أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مثنى حميد مجيد - رسالة مفتوحة إلى صديقي الفلسطيني عتريس المدح














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى صديقي الفلسطيني عتريس المدح


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 23:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



قبل أيام شاهدت مجموعة من الفلاشا الأفارقة ينزلون من الطائرة ويقبلون بحنان أرض فلسطين بإعتبارها وطنهم ! والعقل السليم والمنطق العلمي يدلان أن الأرض التي تستحق تقبيلهم هي تربة أفريقيا ، تذكرتك بأسى وقلت هؤلاء سوف ينافسون عتريس المدح في أرضه ، شعرت بالظلم واللاعدالة واللامعقول وحاولت أن أجد معنى وتبريراً وتفسيراً لهذه الظاهرة المأساوية العجيبة : أن تُصادر حقوق عتريس المدح في وطنه وتعطى كل الحقوق لأفارقة لا علاقة لهم إلا بأفريقيا ، ستمنح لهم المواطنة والشقق السكنية ورغد العيش وعتريس يكافح ليل نهار من أجل لقمة الخبز لأطفاله ، تذكرت أيضاً أقوال ابراهامي في محاولة لتفسير هذه الظاهرة ، ومن أقواله أفهم ، إن لم أكن غير دقيق في صياغتها ، أن هذه الأرض يسرائيل إيريتس أو فلسطين ، من قدرها التاريخي أنها أصبحت أرضاً لشعبين يجب أن يتقاسماها ويتعايشان عليها.أشعر بالأسى أيضاً ليهود العراق وابراهامي لمعرفتي أنه في أعماقه ينتمي إليَّ وإلى كل عراقي لأنه ، وبعيدا عن الحقوق المقدسة التاريخية والدينية ، هو عراقي حتى العظم لكن الأقدار ألقت به في أرض أخرى ، وأقوال ابراهامي ينبغي أن تؤخذ بالحسبان فهو مظلوم مثلنا شارك في صباه في مظاهرات الشعب العراقي مدفوعاً بحسه الوطني العفوي ودخل نقرة السلمان وهو في السادسة عشر من العمر ليمضي ثمان سنوات ومن ثم ليسقط مجرمو العهد الملكي جنسيته العراقية ويرحل إلى أرض غريبة إسمها إسرائيل.

الآن يمكن للعراقي الشيعي أو السني أن يعود للعراق ويجد محيطاً يتقبله ويعيش في وسطه أما الصابئي من أمثالي فلا يستطيعون ذلك رغم أنهم أهل العراق منذ عصر فجر السلالات لأنهم سيعاملون بأقسى من معاملة الأبيض لزنوج أفريقيا قبل عقود ، الكلب أكثر طهارة من الصابئي النجس في العراق الآن ، ويُقتل ويحارب في رزقه ، وفي السويد التي نعيش فيها يعاملوننا مع المسيحيين العراقيين وفق سحنتنا كعرب مسلمين بسبب الأفعال المشينة والإرهابية للأصوليين المسلمين بل ويعتبروننا متنكرين للثقافة الإسلامية ومنتحلين للثقافة المسيحية التي يعتبرونها للجنس الآري فقط !.في السويد تساهم الكنائس في توفير العمل للعاطلين وعرضوا علي وعلى زوجتي ونحن عاطلان وظائف جيدة لكننا رفضناها لأننا لا نستطيع مخادعتهم ونستبدل ثقافتنا الصابئية كما فعل المئات من العرب والمسلمين .

إزاء كل هذا الظلم الذي يلحقنا في العراق والمهجر لن تجد صابئي واحد تخلى عن عقله لأن هناك حقيقة نؤمن بها : أن نكون مظلومين ولا نكن ظالمين ، كن مظلوماً ياعتريس لا ظالماً لأنك ستنتصر وتربح ، أحفاد أحفادك سينتصرون لأن الحقيقة لا تتخلى عن المظلوم ، فالظلم يزول ياصديقي عتريس المدح ، هذه نصيحتي المبدئية لك ،أنا الأقل علماً منك ، ولا تفهم من كلامي إني أدعوك لمثالية فكرية وإلى التخاذل عن قضيتك المشروعة أو أبيعك أحلاماً وردية زائفة ، بل أن تثق أن قوة الإنسان تتضاعف مادياً وتمتلك زخما تغييريا صردياً وهائلاً بقدر ما يلحق به من ظلم وعسف وهذه القوة لا تجد تعبيرها في مساندة العنف فالعنف في أكثر صوره مشروعية هو شر ولا يستطيع المقاومة وحماية نفسه .

