نداء انساني

باسم محمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 13:19
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

قبل أسابيع تناخى نفر من الخيرين العراقيين أغلبهم من المهاجرين في أوربا وفاتحوا جهات ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وطنية وعالمية ، أجمع الكل على تقديم نداء إنساني الى العالم أجمع بشأن ما يتعرض له أبناء الطوائف العراقية المقيمة في سنجار وسهل نينوى وبالأخص الأيزيديون منهم لكثرة ما تعرضوا له من ظيم حيث سبيت 2470 فتاة عراقية ، بغية ايجاد المساعدات الممكنة للوقوف بوجه برابرة هذا العصر .
لا داعي لأن نذكر ما تعرض له مئات الألاف من العراقيين الأصلاء فهو معروف للقاصي والداني وللقريب والغريب على حدٍ سواء فالفضائيات لم تترك شيئاً كي أذكره أنا أو غيري في هذا المحرر البسيط .
لكن الذي أود طرحه اليوم هو تسليط الضوء على الجهد الطيب والعمل المثابر الذي قامت به مجموعة من العراقيين الخيرين أعضاء منظمات انسانية ، حيث حرروا مئات الرسائل كي يشحذوا همم زملائهم وأعوانهم وأصدقائهم للقيام بعمل إيجابي مضاد لما فعلته داعش يتناسب مع حجم الكارثة التي حلّت بجزء عزيز من الوطن يقطنه أناس مسالمون لامطامع لهم في سلطة أو ثروة أو جاه أو أي شيء آخر سوى العيش بسلام إسوة ببقية البشر في المكان الذي تواجدوا وتوالدوا فيه منذ آلاف السنين . وفعلاً تم ذلك بدءاً باعداد مسودة نداء انساني و جمع أسماء المشاركين الذين كانوا بحدود 427 منظمة يضاف لها بحدود 220 شخصية عراقية وعالمية من أكاديميين وأعضاء منظمات مدافعين عن حقوق الانسان وحقوقيين واعلاميين وكفاءات علمية واجتماعية وتم تشكيل فريق عمل مهمته الأولى مفاتحة الجهات ذات العلاقة في أوربا وتقديم نسخ من هذا النداء الإنساني بعدها تم تكليف عضو الفريق السيد حسو هورامي من المكون الأيزيدي بحضور الدورة 22 للمؤتمر الاستثنائي لمجلس حقوق الانسان المنعقدة في الأول من ايلول في جنيف حيث تم تسليم نسخة من النداء مع أسماء المنظمات والشخصيات المُوَقِّعة عليه الى سكرتارية المؤتمر ونسخة اخرى الى ممثل الحكومة المركزية العراقية وزير حقوق الانسان الذي كان حاضراً هناك. وللعلم فان التقرير كان يشير في صفحاته الـ 24 الى جرائم داعش في القتل الجماعي والتهجير القسري وسبي النساء موضَّحاً فيه تفاصيل تلك الجرائم مع شهادات لشهود عيان .
كان لهذا الفريق الفذ خطوة أخرى جبارة في البرلمان الهولندي حيث تم تقديم التماس بهذا الموضوع يوم 2014-9-10 استلمته السيدة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية وأعضاء اللجنة وكانت نتيجته لاحقاً بأن الحكومة الهولندية وبرلمان هولندا قررا تزويد اقليم كردستان بالأسلحة والمعدات والعمل على تدريب العناصر لتقوية قدراته القتالية في مواجهة الارهاب الداعشي كما تقرر انضمام هولاندا الى الدول المشاركة في الضربات الجوية لتلك الزمر النتنة بالاضافة الى تعزيز المساعدات الانسانية للنازحين المدنيين.
عاطر التحايا نوجهها لهذا الفريق الانساني الفذ حيث الذوات أعضاء الفريق لم ينطلقوا في مسعاهم هذا من واجبهم كموظفين في الدولة العراقية يتقاضون رواتباً مقابل العمل بل كان منطلقهم إنسانياً بحتاً ولم يبتغوا منصباً أو جاهاً أو أموالاً توضع في أرصدتهم في بنوك لبنان والامارات والبنوك الأوربية والأميركية ولم يتقاضوا منحة بقيمة 90 مليون دينار لتحسين المعيشة وبعدها بأيام قليلة 25 مليون دينار أخرى هدية عيد الفطر وليس لهم حمايات وسيارات دفع رباعي وغيرها من متطلبات (الكشخة) . ونتسائل أيضاً هل ارتقت الدبلوماسية العراقية الى هذا المستوى من التحرك الفعال ؟ . الحقيقة لا أريد الكتابة أكثر كي لا تفسر خطأً ولكن أتمنى لهم كل التوفيق والاستمرار بهذا العمل الجاد كي ننقذ أهلنا الجياع القاطنين في العراء .
كما نتمنى على القائمين على أمورنا الإرتقاء بعملهم والانتباه ومعرفة كيفية التحرك ومتابعة دقائق التفاصيل لأنها ستكون مؤثرة جداً في هكذا أمور .
مؤقتاً - بنجلور – الهند
2014/9/19

#باسم_محمد_حسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل