أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - الفيضانية والنجمية














المزيد.....

الفيضانية والنجمية


سامي حرك

الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 01:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عنوان البوست, هو محاولة لفض إشتباك طريف, يتكرر في مناقشات بعض الأثريين والمهتمين, كلما إحتفلنا بالسنة المصرية الجديدة.
البعض يرى بداية التقويم المصري عند ما يقارب 13 ألف سنة قبل الميلاد, إستنادًا على حسابات تتعلق بقوائم الملوك المبينة في حجر باليرمو, المكتوب, مبينًا لأحداث تواترت بالمشافهة أو غيرها, حيث بالتأكيد لم يعاصرها كاتب القوائم زمن الأسرة الخامسة.
الواقع أن هذه الحسابات –إن صحت- فهي تتعلق بالسنة الفيضانية, وهي سنة توصل المصري القديم إليها بملاحظة موعد الفيضان السنوي, وأخذ بها فعلا, وكانت نقلة نوعية مهمة ساعدت في تطوير وتحسين الحياة, وساهمت في تقدم المسيرة الحضارية, إلا أنها تبقى مجرد خطوة ومقدمة مهدت للوصول للنقلة الأهم, لأن السنة الفيضانية هي سنة تقريبية, بإعتبار أن الفيضان نفسه غير محدد الموعد, إلا بشكل تقريبي, فهو قد يتقدم أو يتأخر أسبوع أو أكثر, وقد يأتي عام فيه جفاف بسبب عدم وصول مياه الفيضان.
أما السنة النجمية, فقد إرتبطت بظاهرة نادرة, بالغة الدقة, وهي ظهور النجم "سبدت" مرة واحدة في السنة, في حالة شروق إحتراقي لأقرب مسافة زمنية من شروق شمس اليوم الأول من تلك السنة, ولا تتكرر الظاهرة إلا بمرور 365 يوم.
تلك الظاهرة النادرة إحتاجت من المصري القديم متابعة ومثابرة وصبر, وعمل دؤوب من أجيال متعاقبة, حتى أثمر التراكم إحاطة بجوانب تلك الظاهرة, ومن ثم إستثمارها في تنظيم الوقت بأكبر وأدق مقياس للزمن, وهو ما نعرفه الآن بالسنة, والتقويم.
العبرة في وجود المنتج الحضاري تكون بالقرائن والأدلة الأثرية الموافقة للحسابات الفلكية, وهذه وتلك تتوافق مع دورة النجم سبدت خلال العام 4241 ق.م, حيث كان حجة المصريات جيمس هنري بريستيد هو الأسبق في تناولها وبحثها, في كتابيه الموسوعيين "تاريخ مصر القديم" و"فجر الضمير", ترجمة وهوامش سليم حسن.

إشتباك آخر يثار بشأن بداية السنة النجمية نفسها, وليس التقويم فقط, وربطها بالفيضان دون تحديد, لأي وقت من أوقات الفيضان, وزاد إلتباس الأمر أن تاريخ الظهور الأول لنقطة إيزيس, وكذلك عيدها, هو مع بداية الفيضان, وبالتالي ذهبت غالبية الكتابات الأثرية إلى أن بداية السنة المصرية تكون مع بداية الفيضان, بالرغم من أن الظهور الأول للنجم سبدت, هو ظهور ليلي مستمر لعدة أيام, لا تصاحبه أية علامة مميزة دقيقة, حسب تعبير الموسوعة الفلكية, والأمر أن مسألة تحديد بداية السنة تتعلق بالمعرفة الفلكية, أكثر من المعرفة الأثرية, لأن الظاهرة الفلكية النادرة المشار إليها, لا تحدث مؤكدًا ويقينًا إلا مع إكتمال الفيضان.
إذن, التفرقة بين "بداية" الفيضان و"إكتماله" هو كلمة السر, في فض الإشتباك الأخير.
يبقى أن البداية الحالية للسنة المصرية, 1 توت, الموافق 11 سبتمبر في السنوات الثلاث العادية, والموافق 12 سبتمبر في السنة الرابعة الكبيسة, يساندها الآتي:
1- الحسابات الفلكية الدقيقة للشروق الشمسي للنجم "سبدت" الشعرى اليمانية.
2- المشاهدة والرؤية الشخصية بالعين المجردة, للظاهرة النادرة, صباح كل يوم 1 توت.
3- الميراث الشعبي الغني, وهو ما يوازي قرائن وأدلة, عبارة عن أمثال للشهور.
4- الوظيفة الإجتماعية والبيئية والزراعية لشهور السنة المصرية, وضعت كل شهر في موعد محدد, بحيث يكون من قبيل العبث بذل أي محاولة لتغييره, حيث يأتي "طوبة" في عز زمهرير البرد, وحيث يكون "بؤونة" وسط هجير الصيف.
للمزيد, برجاء مراجعة كتابي "الأعياد", وهو متاح كاملاً على الإنترنت, ومقالات على موقع "الحوار المتمدن" وبوستات على صفحة "حُراس الهوية المصرية", خاصة الأخير منها بعنوان "قرائن وأدلة التقويم المصري".



#سامي_حرك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمثال الشعبية, للسنة المصرية
- التقويم: المصري/ القبطي/ التوتي
- السنة المصرية, والسنة الميلادية
- ضربة البداية
- قراءة حروف الهيروغليفي, بالمصري الحديث
- الشر النسبي .. بالمصري
- الموقف الحكومي من حرية الإعتقاد والتحصين كشف تغليب التسلط عل ...
- وعود بخطابات ضمان
- حزب مصر الأم
- تركيا وسوريا: الإبن العَاق والإبن المُعاق
- مصر ليست شقة مفروشة
- الأخوان, لم ولن يكونوا حزب سياسي!
- الإقتصاد المصري القديم, والمستقبل
- تلات سلامات .. للستات!
- قيامة أوزير وميلاد المسيح
- رفع العَلَم - رفع عمود جد
- فعاليات موسم الحج إلى أبيدوس
- قصة شجرة الكريسماس
- لصوص ومسوخ الحضارة
- أفريقيا: بيت العيلة!


المزيد.....




- مهاجمة وزير خارجية إسرائيل لأردوغان يثير تفاعلا بعد إعلان تر ...
- بالصور.. أمطار دبي بعد أسبوعين على الفيضانات
- روسيا تقصف أوديسا بصاروخ باليستي.. حريق ضخم وعشرات الجرحى
- ما علاقة الغضب بزيادة خطر الوفاة؟
- تعاون روسي هندي مشترك لتطوير مشروع القطب الشمالي
- مستشار أوربان يشرح طريقة كسب -صداقة- الولايات المتحدة
- البنتاغون: قوات روسية تتواجد في قاعدة واحدة مع عسكريين أمريك ...
- أكبر جامعة في المكسيك تنضم للاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلس ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /03.05.2024/ ...
- -لم أمنح الوقت للرد-.. سبيسي يهاجم فيلما جديدا عن -اعتداءاته ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - الفيضانية والنجمية