أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - أفريقيا: بيت العيلة!














المزيد.....

أفريقيا: بيت العيلة!


سامي حرك

الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 08:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أفريقيا الأم, ومصر الأم!
أرض مصر أفريقية, صحاريها وجبالها وجزرها, نيلها أفريقي, أربابها, ملوكها العظام, فنونها, موسيقاها, معمارها, ثقافتها أفريقية.
تأثير أفريقيا وسحرها في كل شئ مصري!
معايير الأصالة في مصر ترتبط باللمسات الأفريقية, فما إقترب منها هو الأساس, وما إبتعد عنها مقلد أو وارد طارئ!
الموقع الجغرافي المتميز لـ "مصر الأم" في الركن الشمالي الشرقي من "القارة الأم", كحلقة إتصال مع قارات العالم القديم, مماثل لدورها الكناني في نشأة المظاهر الحضارية!
تقول الأبحاث أن أقدم وجود للإنسان منتصب القامة كان في القارة الأفريقية, بصفاته الجينية وألوانه الأفريقية, ثم إنتشر منها إلى غيرها من بقاع وأجواء الأرض, فإكتسب جينات وألوان جديدة تناسبت مع تضاريس تلك البقاع وطقوس الأجواء الجديدة, لذلك يقال عنها بالنسبة للإنسان من كل القارات والبلدان: "أفريقيا الأم"!
أما بداية الحضارة, والحلقة الأساسية في سلسلة التطور الحضاري, فبدأت في الكنانة كهيئة حضّانة بشرية صنعتها مياه النهر الدافق وسلسلة جباله الحامية لسكانها من البشر الأولين, ومن هنا كان الإسم: "مصر الأم"!
في أسطورة "هلاك البشرية" تغضب "عين رع" فتترك القصر السماوي لتعود إلى بيتها في أعماق أفريقيا, تمامًا كما تغضب الزوجة فلا يكون أمامها إلا العودة الى بيت العائلة!
ويبعث "رع" مستشاريه ومعاونيه يسترضونها, فتعود معززة مكرمة وبصحبتها هديتين من غابات وأحراش أفريقيا, هما: "بس" رب المرح, و"تاورت"ربة الولادة, جلبا معهما تعبيرات خفة الدم, وحواديت الأطفال قبل النوم, وأسرار ليلة الزفاف للعرائس والعرسان, ووصايا الولادة للأمهات, وطرق حماية المواليد, بإختصار ساهم الربين الأفريقين في وجود الأنس والسرور داخل بيوت المصريين لآلاف السنين!
عند الشلالات ظهر ثالوث أفريقي مسئول عن تدفق المياه الباردة العذبة لمصادر الفيضان, يرأس الثالوث رب الشلال الثالث "خنوم" صانع البشر من طين الصلصال, على عجلة الفخار, وكأن حكايته الأسطورية تلك, هي نفس حكاية العلم عن بداية ظهور الإنسان في أفريقيا!
ربة الشلال الثاني هي "عنقت", ملكة الثالوث الأفريقي, رمزها الغزال الأفريقي, وعلى رأسها تاج من ريش النعام الأفريقي, دورها وطقوسها في الإتصال بين مدن الشمال والجنوب, عيدها يوم 30 هاتور (نهاية الشهر الثالث من فصل آخت) يحضره ممثلوا كل مدن الأرض!
دلوعة الثالوث الأفريقي, الجمال ممثلا في ربة الشلال الأول "ساتت" إبنة "خنوم" و"عنقت", على هيئة شابة جميلة (ست الستات) ترتدي تاج الوجه القبلي مزينًا بقرون الوعل الأفريقي, حيث نجد أن عيدها في قائمة الأعياد يقام يوم 28 بابه (يوم 28 الشهر الثاني من فصل آخت) عيد شبابي بمواكب مرح نهرية حول مياه الشلال الأول!
"آمون" طيبة, أفريقي آخر كتب إسمه كأقدم إسم للإله الحي الواحد, ظل لآلاف السنين, تتردد الترانيم والأدعية بإسمه في أفريقيا وآسيا وأوربا, خلال أيام إزدهار الإمبراطورية المصرية, وما زالت الصلوات والتحيات تُختتم بإسمه "امن/ أمين" في كل أرجاء الأرض, إذ ظل إسم "آمون" بتنويعاته اللغوية, مستخدمًا بتواصل (أكثر من سبعة آلاف سنة) من وقت ظهوره الأول زمن الدولة القديمة في ثامون الأشمونيين, ثم في زمن عزه وأمجاده مع الدولتين الوسطى والحديثة حتى عهد كليوباترا آخر ملكة مصرية للعهد البطلمي, كما إعتمدت الدولة الرومانية إسمه في مجمعها المقدس عبر أرجاء الإمبراطورية, ومازالت تصلنا أصوات خاشعة للمؤمنين والمرنمين تردد: له المجد/ إمن, غير المغضوب عليهم ولا الضآلين: آمين!



#سامي_حرك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الأضواء .. شعب الله المجنون
- عيد الميلاد
- ذاكرة النجاح
- نعم لدستور الخماسين
- لعبة السنة
- آمون المستقبل .. الإيمان بالغيب
- عواصف دستور الخماسين
- التمييز الإيجابي .. بوليصة تأمين
- اللغة العربية في حالة الموت السريري
- بنتكلم مصري ؟
- مصر جزء؟؟؟ صياغة كارثية للمادة الأولى
- مصطلحات وأنواع الرياضة المصرية القديمة
- كتابة التاريخ بالإنجازات
- الكنانة: قصة التكوين
- -السُبوع- و-الأربعين-, مناوبة بين الربّات الحاميات
- الرقص
- إنها -مصر-, يااا لجنة الخمسين!
- التنمية الثقافية للآثار, إقتصاد المليارات!
- أرباب أم آلهة؟
- قُل: قبطي مسيحي, ولا تقُل: قبطي مصري


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - أفريقيا: بيت العيلة!