أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - عيد الميلاد














المزيد.....

عيد الميلاد


سامي حرك

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 07:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عيد الميلاد
العيد في مصر القديمة هو "حِب", وحروفه في الكتابة الهيروغليفية مكونة من حرفين إثنين, هما حرف (ح) بعلامة الحبل المجدول, وحرف (ب) بعلامة القدم, أي أنه كان يُكتب بحرفين هجائيين من ذوات الصوت الواحد, حيث تعددت طرق التعبير في الكتابة المصرية القديمة, بين الحروف ذات الصوت الواحد أو الصوتين أو الثلاثة!
أما علامات التمييز أو المُخصص لكلمة العيد (حب) فأشهرها وأبسطها علامة بشكل نصف القمر يتوسطها مربع يرمز للإعلان (الدعوة) في الجهات الأربعة, أما عن شكل نصف القمر فتفسيره إرتباط معظم الأعياد بأنوار القمر الليلية, ويمكن القول بأن أعياد المصري القديم هي عبارة عن ليالي, كلها إحتفالات مسائية, بإستثناء مناسبات قليلة كـ عيد ميلاد الشمس (شم النسيم) الذي يحتفل به مع شروق شمس الصباح, ورفع عمود الـ "جد" صباح آخر أيام الحج في أبيدوس, حيث يحتفل الحجيج مع رفع العامود بقيامة أوزيريس وتدبيره لشئون مملكته دورة كاملة حتى موعد الحج القادم, ويتبادلون بينهم التحية الباقية أبدا:
قام أوزير/ بالحق قام
أوزير أنست/ أريس آنست
إذن غالبية أعياد قدماء المصريين كانت مناسبات إحتفالية ليلية, وكثيرًا ما قدموا أو أخروا مواعيد تلك الأعياد لتوازي وتقترب من ليالي أنوار القمر, تمامًا كما هو الأمر في الموالد الحالية, مواعيدها جميعًا في ليالي قمرية, أما لماذا تشكلت علامة العيد "حب" من نصف القمر, أي نصف دائرة, وليس قمرًا كاملاً بدائرة تامة, فأظن السبب كتابي فني, حتى لا تتشابه تلك مع علامة الشمس "رع" وقد سبقت بحيازة شكل الدائرة الكاملة!
لم يحتفل المصريون بموت "أوزير" أول الشهداء في التاريخ, بل توجد في قائمة الأعياد مناسبة للإحتفال بيوم مولده وذلك أول أيام الشهر الصغير "أبد-كوجي", ومناسبة أخرى ليوم قيامته بزرع شجرته, أي عيد شجرة أوزيريس الذي إقتربت أيامه في 15 كيهك الموافق 24 ديسمبر والذي مازال الوجود يحتفي به في نفس الموعد تحت إسم شجرة الكريسماس!
هكذا كانت الإحتفالات كلها للميلاد, حتى مناسبات العزاء في الموت فإنها كانت إحتفالاً بميلاد جديد للروح, حيث في أعياد الـ "واج", وهي إحتفالات بالوجود الأوزيري أكثر من كونها سرادقات عزاء للفقد, فالميت موجود طالما أوزيريس موجود!
"عيد" في اللغة العربية من العادة, وفي اللغة المصرية "حب" من الإجتماع, وفي اللغات الأوربية "feast" من الوليمة, في كل الأحوال العيد هو حالة إنسانية فريدة, دوريات إجتماعية منتظمة, تميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية, فلا يوجد أي كائن حي آخر يحتفل دوريًا بمناسباته وذكرياته إلا الإنسان, إذ لا يمكن إعتبار الهجرات الدورية للطيور وبعض الحيوانات, ما بين الشمال والجنوب إلا أنها سعي حثيث للرزق, طلبًا للدفء والطعام وهربًا من البرد, دوريات ينتجها الجهاز المناعي أو يستدعيها الجهاز الهضمي, أما ذاكرة الأعياد فإنتاج حصري للوجدان (القلب/ الدورة الدموية)!
القرائن والأدلة الأثرية على وجود الأعياد في فكر المصري القديم تبدأ من رسوم الجلف الكبير (10000 ق.م) كما تظهر بوضوح أردية طقوس عيد تجديد الشباب الثلاثيني "حب-سد" في آثار نقادة الأولى (4400 ق.م), كما تُعد قوائم الملوك المكتوبة من زمن الأسرة الخامسة (2400 ق.م) على حجر باليرمو, هي أقدم أثر مكتوب يحتوي ذكرًا صريحًا لعدد مُجمَّع من أسماء وتواريخ الأعياد كـ "عيد الجلوس على العرش", وعيد توحيد القطرين "سما-تاوي", وعيد ميلاد الشمس, وكذلك أجمل وأسعد الأعياد, عيد أبو الفصاد - الصقر حورس, "عيد ميلاد الطفل حورس" في مدينة "بوتو", يوم 23 برمهات, حيث سجلت قائمة أعياد حورس في معبد إدفو, "عيد حورس في بوتو" اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثالث في فصل الشتاء "بِرِّت"!

- لكاتب المقال كتاب بعنوان "الأعياد", ينتهي بقائمة كاملة للأعياد في مصر القديمة.
- المقال إهداء للصديق الباحث المفكر عصام ستاتي, في عيد ميلاد "مريم".



#سامي_حرك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة النجاح
- نعم لدستور الخماسين
- لعبة السنة
- آمون المستقبل .. الإيمان بالغيب
- عواصف دستور الخماسين
- التمييز الإيجابي .. بوليصة تأمين
- اللغة العربية في حالة الموت السريري
- بنتكلم مصري ؟
- مصر جزء؟؟؟ صياغة كارثية للمادة الأولى
- مصطلحات وأنواع الرياضة المصرية القديمة
- كتابة التاريخ بالإنجازات
- الكنانة: قصة التكوين
- -السُبوع- و-الأربعين-, مناوبة بين الربّات الحاميات
- الرقص
- إنها -مصر-, يااا لجنة الخمسين!
- التنمية الثقافية للآثار, إقتصاد المليارات!
- أرباب أم آلهة؟
- قُل: قبطي مسيحي, ولا تقُل: قبطي مصري
- هنحتفل فين السنة دي؟
- ذكرى توحيد القُطرين


المزيد.....




- عشرات القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منهم 6 باستهداف ...
- وسط حرب الرسوم.. استثمارات صينية وتركية جديدة لإنشاء مصانع ف ...
- السويداء.. إسرائيل تقصف قوات سورية بعد اشتباكات دفعتها لدخول ...
- ما الذي يحدث في كردفان في السودان؟
- ترامب لبي بي سي: -أشعر بخيبة أمل من بوتين... لكنني لم أنتهِ ...
- غارات إسرائيلية على البقاع الشمالي في لبنان توقع 12 قتيلا
- موجة حر قاسية وصيف ملتهب.. المغرب يستنفر أجهزته لمواجهة الحر ...
- الاتحاد الأوروبي في مواجهة تهديدات ترامب الجمركية.. ما الاست ...
- في صربيا.. الروسيون والبيلاروسيون عالقون في فراغ إداري
- فرنسا: رئيس الوزراء يقترح إلغاء عطلتين رسميتين في سياق توجها ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - عيد الميلاد