أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالك الكاتب - سوهاج














المزيد.....

سوهاج


مالك الكاتب

الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 17:53
المحور: الادب والفن
    


كالعادةِ عادَ الى المنزلِ متقهقراً يدفع بقدميه بقوة عضلية مبالغ فيها ، كان يحس بهشاشة الارض مع كل خطوة ، لكنه استمر يتطاوس هكذا ، وهو يغني أغنيه حزينة عن الوطن وهمومه وبلسان ثمل يردد : " تصبح على وطن واني سكران وأجيك ... ويا وطن بعد هم عندك صباح " ...
كان الوقت يقترب من منتصف ليلة شتاىية ، القمر ملبد ببعض الغيوم ، الهواء من ناحية الشمال يأتي بلفحاتٍ من نسنسات بارده تجعله يرتجف وفروع الأشجار وأغصانها هي الاخرى ترتجف ، والرايات السوداء ، والخضراء والحمراء المعلقة على سطوح المنازل ترتجف بتمويه متموج مع انحناء نحو جاذبية نيوتن ...
لا باس عليك فالمرجفون كثير .. كان يردد سوهاج حرير وهو يستمر بالتقدم ...
في النقطة التي ينحرف فيها الشارع نحو اليسار انحراف حاد بدرجة 90 ْ ، انحرف سوهاج مع الطريق دون ان يصدم الجدار الذي وضع يده عليه وصار يتكأ عليها كشيخٍ أعمى .. لانه كان ثمل جداً وسكر في سهرة الليلة ، وشرب .. شرب ثم نادى الي بكأس اخر ... على الطاولة المجاورة احدهم قال : انه إسفنجة ثملة ... وما بالكَ أنتَ الي بكأسٍ اخر ( سوهاج يرد ) ...
بعد طريق الانحراف نحو اليسار ، كانت شجرة احد البيوت تغطي بظلها منتصف الشارع ، سمعَ صوت سيارة قادمة من الامام ، توقفت بقربه ، انفتح الباب الأمامي ثم الخلفي ، رجلان يخرجان ، ونادى الاول :
هل انت سوهاج ؟!
نعم انه انا ، لكن لماذا ؟
مسكه الثاني وسحبه بقوه ، والأول أعطاه لكمة اركعه فيها للأرض التي كان يشعر انها هشة تحت قدميه .. أصعداه السيارة ، وكمموا فمه ، وربطا يديه خلفه ، الدم كان يسيل من انفه ، هو احسَ بهذا ، وشم راىحةَ الدمِ المتدفق ، لكنه لا يستطيع رؤيته ...
انطلقت السيارة بسرعة .. كانوا صامتين دون كلام ، الرجلان ، الساىق ، سوهاج كان يصرخ لكن دون صوت فقط تمتمة غير مسموعة ... وبالنتيجة الجميع صامت .....!
فوق الجسر كانت حركة السير مقطوعة تماماً ، توقفتْ السيارة في منتصف الجسر حيث مطب كبير هناك في تعبيدته ، الرجلان امسكا سوهاج وانزلاه نحو حاجز الجسر المشبك الأيسر ، ووضعاه بِانحناء رأسه يتدلى نحو النهر ، وظهره للسماء ، نزل الساىق بيده مسدس عيار 9 ، سحب شوكة الأمان ، وهكذا انزلق بنصف المسدس العلوي الى الخلف مع صوت كان مسموع ، نعم انه صوت الموت .. الموت ... واقترب من راس سوهاج ، ووضع المسدس بالتصاق مع شعره ، وأطلق رصاصتين الواحدة تلو الاخرى ، ... هكذا مات سوهاج .. انه صوت الموت ...
حملاه الآخران ورماه بالنهر من فوق الجسر ، حتى سمعا صوت تلقي المياه لجسده ...
أسرعوا وركبوا السيارة ، دون صوت ، كانوا يتحركون بتوافق ، وبحركات متقنة ومدروسه جيداً ، وسدوا الأبواب الثلاث ، وانطلقت السيارة مسرعة ، فالمهمة تمتْ بنجاح ...
مقطوعة من روايتي " سوهاج "



#مالك_الكاتب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخرُ الديوكِ
- من زمان أمنيتي ارسم .... من زمان
- نقطةُ حوارٍ
- جُرْحِي نرجسي
- هكذا أعلنُ الوهيتي
- طوقُ الأحزان
- يا ليتهم يفتحون ابوابَ الحاناتِ من جديد
- أنا إنسان
- أتقنتُ أقرأ كالكفيف
- حلمٌ قصير
- لا اريد ان اقول اي شيء


المزيد.....




- أفضل فيلم رعب لعام 2025.. -أسلحة- يكشف وجها جديدا للخوف
- رحيل الفنانة سليمة خضير.. وداع أيقونة الدراما العراقية
- كريستيان سنوك هورغرونيه.. المستشرق الذي دخل مكة متخفيا تحت ا ...
- الموت يغيب الفنانة العراقية سليمة خضير
- ألفريد هوبير مع القرآن.. رحلة مستشرق ألماني بين الأكاديميا و ...
- بعد رفضه سفير الاحتلال الجديد.. -إسرائيل- تخفض التمثيل الدبل ...
- بعد رفضه سفير الاحتلال الجديد.. -إسرائيل- تخفض التمثيل الدبل ...
- صفحة قائد الثورة باللغة العبرية: الكيان الصهيوني هو الكيان ا ...
- أول ظهور للفنانة أنغام بعد رحلة العلاج
- في احتفال بقاعة صاحب حداد الإعلان عن نتائج منافسة الأفلام ال ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالك الكاتب - سوهاج