أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - تلات سلامات .. للستات!














المزيد.....

تلات سلامات .. للستات!


سامي حرك

الحوار المتمدن-العدد: 4329 - 2014 / 1 / 8 - 22:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قامت الثقافة المصرية, وتأسست حقيقة, على فعل إيزيسي صميم!
هي "إست", صممت ونفذت, تجميع أشلاء زوجها, وبعث الحياة فيه, بل وصناعة بديل من الطين لعضوه الذكري المفقود!
هي واجهت الشرير "ست", وتحايلت في رحلة الأهوال لإخفاء طفلها بين أحراش الدلتا, في حراسة العقربة "سركت" وعقاربها السبعة, بعناية البقرة حتحور, ورعاية ربة العدالة معات!
هي دبرت وأدارت معركة إبنها حورس لإثبات نسبه الشرعي, والمطالبة بحقوقه!
هي أرشدت محكمتي الأرباب, ورب الأرباب, بالحجة وأقامت الدليل على سلامة دعوى إبنها وأحقيته في عرش أبيه أوزيريس!
قبل هذا وبعده, نظر المصري القديم للسماء متطلعًا لأمه المقدسة "نوت", وكانت وقت إقترانها (تعانقها/ رتقها) مع رب الأرض "جب" إسمها "جبت"! لذلك كانت الأرض الوطن هي الأم!
في مصر, القديمة والحديثة, الست هي الوطن, وهي مديرة ذلك الوطن, راعيته ومرشدته!
لذلك يكون السلام الأول لإيزيس "إست", لاااكن, عندي سلامين جديدين لحفيدتين لقيتهما صباح أمس, وكان أجازة هادئة بمناسبة عيد الميلاد المجيد, وفقًا لتقويم الكنيسة القبطية.
السلام الجديد الأول للحفيدة "سهير", فلاحة سمراء, بجلابية جيزاوية وطرحة سوداء تحتها شُقة أو منديل مزركش بالخرز والحلقات المعدنية الملونة.
في مدخل شارع السوق كان الباعة معظمهم رجال, يجلسون مقرفصين ملولين أمام أقفاص الفاكهة والخضار, من بينهم خرجت "سهير" بهمة ونشاط تجمع الأوراق والقمامة, في جانب بعيد,.. أحدهم يراقبها ويتساءل: هتستفيدي إيه؟ الزبالة هتتجمع تاني! ردت وهي تشرع في حرق كومة الزبالة: نلمها تاني! ونحرقها تاني وتاني وتاني!
قبل نهاية الشارع أوقفت السيارة تمامًا, نزلت لأشتري الجريدة, البائع يتحاور مع الملتفين حوله يتلصصون لقراءة مانشتات وعناوين أعمدة الصحف, يرد الشاب النحيف على هذا, يعطي فكة لذاك, يتعهد بإحضار طلب آخر.
السلام الثالث للحفيدة "هناء", وهي الإبنة الكبرى للحاجة زينب بوابة العمارة المقابلة .. إخترقت حشد قراء ومشتري الصحف والمجلات, موجهة كلامها بصوت أخوي خشن للبائع: إنت لسة هنا يا "صُبحي"؟, وإلتفتت إلى المشترين: يالّلا يا أستاذ إنت وهو خدوا طلباتكو وسيبوا الراجل يروَّح عشان يعيِّد مع ولاده! الجرانين مُش هتطير!
كانت كلماتها مثال أنثوي للحرص على الواجبات الإجتماعية, وكأنني أسمع زوجة, في سوهاج أو طنطا, تُذكر زوجها بأربعين أو سنوية فُلان!
هنا فقط تذكر المتواجدين أن البائع مسيحي, وأن اليوم عيد, فتباروا –بعد كلمات "هناء"- في تهنئة الشاب المجتهد: كل سنة وإنت طيب!
قبل أن أختم, رأيت أن من الواجب ذكر معنى السلامات هنا, إذ هي ليست إلا إفتتاحيات موسيقية للأفراح الشعبية, عند قدوم كل ضيف من ضيوف الحفل ..
سلام لـ إيزيس
وسلام لـ سهير
وسلام لـ هناء
عمومًا .. سلام مربع للستات!
آه .. سلام مربع, يعني بكل الآلات, لحن كامل, وليس مجرد جملة واحدة!



#سامي_حرك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيامة أوزير وميلاد المسيح
- رفع العَلَم - رفع عمود جد
- فعاليات موسم الحج إلى أبيدوس
- قصة شجرة الكريسماس
- لصوص ومسوخ الحضارة
- أفريقيا: بيت العيلة!
- عيد الأضواء .. شعب الله المجنون
- عيد الميلاد
- ذاكرة النجاح
- نعم لدستور الخماسين
- لعبة السنة
- آمون المستقبل .. الإيمان بالغيب
- عواصف دستور الخماسين
- التمييز الإيجابي .. بوليصة تأمين
- اللغة العربية في حالة الموت السريري
- بنتكلم مصري ؟
- مصر جزء؟؟؟ صياغة كارثية للمادة الأولى
- مصطلحات وأنواع الرياضة المصرية القديمة
- كتابة التاريخ بالإنجازات
- الكنانة: قصة التكوين


المزيد.....




- فيديو متداول لحشود -عشائر سوريا- بطريقها إلى السويداء.. ما ح ...
- هل يُحوّل نظام الطائرات المسيّرة الأوكرانية الحرب إلى -لعبة- ...
- تقرير يكشف: إسرائيل تسعى للحصول على دعم أميركي لنقل فلسطينيي ...
- إحدى -أقسى عقوبات- أوروبا: خفض سقف سعر النفط الروسي
- ما دلالة تحريم شرب القهوة في أعراف العشائر السورية؟
- حماس تتهم إسرائيل بعرقلة جهود التوصل لوقف إطلاق النار في غزة ...
- هل تخدم تحركات العشائر مساعي الحكومة لفرض سيطرتها على السويد ...
- الضحك قد ينقذ حياتك.. لماذا نميل للمزاح في الأوقات الصعبة؟
- لندن توقف مخططا لنقل الأفغان إليها وتترك آلاف المتعاونين لمص ...
- عاجل | الرئاسة السورية: ننطلق في موقفنا من أحداث الجنوب السو ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - تلات سلامات .. للستات!