أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مثنى حميد مجيد - الزواج الغير ماركسي جداً لماركس














المزيد.....

الزواج الغير ماركسي جداً لماركس


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 22:33
المحور: سيرة ذاتية
    


ترجمة لمقدمة تعرف بكتاب ماري غابرييل - الحب ورأس المال - عن السيرة الذاتية لكارل ماركس.


بينما كان ماركس يحلم بالثورة تعبيء الجماهير ، كانت زوجته وبناته يجاهدن ويقاسين لإبقاء العائلة واقفة على قدميها.هذا ما كشفت عنه كاتبة السير الذاتية ماري غابرييل من خلال الحياة الأسرية للثوري الشهير.

وكارل ماركس هو صاحب المقولة الشهيرة: "إذا كان هناك شيءٌ مؤكد فهو أنني لست ماركسيا". ولم يكن ذلك ليتجلى في أي مكان آخر بأكثر من منزل أسرة ماركس في لندن. هناك، كان ماركس يقف على رأس خمس من النساء اللواتي كرّسن أنفسهن لهدف مشترك في الحياة (إن لم يكن الهدف الوحيد في الحياة) وهو تمكينه من القيام بما ألزم نفسه به - تغيير العالم . ولو كان ماركس ملكاً، لما كان له من المحظيات من يفوقهن ولاءً ، ولو كان شخصية دينية لما كان له من الأتباع من هم أكثر حماساً منهن.لكنه كان ثوريا ، رثاً في الغالب ، وعبقرياً مبتلى بالفقر مع ولعٍ بزجاجة الشراب.

وفي الواقع، وبعيدا عما هو ماركسي، كان مظهر العائلة يبدو ، ومن اللمحة الأولى، نموذجاً لنمط الحياة الأسرية في العصر الفكتوري الوسيط.كان ماركس رأس الأسرة الذي بلا منازع، والذي في مداره تدور نساء حياته وهن زوجتة جيني، وبناته الثلاث، جيني تشن ، لورا ، وإليانور، والمدبرة المنزلية للأسرة مدى الحياة ، هيلين ديموث . وبالنزر اليسير مما كان ماركس يكسبه من عمله الصحفي وبالمعونات الأكثر حيوية من زميله الحميم، فريدريك انجلز ، تمكنت تلكم النساء وبنجاح مدهش أن يحافظن على القشرة الخارجية من مظهر الاحترام (في الواقع، غالباً ما أشار نقاد ماركس إلى نمط حياته "البرجوازي" في محاولة لتشويه سمعته) و كانت هذه الواجهة ضرورية ، سواء لدفع غائلة الدائنين أو لزيادة فرص زواج بنات ماركس.وفي الحقيقة ، ورغم ذلك ، كانت مفردة "صراع" هي كلمة السر في أسرة ماركس، ليس فقط بالمعنى الماركسي ل"صراع الطبقات"، ولكن ، ولسنوات عديدة ، بالمعنى الحقيقي جداً من حيث عدم معرفة من أين يؤتى بالوجبة التالية من لقمة الطعام.

كان من الممكن وبسهولة أن يكون الأمر عكس ذلك.فقد كان ماركس مثقفاً بروسياً متزوجاً من ابنة بارون.وكان بإمكانه إستخدام قدراته الفكرية مع مكانتها الارستقراطية للحصول على وضع يضمن للعائلة الأمان.ورغم ذلك ، لم يحبّذ ماركس مطلقاً وبحق ذلك الطريق التقليدي والسهل خياراً. كان صاحب رسالة لإقامة مجتمع أكثر عدالة ، أصبحت في آخر المطاف رسالة لإنقاذ جماهير الشغيلة والطبقة الوسطى من تجاوزات الرأسمالية. وكانت المفارقة الحزينة أنه بقدر ما أحبّ عائلته فأنه ما كان ليبدو حاسباً إنهم أيضاً كانوا بحاجة إلى إنقاذ.ومثل فنانٍ مستقطبٍ لكل قواه في الإنكباب على رؤيته ، توقع ماركس من زوجته وأطفاله أن يتخذوا مكاناً خلفه لأنهم أيضاً يعترفون بمغزى عمله.كان يعتقد أنهم ، أيضاً ، يجب أن يكونوا مستعدين للتضحية من أجل أهدافه.وبحب وبلا تردد ، فعلوا ذلك .

ربما لم تكن جيني ماركس ، بشكل خاص ، مدركةً كم سيكون مكلفاً لها زواجها من ماركس .كانت تعرف حين تزوجته في العام ١٨٤٣أنها سوف لن تتزوج فقط من رجل ، بل أيضاً من مثالي ، وطوعاً تعهدت بنفسها لكليهما.لقد إستبدلت جيني وبسرور الإمتيازات التي لا تعد ولا تحصى والتي تتوقعها كبروسية ارستقراطية بحياة من التشرد كزوجة لكاتب ثوري ، مطرود من بلد لبلدٍ آخر حتى حط بها المقام وبأطفالها الثلاثة الصغار وبشكل غير شرعي في موطنهم الأخير: لندن الرطبة والباردة بحدود العام ١٨٤٩.فكان الواقع المر صادماً ، إن لم يكن قد كان كذلك مسبقا.

