أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - دور المثقفين فى قمع المبدع















المزيد.....

دور المثقفين فى قمع المبدع


عبدالنبي فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 13:29
المحور: الادب والفن
    


طبيعي أن يتوجس رجل الدين من الحرية عموماً وحرية المبدع خصوصا باعتبار رجل الدين حارس للعقيدة، حارسا لمشيئة الرب حارسا لكلام الرب المقدس من العبث ويتميز رجل الدين التقليدي باليقين التام، والتسليم, أما المبدع الحقيقي فهو محطم أوثان، جانح، يهتك ما هو مستقر وضد النظام البطريركية,الأبوي السلطوي، ولا يؤمن جانبه فالمبدع يسأل، يشك، يبحث، يحاول خلخلة القيم الثابتة، وأهم تدليل لهذا العلاقة يمكن تمثلها فى سقراط، فقد حكم عليه بالإعدام وجاء نص الاتهام الموجه ضد سقراط كان علي النحو الآتي : ‘إن هذا الاتهام الذي أقسم علي صحته ميلتوس ابن ميلتوس البتوهوسي ضد سقراط ابن صفرونسكوس هو كالآتي (1) إن سقراط مذنب لأنه ينكر الآلهة التي تعترف بها الدولة ويدعو إلي آلهة جديدة، ثم هو مذنب أيضا لأنه يفسد الشباب . والإعدام هو العقوبة المطلوبة ‘.
وهذا الاتهام يتضمن ثلاث تهم ضد سقراط ـ لا يعترف بآلهة الدولة:
ـ يدعو إلي آلهة جديدة
ـ يبشر بهذه الآلهة الجديدة للشباب، ومن ثم يفسدهم.
وكل هذه الاتهامات واهية بل كاذبة فلم يدعو سقراط لا لديانة جديدة ولم يبشر بشي فهو ضد التبشير اليقيني، وبالتالى لم يفسد الشباب ولكنه عقل نقدي حر، يتابع ويناقش، ويحاور ويشكك فى المسلمات فقط لا غير، دون أطلاق أحكام، وظلت هذه التهم تلاحق عقول التنوير، فى كل زمان ومكان.
ولكن الغريب ان يمارس المبدع، والمثقف المبدع الأخر ويقهره، ويتحالف مع السلطة السياسية، لأسباب لا علاقة لها بالأدب أو الإبداع ولكن لمصالح آنية والمثقف لأنه يتعامل مع رأسمال رمزي مرن يستطيع أن يداري استبداده تحت ستار من معانى مختلفة، وكان اليمين الأدبى يقوم بهذا الدور فى المرحلة الناصرية وحتى الساداتى الذي كان يغتال ويشوه أي كاتب مناهض للسلطة بدعوي أنه شيوعي وملحد وعميل للاتحاد السوفيتي، ويريد هدم الدولة وظل اليمين هو الأقرب لسلطة ناصر والسادات وكان خير تمثيل فى ذلك الوقت فى الروائي ثروت أباظة ومع نظام مبارك قام اليسار بهذه المهمة على أكمل وجه وكانت البداية ضد علاء حامد وروايته ” مسافة فى عقل رجل، وهذه رواية مثيرة للجدل وقد أثار القضية الكاتب الإسلامي احمد بهجت فى مقالة الاسبوعى بجريدة الأهرام ” مقالاً تحت عنوان ((سلمان رشدي آخر)) قال فيه: ” وها هو سلمان رشدي آخر يظهر في مصر ، مؤلف روائي يزعم أن ما كتبه قصة امتزج فيها فيض الخيال بنبض الفكر ، اسم الرواية ((مسافة في عقل رجل)) أو ((محاكمة الإله)) واسم المؤلف ((علاء حامد)) وليس هناك اسم لدار النشر أو المطبعة. وفي الرواية إلحاد وتطاول على الذات الإلهية وسخرية من الأنبياء والرسل واستهزاء بالجنة و النار وتكذيب صريح للكتب المنزلة وهجوم عليها. والكتاب يبدأ برحلة مؤلفه إلى الجنة حيث يكتشف أنها