أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - يا قلب مين يشتريك” لسعيد الكفراوي














المزيد.....

يا قلب مين يشتريك” لسعيد الكفراوي


عبدالنبي فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 23:54
المحور: الادب والفن
    


يراوح السرد عند القاص سعيد الكفراوي بين حالتين ظل مسكونا بهم منذ مجموعته الأولي” مدينه الموت الجميل ” وانتهاء ب” يا قلب مين يشتريك ” مجموعته القصصية الأخيرة الصادرة عن مؤسسة أخبار اليوم- الأول هو استعادة الوقائع اليومية المطمورة فى ثنايا الذاكرة سواء عن طريق خبراته المعاشة المكتسبة من الطفولة وجسد هذه الخبرات فى أعماله – سدرة المنتهى – شفق ورجل عجوز وصبي- ولذلك ظل وفيا لهذا العالم باعتباره الفردوس الإرضى وفيها يعرى القاص ببصيرة حادة أوجاع الناس ووحدتهم القاسية وكيف ينتهي بمصائر هذه الشخوص إلى نهاية مظلمة فتسقط تحت سطوة الموت أو تحت وطئه العزلة والعجز والوحدة القسرية مثل مصير الأب فى قصة ” يا قلب مين يشتريك “ الذي تركه أبناءه وهاجروا إلى الخارج يواجه مصيره بالعزلة فى دار للمسنين ينتظر الموت وحيد ألا من مؤانسة الراوي أو السيدة العجوز في قصة” حصوات الماء ” التي تجاوزت التسعين وتعيش وحيدة فى البيت مع الشيخوخة والخرف الذهني الحاد والتي لا تستطيع أن تتعرف على احد بل هى لا تريد فى الواقع أن تعرف, فكل الذي تسأل عليه يكون من الموتى , وعندما يذهب إليها الراوي ويذكرها بأسماء تعرفها ترد : هو مش مات برضه ؟ أو الرجل فى قصة ” السلطانة ” الذي يعيش وحيدا فى مقام الجيوشى فى أوهامه وخيالاته والتي يتصور فيها نفسه فى وصال مع شجرة الدر الذي يرفعها إلى مرتبة الولاية يعيش فى طقس يومي يبدءا بالوصال وينتهي بالكشف له عن جروحها التي تضئ أن سعيد الكفراوي فى هذه القصص لا يرث شخص ما ولكن يرثى الإنسان المعاصر هذا الإنسان الكوني الذي يوحدهم , الظلم والنفي والاقتلاع الرمزي والمادي وان كان فى بعض القصص يقع فى هوة اليأس والقنوت ويتساءل عن الجدوى والخيارات الخاطئة والذي فى الغالب غير قادر تماما على تغييرها
2
فى كل قصص سعيد الكفراوي يتعمد الى التماه مع الراوي خاصة فى القصص التي يكون مناخها العام حلمي وأسطوري وفيها يجنح إلى استبطان الذات , يعرى فيها رغباته المطمورة وأشواقه السرية ومناطقه المظلمة بما فيها , من كوابيس , وأوهام وأحلام مهدورة , وفيها يمتح من عوام الف ليلة وليلة الأسطورية والأحلام , التي ينتفي فيها المتعين ويتحول المكان إلى فضاء ذهني متخيل لكي يغذى روحه الأسيانة والذي لا يعرف حدودا لهدا الأسى والشقاء الروحي الذي يبدءا بالميلاد وينتهي بالموت وهذه هى المنطقة الساحرة فى أعمال الكفراوي والذي وصل فيها إلى الذروة فى القص الحديث من خلال مجموعته “سدرة المنتهى ” , والذي استطاع من خلالها أن يصهر الواقع اليومي بالاسطورى والغرائبى بالوهم , والحلم بالخيال الفادح , وقد استعاده الكفراوي فى المجموعة الأخيرة , والذي يغوص فيها فى تلك المناطق الذي يناوشه فيها الحلم بل هو الذي يناوش الحلم ويدخل فيه ويسلب الحلم سكينته هذا المهزوم والخائف الأبدي يدخل الحلم ويصنع كوابيس يرتع فيها أليس هذا عالمه الذي خبره وعرف حدوده لكى يعيد إليه التوازن الروحي الذي ينجيه ولو مؤقت من الشقاء الروحي الذي يبدءا بالميلاد وينتهي بالموت ففي الحلم الأول فى قصة زليخا حيث يرى نفسه يعيش فى بلد اجنبى يسير بالسيارة الى حيث عمله مأسورا بالخوف الخوف من كل شيء ويفضح عجز الراوي وجود طفل صغير يسير بمحاذاة الطريق الذى يعج بالسيارات , يوقف السيارة ويلتطقت هذا الطفل ويبحث عن أسرة الطفل هذا الفعل الايجابي يوقظ المخاوف المطمورة داخله … قد يكون فخ وبد في حيرة خاصة أن البيوت تبدو لأثرياء وان من الممكن إن يعاقب ورغم ذلك يستسلم لقدره هذا البطل الكفكاوى الذى يلطف من واقعه البأس اللغة الشاعرية التى يمتاز بها واقع بين شقي رحى رغبته فى ان يقدم الطفل لأهله..” وهمست لنفسي وانا أقاوم خوف اهل القرى … رايح على فين انتبه هذا الخوف يقابله رغبة لأتقل ضراوة وه المغامرة والرغبة العارمة فى مكافئة يخايله عالم ألف ليلية هذا العالم الساحر والذي غرس فى المخيلة الشعبية شيئين العقاب والمتع الحسية ولذلك قبل ان يدخل الفيلا انتهت الدرجات وارتعشت يدى .. بلعت ريقي وخفت أن أقع فى المحظور على أن أوازن بين أدراكي والخواتيم .. على ذلك قبل ان ارى الجنة .. من الذى عرفه بوجود جنه بالطبع هو لان هذا العالم مختلق من الخيال والذي يخيفه هو انقلاب الحلم علبه يدخل الفيلا يرى حديقة بها النرجس والرمان والياسمين وأشجار من كل صنف ولون ولا يبقى ألا أن تتجلى المرأة فى الحلم وندخل كما يريد ان يراها خارجة مم الحمام ملتفة ببشكير , فائقة الجمال هذه المرأة الخارجة من ألف ليلة وليلة هى التي تخايل ويصلح حلم حياته التنعم بالحياة قرب امرأة بهذه الشكل . جذبتني من يدي وخطت ناحية البيت .. طاوعت اليد الممدودة وتبعتها وينتهي الحلم بكابوس لان الوعي تسمم بالخوف هذا الخوف الذي انعكس على الوعي الذي لا يريد أن يصدق أن هذا العالم قد يكون بريء وكيف يصدق والتجارب المعاشة لا يمكن الا أن توصل الى هذه النهاية التي تتبعه في علاقته بالآخر فى قصة ” ولاية الضرير” ..
رايته يقف هناك فى مسوحه .. عندما حدقت فيه لاحظت أنه يحمل وجها غير ودود يشبه القناع , ترتسم فوق شفته ابتسامة ساخرة وخبيثة .
هكذا يرى الأخر وعندما يتركه يجد رصاصة فى ظهر..
ألا إنني قبل أن أغيب عن الوعي سمعت نشيجه يصل يصعد حتى جرس الكنيسة قلت ان الأمر لا يستحق كل هذا العناء ان خوف الراوي هو وانعكاس طبيعي لخوف المجتمع وتوجسه من الحاضر والمستقبل والذي يصل إلى اقوي مداه فى قصة ” مضيفة لعبيد الرحمن ” حيث رؤى الكاتب السوداوي والتي يرى انفلات المجتمع من قبضة القوانين وسيطرة الأغوات والقبضايات والبلطجة والخارجين على القانون فى فرض أرادتهم بقوة السلاح حتى ان مختلق الحكاية لا يصدق ما يجرى أمامه من عنف فيصرخ هل هو كابوس من اختراعي أنا صانع الكوابيس أم إنني فى مطلق حقيقة مجرده أراها وأكاد المسها .. انتبه أنت فى كوابيس فاقت كل الحقائق.