كانت عائلة ماركس من اللاجئين الذين ليس لهم أصدقاء في مدينة ليست لهم بها معرفة ولا يتحدثون بلغتها إلا بشكل أولي.وفي غضون سنتين من وصولهم إلى لندن ، رزقت جيني بطفلين آخرين . وفي غضون ثلاث سنوات توفي كلاهما.الطفل الوحيد لماركس الذي ظل على قيد الحياة من تلك الفترة الإبتدائية ولم يدعي به ماركس - كان إبناً له من مدبرة المنزل ، هيلين ديموث.ومرة أخرى كانت التضحية مطلوبة ، وهذه المرّة ليس فقط من قبل جيني(التي لم تكن من السذاجة إلى درجة عدم الشك أن ماركس هو والد الطفل) بل أيضاً من قبل هيلين ، والتي كانت عضواً مؤثراً في الأسرة وشاركت العائلة تجاربها كأي عضو فيها.وقد حافظت كلا المرأتين على وقوفهما جنب ماركس ، رغم الصعوبات التي لا تعد وخيبات الأمل المستمرة وبشكل دائم.

كان الولاء لنفسه والتضحية من أجل قضيته هي المطالب غير المعلنة التي طبع بها ماركس أولئك الذين قدموا له المساعدة لخلق ما كان يعتقد أنه سيكون عالماً أفضل.

أما بالنسبة لبنات ماركس فقد كنَّ يعشقن والدهن.لقد ولدن في أسرة ثورية ، وبكل ما يترتب على ذلك من تعقيدات . لكنّهنّ وبعيدا عما كنَّ مثقلات به من العالم الخارجي ، كنَّ يستبشرن بالحياة .وكانت ثقافتهنَّ تعكس قيم المجتمع الفكتوري -الموسيقى ، الفن ، الأدب واللغات - مضافاً إليها جرعة كبيرة من السياسة الراديكالية.وسرعان ما صِرنَ مساعدات لوالدهنّ حين أصبحن قادرات على ذلك.وحتى قبل أن يكوننَّ نساءً، أدركن بالفعل معنى أن يكوننَّ بنات ماركس.إحدى البنات ثُكلت بكل أطفالها الثلاثة الصغار وهي تعيش في القارة دعماً لأجندة والدها.الأخرى إستبدلت وبلا تروٍ حياةً طموحةً كصحفية بزواج تعس إلى شاب من أتباع والدها الفرنسيين.والثالثة تورطت برجل إعتقدت أنه جديرٌ بوالدها لكنه ، في النهاية ، دفعها للإنتحار.

كان الولاء لنفسه والتضحية من أجل قضيته هي المطالب غير المعلنة التي طبع بها ماركس أولئك الذين قدموا له المساعدة لخلق ما كان يعتقد أنه سيكون عالماً أفضل.وفي حياته الأسرية المباشرة لم يكن خائباً.وربما لم يكن كارل ماركس ماركسياً ، بيد أن من الممكن القول وبأمانة أن النساء اللواتي أحببنه جداً كنَّ كذلك.

.................................

Marx’s Not-So-Marxist Marriage
Love and Capital
Mary Gabriel



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس والروهة وذكريات عن والدي
- قصتي مع آية الكرسي
- الماركسية من وجهة نظر خروف
- الشاعرة السويدية آني لوند
- إلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله
- مالك خازن جهنم ، لماذا لا يتبسم ؟
- في سرداب أسود تحت البيت الأبيض
- اللوحة الأخيرة لفان كوخ
- بتاحْ
- صورة الشهيد هيثم ناصر الحيدر
- القذافي وحلف الناتو بعيني نوستراداموس
- جميلتي أحلى من صلاة التراويح
- أقوال ومواعظ في جنازة قصيدة ثملة
- ياصديقي ، في الخراب ... للشاعر السويدي ستَجنيليوس
- نداء الى أدونيس والمثقفين بخصوص الحداثة والباروريكل بويتري
- أحجار الكتابة
- رسالة إلى القاريء بيان عن جرثومة البعث
- تهنئة للدكتور كاظم حبيب بمناسبة تكريمه من قبل الشعب الكوردي
- لماذا حشر الجواهري في بيان صفوة المثقفين ؟
- مسعود البرزاني وأردوان ملكا والصابئة المندائية


المزيد.....




- رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار ...
- جهاز مبتكر يزرع تحت الجلد قد ينفي الحاجة إلى حقن الإنسولين
- الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي ...
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- في غزة؟
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- التي خصصتها إسرائيل ...
- شاهد: ترميم مقاتلة -بوليكاربوف آي-16- السوفياتية الشهيرة لتش ...
- اتهامات -خطيرة- ضد أساطيل الصيد الصينية قبالة شرق أفريقيا
- اكتمال بناء الرصيف البحري الأمريكي لنقل المساعدات لقطاع غزة ...
- كينيدي جونيور يوجه رسالة للعسكريين الغربيين عن تصعيد خطير في ...
- ضابط أمريكي متقاعد ينصح سلطات كييف بخيار سريع لتجنب الهزيمة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مثنى حميد مجيد - الزواج الغير ماركسي جداً لماركس