جنة اللذًّة الحسية ، وهو يقابل آدم فيسخر منه ومن خطيئته ،الخ، فيقوم و في 7 مارس، 1990م أرسل المستشار رفعت عبد المنعم إبراهيم رئيس هيئة النيابة الإدارية خطاباً إلى أ. أحمد بهجت نشره في بابه ((صندوق الدنيا)) يقول الخطاب: الأخ الفاضل العزيز الأستاذ أحمد بهجت ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، فقد اطلعنا على ما ورد ببابكم اليومي ((صندوق الدنيا )) في جريدة الأهرام يوم السبت 3/3/1990م تحت عنوان((سلمان رشدي آخر)) ونود الإحاطة أنه بمناسبة التحقيق الذي أجرته النيابة الإدارية مع علاء حامد المفتش بالإدارة العامة للجان الطعن بمصلحة الضرائب في إحدى القضايا أثيرت واقعة تأليفه كتاباً بعنوان ((مسافة في عقل رجل)) تضمن مساساً شديداً بالمعتقدات الأساسية للمجتمع وعلى وجه الخصوص تلك المتصلة بذات الله سبحانه و تعالى وبالأديان السماوية و بالرسل و الأنبياء و البعث و اليوم الآخر مما يعد خرجاً على النظام العام للدولة وشارك فى الحفلة جريدة الجمهورية وباقى الجرائد القومية وجريدة النور والمشايخ و مجمع البحوث الإسلامية وتلفت الكاتب علاء حامد ليجد أحد يدافع عنه من المثقفين أبدا ولأن علاء خارج الجماعة الثقافية لم يتم مناقشة أعمال الكاتب نقدياً، بل شاركوا الكتاب المشايخ والسلطة السياسي فى هدم الكاتب والتنكيل به بداية من اتهامه بالجنون وأنه كاتبا ضعيفا دون وضع ذلك فى سياق نقدي إلى تصيد أخطاء فى اللغة، مع أن الفن عموما عملاً رمزيا فما تراه ضعيف قد يراه غيرك يحمل فلسفة ورؤية جديدة ومختلفة، ولكن المسألة لا علاقة لها أبدا بالفن الروائي أو كون هذه الرواية ضعيفة، فكم من الراويات الضعيفة بل التافه احتفت بها الجماعة الثقافة، وفى النهاية القاري والناقد هم الأقدر على التقييم فالكتابة الضعيفة بالتأكيد ستهمش فلا وصاية لأحد على العمل الروائي والقاري ولكن الإقصاء لن يفيد أبدا فى خنق العمل فلا كتاب لماذا أن ملحد لإسماعيل أدهم، تم حذفه ولا وجد جماعات تؤمن بأفكاره خاصة أن القراءة محدودة، واكتشفت أننى أخذت موقفا ضد علاء حامد دون أن أقراء الرواية بتأثير الهجوم الشرس عليها من الجماعة الثقافية، وقد أكون معذورا فى ذلك الوقت فقد كنت حدثا ولم أدرك جيدا مدي الحقد والكراهية والعنف الذي يسود الجماعة الثقافية وتحالفها البغيض مع السلطة السياسية، هناك أيضاً حملة مكثفة ضد الروائي إسماعيل ولى الدين بعد صعود نجمه برواياته المثيرة للجدل، حمام الملاطيلي، الأقمر، حارة برجوان، الباطنية، أبناء وقتلة, وغيره من الأعمال والتى نالت شهرة واسعة خاصة بعد تجسيدها من خلال السينما وحققت نجاحا كبيرا، دون أن ينتمي لشلة، أو جماعة، أو ينخرط فى دوائر المثقفين فى وسط البلد ويبدوا أن النجاح المذهل خلق حالة من الحقد والحسد، جعلت بعض المثقفين يشن حروبا عليه لا أخلاقية من خلال إطلاق عليه الشائعات حتى انسحب من الحياة الثقافية ثم نأتي بعد ذلك لرواية، الطرف الأزرق من الطيف / مجموعة قصصية للقاص الشاب ياسر إبراهيم والذي تم نشرها فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة الكتاب الأول وقد ناقش ياسر في واحدة من القصص “مشكلة زنا المحارم، وزنا المحارم بالتأكيد موجود وهناك قضايا كثيرة جدا فى المحاكم أي أن الكاتب لم يخترعها، وكالعادة ثار اليمين الديني على العمل ولكن الغريب أن يخرج كاتبا مثل جمال الغيطانى ويكتب مقالا فى أخبار الأدب ليتهم الكاتب بالجنون, وأن الكاتب مكانة مصحة للإمراض العقلية وليس السجن، كانت صدمة بالنسبة لى على المستوي الشخصي لأنى قد قرأت المجموعة واعترف أن جرأتها لا يتحملها المجتمع المصري في ذلك الوقت، ولا حتى الآن فالشارع المصري منافق يمارس كل أنواع الموبقات في السر وفي العلانية يدعي الفضيلة والشرف، إلا أنها تجربة ناضجة لكاتب فى بدايته حياته وهو ما حدث بعد ذلك مع الشاعر عمر حاذق الذي اتهم بأنه شاعر ضعيف وينتمى لجماعة الأخوان وكان الإخوانى مجرم بطبيعته يستحق التنكيل، وأن العادي أن يسحب منه الحق في الحرية، ثم يأتى الحكم القاسي ضد القاص كرم صابر بالحبس 5 سنوات ليؤكد المناخ الذي يعيش فيه المبدع وهو مناخ ارهابي، تتأزر فيه مؤسسات خربة لتنكيل بالمبدع والجور على حرية التعبير، وليس هذا فقط بل شن بعض الكتاب والمثقفين حملة ضد الكاتب يكيلون له الاتهامات الآنشائية دون قراءة نقدية موضوعية وينعتوا الكاتب كرم صابر، بأنه كاتبا ضعيفا وأنه يهوي الشهرة، وان الرواية ساذجة، وانه عار على الإبداع الخ ولا يدرك من يروج لهذا المنطق الغير أخلاقي انه يشارك فى اغتيال المبدع, وان السلطة السياسية القامعة للإبداع، لا تفرق بين كاتبا ضعيفا وكاتبا جيدا وان الخاسر الأكبر هو الإبداع عموما ومساحة حرية التعبير خصوصا, ولكنه الغيرة والحسد والكراهية، والتحالف المزمن بين الجماعة الثقافية وبين السلطة السياسية ليظل الإبداع فى دائرة ضيقة، لا يعلم عنها القاري شيء، تقرا نفسها و وتظل فى جيتو يسهل السيطرة عليه، رغم أن هذا التصرف يجعلها تدخل في مرحلة موات فالذي يحي الإبداع يد القاري النابه وليس الكاتب المحترف الذي يقرا لكاتبا أخر.
1 – د‏ . مني أبو سنة*



#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون أم جماعة فى خدمة السلطة
- هل عاقبة الدولة العميقة - السيسي ؟
- حوار مع الشاعر والناقد شريف رزق
- خضراء الله
- محمد البرادعى.. إيقونة الثورة أم طابور خامس
- الأخوان واحتكار الخيانة
- القاهرة تبحث عن عدو
- قناة الجزيرة , السعودية , الإمارات و محاولة للفهم
- الجزيرة - السعودية - الإمارات - محاولة للفهم
- مثالب الحكم العسكري
- الجنرال فى متاهة
- ‘جسد في ظل’ لعبد النبي فرج: كسر افق التوقع
- السريالى الأخير
- بيان للتوقيع ضد الانقلاب العسكري فى مصر
- هذا هو أسمي
- 30 يونيو والاختيار الصعب
- تطوير وزارة الثقافة
- د علاء عبد العزيز وزير الثقافة
- ضد تولى صابر عرب حقيبة الثقافة
- يسري عبدالله يكتب عن لعبة الجنرال والشيخ في رواية مزرعة الجن ...


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - دور المثقفين فى قمع المبدع