#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المثقفين فى قمع المبدع
- مثقفون أم جماعة فى خدمة السلطة
- هل عاقبة الدولة العميقة - السيسي ؟
- حوار مع الشاعر والناقد شريف رزق
- خضراء الله
- محمد البرادعى.. إيقونة الثورة أم طابور خامس
- الأخوان واحتكار الخيانة
- القاهرة تبحث عن عدو
- قناة الجزيرة , السعودية , الإمارات و محاولة للفهم
- الجزيرة - السعودية - الإمارات - محاولة للفهم
- مثالب الحكم العسكري
- الجنرال فى متاهة
- ‘جسد في ظل’ لعبد النبي فرج: كسر افق التوقع
- السريالى الأخير
- بيان للتوقيع ضد الانقلاب العسكري فى مصر
- هذا هو أسمي
- 30 يونيو والاختيار الصعب
- تطوير وزارة الثقافة
- د علاء عبد العزيز وزير الثقافة
- ضد تولى صابر عرب حقيبة الثقافة


المزيد.....




- موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. استعلم عن نتيجتك
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- “متوفر هنا” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ا ...
- “سريعة” بوابة التعليم الفني نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدو ...
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- جداريات موسم أصيلة.. تقليد فني متواصل منذ 1978
- من عمّان إلى القدس.. كيف تصنع -جدي كنعان- وعيا مقدسيا لدى ال ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس nategafany.emis ...
- “رابط مباشر” نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول برقم ال ...
- امتحان الرياضيات.. تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي وال ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - يا قلب مين يشتريك” لسعيد الكفراوي