أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مثنى حميد مجيد - حين يُضلل المثقف المنافق المجتمع عن رؤية الدكتاتور














المزيد.....

حين يُضلل المثقف المنافق المجتمع عن رؤية الدكتاتور


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 02:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان صدام نموذجاً للدكتاتور الطاووس الباذخ المتبختر الذي تفتنه الأهواء النرجسية والأبخرة والأضواء والشهوات ويطربه المديح والإطراء ويحلم بالخلود إلى درجة إصدار الأوامر بنقش إسمة على طابوق خرائب بابل الأثرية فرأت أمريكا أن آن الأوان لإستبداله بدجاجة كسيحة عمياء وشديدة الخبث محجبة في سرداب مظلم لا يُسمع منها وعنها ، حتى بالكاد ، صدى نـــــقنقــــتها ونقرها.

فكما قيل في الأسطورة السومرية ، بعد ترسخ سلطة الأسياد ، أن الإله آنو قد أنزل الأنُّوناكي إلى العالم السفلي ، كذلك قرر مجمع آلهة البنتاغون والكونغرس ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض إلباس زمرة صدام لباس الكهنوت المعمم وإنزالهم إلى العالم السفلي.

لقد تم إنزال الدكتاتور المزهوَّ بنفسه وعرباته المذهبة ورياشه الطاووسية مع محظياته وحريمه وعبيده وغلمانه إلى العالم السفلي ، هناك حيث الطين والتراب طعاماً ولحافاً وحيث العفاريت والأشباح رفاقاً وخلاناً وحيث السخام وديدان عفن القرون الوسطى والريش العالق بجثث الموتى المنتفخة وأعلاقهم المتفسخة، أما الأحياء من المحظوظين والناجين وفي مقدمتهم الدكتاتور النافق ورهطه المنافق الجديد من حملة الأقلام المأجورة أو المخصية طائفياً بالفطرة فليس تُمنح لهم غير فتات من أرغفة الخبز الموحل لإبقائهم قيد الهوان والتبعية الطائفية .

وما زال علماء الآثار غير متأكدين تماماً إن كان اللوح الثاني عشر هو اللوح المكمل حقاً لملحمة جلجامش ، وما زالوا حتى عاجزين عن حل بعض رموزه المسمارية ومفرداته ولماذا أضيف إلى نص الملحمة إن كان في الأصل مكملاً لها .

هكذا الأمر يبدو في العراق . يعيد التاريخ نفسه ولكن ليس كما في أحلام الخلود الرومانسية لمراهقي الفكر والأدب والسياسة ممن يدعي الماركسية وهو مشبع ومنقع بوحل الطائفية.

كنا حتى مطلع القرن العشرين قبائل وأمم متعايشة ، ولم يكن لنا دكتاتور ، باذخ مختال متبختر أو زاهد محتال معتكف ، لا فوق الأرض ولا تحتها ، ولا ملاحم ، ولا جلجامش ، ولا خمبابا ، إننا في الحقيقة لم نكتشف أي ملحمة ، ولم نعثر حتى على كسرة لجرة ، علماء الرأسمالية هم من إكتشف لنا تاريخنا فأصبحنا بعونهم نتفاخر بجلجامش السومري عن وهم لا عن علم ومعرفة وإذا بآلهة البنتاغون في زمن العولمة الإمبريالية تتخذ قراراً شيطانياً بإنزال دكتاتورنا ، الذي هو صنيعتها ودميتها ،إلى العالم السفلي ومنح جلجامش العوجة مرتبة دجاجة كسيحة عمياء معممة بالدجل.

أحد أصحاب الأقلام المنافقة البائسة يعلن جهاراً ، ويرى أن إستمرار الخوف من شبح الدكتاتور ، بعد زواله ، هو وهم مرضي وحالة إنعكاسية شرطية تبقى متواصلة في ذهن الضحية وتؤدي بها أحياناً إلى التعاشق مع الدكتاتو المقبور رغم أنه ،هذا المنافق ،الأكثر وعياً بحقيقة الشبح المعتكف في سردابه لأنه في تماس مباشر ومعايشة يومية مع غلمانه وعبيده ممن يداري معيشته بهم ويضمن وجوده البايلوجي بفضلهم ومن حوله تسفك أنهار من الدماء البريئة.

وآخر من هؤلاء المنافقين من أدعياء الماركسية ، وهي منهم براء ، هرب بخفي حنين مؤثراً السلامة حين طالبته بتشخيص دقيق لإسم الحاكم المستبد الأول في العراق ، هرب ليس فقط لرهابه وخوفه الذي عُرف به من تداول الرأي الذي هو ملح ومداد الفكر والثقافة الديمقراطية الحقة ، بل وأيضاً لرعبه من إفتضاح حقيقته الطائفية وتبعيته اللاواعية للحاكم المستبد المقدس في العالم السفلي والذي يحاول تعمية الأبصار عن رؤيته خلف الهراء اللفظي، رغم كل الدثارات المزركشة بماركسيته الرثة والسطحية التي يدعيها أمام الناس ويخادع بها أشباه المثقفين.



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزحلاوي في زمن دكتاتوري ، رسالة إلى الصديق علي عجيل منهل
- بواسير الدكتاتور المعتكف وثقافة النفاق
- رسالة مفتوحة إلى صديقي الفلسطيني عتريس المدح
- الروح الرياضية للشيخ مرتضى القزويني
- عندما تعالج إسرائيل سوريين فارين من الجحيم
- ماركس ومحمد من منظور فينومينولوجي
- محاكم جماهيرية لرجال الدين في مصر
- في جنازة السيد يوسف القرضاوي
- يهود العراق يطالبون بالتحقيق بدور الموساد
- إلى اديث سودرغران
- علي فهد ياسين والضحك حتى البكاء
- ملاحظات عن ترجمة الدكتور حسين علوان حسين لمعلقة إمريء القيس
- حوار ودّي مع شايلوك
- شايلوك يروم قتل لينين بدون قطرة دم !
- الغلام علي الدباغ يضحك من طارق عزيز ويستغفله
- أزمة الديمقراطية الفاشية في ضوء الإنتخابات العراقية
- قصائد غزل لماركس مهداة لزوجته جيني
- الزواج الغير ماركسي جداً لماركس
- ماركس والروهة وذكريات عن والدي
- قصتي مع آية الكرسي


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مثنى حميد مجيد - حين يُضلل المثقف المنافق المجتمع عن رؤية الدكتاتور