لقد إنتصر لينين العظيم بقوّة السلام الذي هو من طبيعة النور وأقام أول ثورة للعبيد في التاريخ وهذا هو سر الماركسية الحقة ، أما العنف فهو من طبيعة الظلام الذي تنكسر جحافل من دياجيره بعود ثقاب صغير.

ربما تسألني لماذا أكتب لك هذه الرسالة وما هو مربط الفرس ؟

السبب أن المجرب حكيم ويجب أن يُنصت إليه والظلم التاريخي الذي تعرض له قومي الصابئة أعمق مما تعرضت له أنت الفلسطيني ويعقوب اليهودي.

أنت تتحدث بلغتك العربية وابراهامي بلغته العبرية وربما تقرضون الشعر بهما وبهما تقرأون كتبكم المقدسة القرآن الكريم والتوراة أما أنا فقد حرمني الطغاة والظالمون حتى من الحديث بلغتي الآرامية العريقة أم الحضارة منذ الألف الثالث قبل الميلاد أما كتابي المقدس الكنزا ربا فأتهجاه بصعوبة وأقرأه بصحبة قاموس فمن منكما هو الأكثر ظلماً مني ؟.الفلاشا الأفارقة تحتضنهم إسرائيل وتحميهم وترحمهم وأنت ياعتريس يقف من خلفك ملايين المسلمين والمنظمات والدول تدافع عن قضيتك المشروعة أما أنا الصابئي المسكين فمن يحميني ومن يؤازرني في وطن يعتبر قادته الدينيون والسياسيون الكلاب أكثر طهارة من الصابئة ؟

قبل أيام شاهدت صورة تجمع بريمر الأمريكي مع قادة الإحتلال على مائدة واحدة حافلة بكل ما لذ وطاب مع الجعفري وشيوخ الإسلام يتناولون الطعام في حين يأنف الأقزام أن يفعلوا ذلك مع صابئي مثلي من أبناء وطنهم ينحدر من أقدم سلالات الأرض التي شيدت حضارات سومر وبابل فهل يفعل ابراهامي واليهود معك هذا ويتنجسون من مؤاكلتك وأنت تعتبرهم دخلاء على أرضك ؟ كرامة الإنسان ياصديقي هي الوطن الحقيقي ، الكرامة البشرية هي الوطن ، فما فائدة بيت يهان الإنسان فية وتنتهك كرامته ، وحين يتعلم المسلمون إحترام كرامة الآخرين وأديانهم وإنسانيتهم ويكفوا عن ترديد كلمات مثل بني صهيون ، صليبي ، صابئي نجس ، يزيدي يعبد الشيطان ،عندها يتوقفون عن سفك دماء بعضهم كما يفعلون الآن ويكففون جراحهم وتعود الحقوق لأصحابها والأوطان لأهلها.

هذا هو مربط الفرس ياصديقي العزيز!

حين نكون مضطهدين وفقراء ومظلومين يجب أن نقارن أنفسنا بمن هم أكثر ظلماً وفقراً وألماَ وإضطهاداً منا وننصت إليهم لأنهم أقرب إلى الله ، إلى الحقيقة ، إلى المستقبل فتهون المصيبة ونرى الأمور بوضوح ونمشي في الطريق الصحيح.



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروح الرياضية للشيخ مرتضى القزويني
- عندما تعالج إسرائيل سوريين فارين من الجحيم
- ماركس ومحمد من منظور فينومينولوجي
- محاكم جماهيرية لرجال الدين في مصر
- في جنازة السيد يوسف القرضاوي
- يهود العراق يطالبون بالتحقيق بدور الموساد
- إلى اديث سودرغران
- علي فهد ياسين والضحك حتى البكاء
- ملاحظات عن ترجمة الدكتور حسين علوان حسين لمعلقة إمريء القيس
- حوار ودّي مع شايلوك
- شايلوك يروم قتل لينين بدون قطرة دم !
- الغلام علي الدباغ يضحك من طارق عزيز ويستغفله
- أزمة الديمقراطية الفاشية في ضوء الإنتخابات العراقية
- قصائد غزل لماركس مهداة لزوجته جيني
- الزواج الغير ماركسي جداً لماركس
- ماركس والروهة وذكريات عن والدي
- قصتي مع آية الكرسي
- الماركسية من وجهة نظر خروف
- الشاعرة السويدية آني لوند
- إلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مثنى حميد مجيد - رسالة مفتوحة إلى صديقي الفلسطيني عتريس المدح