية للشعب الإيزيدي يكرع كؤوسها المرة والدموية لوحده .أليس هذا هو مربط الفرس والغرض من البيان ؟ أليس هذا هو الكذب بعينة ؟ أليس هذا تستراً رخيصاً وفاضحاً على جريمة كبرى عَمَد وحقيرة ودنيئة ومروّعة في تفاصيلها هزّت الضمير العالمي ؟ هولوكوست شنيع حتى هتلر لم يرتكب مثله بحق اليهود فقد كان ينقل اليهود بالقطارات مع عوائلهم وحقائبهم إلى معسكرات الإبادة وهناك يُقدم الماء والطعام لهم ولأطفالهم وإن كان قليلاً لكنه كان يحفظهم لأسابيع وحتى لأشهر كي يفقدوا شحمهم ولحمهم ويصبحوا خفافاً رشاقاً للحرق فيتحولون إلى ما يشبه الهياكل العظمية التي نراها في مناطق المجاعات في أفريقيا ثم يُعرّون كما خلقهم الله ويساقون رجالاً ونساء ، أطفالاً وعوائل إلى غرف التسميم بالغاز فيموتون خلال بضعة دقائق وينقلون مباشرة إلى فرن الحرق.
................
هناك فقرات أخرى من البيان سأستعرضها في مقالة قادمة إستكمالاً لهذا المقال .
#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
 |
بحث
|
 إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مأساة سنجار: النعامة لا تستطيع التغطية عليها
-
ماذا لو دخل اليهود في دين الله أفواجا ؟!
-
على هامش مقالة الزميل عبد الحسين شعبان
-
ها ؟! إشكال البهلول؟!
-
نحنُ لا نلبس الحجاب ياشيخ ستار جبار حلو
-
لسنا شيوعيين لكننا نفتخر بالشيوعية
-
بعض الهزلْ من زمن صدام إلى زمن الطائفية والدجلْ
-
حين يُضلل المثقف المنافق المجتمع عن رؤية الدكتاتور
-
الزحلاوي في زمن دكتاتوري ، رسالة إلى الصديق علي عجيل منهل
-
بواسير الدكتاتور المعتكف وثقافة النفاق
-
رسالة مفتوحة إلى صديقي الفلسطيني عتريس المدح
-
الروح الرياضية للشيخ مرتضى القزويني
-
عندما تعالج إسرائيل سوريين فارين من الجحيم
-
ماركس ومحمد من منظور فينومينولوجي
-
محاكم جماهيرية لرجال الدين في مصر
-
في جنازة السيد يوسف القرضاوي
-
يهود العراق يطالبون بالتحقيق بدور الموساد
-
إلى اديث سودرغران
-
علي فهد ياسين والضحك حتى البكاء
-
ملاحظات عن ترجمة الدكتور حسين علوان حسين لمعلقة إمريء القيس
المزيد.....
-
بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب
...
-
نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو
...
-
ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا
...
-
الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ
...
-
أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
-
-لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي
...
-
الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق
...
-
وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي
...
-
السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما
...
-
وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس
...
المزيد.....
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
-
عالم داعش خفايا واسرار
/ ياسر جاسم قاسم
المزيد.....
|
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
