أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - حاوية ألغام في حضن المتنبي ..!














المزيد.....

حاوية ألغام في حضن المتنبي ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاوية ألغام في حضن المتنبي ..!
مع ان المتابع للشأن العراقي كان أسقط الـ ( الدهشة ) من قواميسه منذُ أعوام , الا أنه يعود اليها مجبراً بين الحين والآخر , ليتأكد من أحساسه الانساني أذا كان في حلمِ أو يقظه حين يصدمه تصريح لمسؤول عراقي لايمتُ للواقع العراقي على الأرض بصلة .
صحيفة ( الشرق الأوسط ) التي تصدر في لندن , والتي تمثل أحد أذرع الأعلام السعودي المعادي للعراق , تنشر في عددها ( 13048 ) يوم الأول من أمس الثلاثاء , مقابلة مع الناطق الاعلامي لوزارة حقوق الانسان العراقية السيد ( كامل أمين ) , يعلن فيها أن وزارته وجهت دعوة لوزارة السياحة والآثار العراقية كي تمنحهم جناحاً خاصاُ في ( بناية القشلة ) التاريخية , لأنشاء متحف يؤرخ للجرائم والانتهاكات التي أرتكبها النظام السابق بحق العراقيين , ويضيف , أن المتحف سيضم كل ماهو متعلق برأس النظام من مقتنيات خاصة وأرشيف يحتوي على نحو ( 26 ) مليون وثيقة أصلية , وكل ما يتعلق بحادثة اعتقاله ومحاكمته , ويبرر قرار نقل المتحف الى القشلة , الذي يقول انه أفتتح في العام ( 2008 ) في المنطقة الخضراء التي يصفها بـ ( المحصنة ) , لأجل تمكين شريحة واسعة من المواطنين والباحثين من الاطلاع عليه , وأن أصل فكرة نقله الى ( المتنبي ) للافادة من زخم الزوار هناك !! .
هذا التصريح , دعوني أجزم أنه يستحق العودة الى كسر قرار ( اسقاط الدهشة ) بامتياز , لأكثر من سبب , ليس من بينها أنه مسؤولاً في الحكومة العراقية فقط , أنما لأن أصل القرار يقع في دائرة المصائب التي تحيط بالعراقيين دون أن يعيها أصحاب القرارات الذين يجرون الاحداث علينا جراً , وكأنهم مسؤولون حكوميون في بلدِ آخر .
شارع المتنبي وفضاؤه الثقافي الذي يمثل رئة العراق المواجهة لسموم الارهاب وأجنداته الظلامية قبل سقوط الدكتاتورية وبعدها , كان ولايزال وسيبقى الواجهة المنيرة لتأريخ العراقيين وحضارتهم ومستقبل أجيالهم , كان أستُهدف من قوى الأرهاب في واقعة لاتنسى , قدم فيها أبنائه ذبائح للارهاب الاعمى , دون أن تفكر قيادات المنطقة الخضراء بحمايته بمستوى خطط وتحصينات حماية السياسيين المتنعمين في قصورها , هذا الشارع الذي لازال يقدم صورة مشرفة العراقيين في أحترامهم للمعرفة والتأريخ الأنساني الذي يحتل فيه تأريخ بلدهم الخطوط الرئيسية , كان هويةً للشعب الذي لازال يتحمل خطايا حكامه , وينهض في كل مرة كالعنقاء من دماء ذنوبهم , هذا الشارع لايشرفه ولايقبل أن يلوثه ( متحف صدام ) الذي تريد وزارة حقوق الانسان أن يجثم على تأريخه , مهما كانت الغايات والمبررات التي ساقتها الوزارة لتضعه بين أحضانه , ليس فقط رفضاً لان يكون للدكتاتور الجلاد موطئ قدمِ فيه , أنما لأن وجوده سيكون سبباً في استهداف الشارع وأبنائه وزواره وتأريخه النابض بالحياة , من قبل قوى الأرهاب والظلام التي يمثل الدكتاتور المقبور احد اهم رموزها المعتمدة في حروبها القذرة ضد الانسانية .
قبل أن تفكر وزارة الحكومة العراقية ( لحقوق الانسان ) في متحف للطاغية ونظامه تريد أن ( تزرعه ) نشازاُ في روضة الشعب العراقي الزاهية بورودها التي عجزت الدكتاتورية عن تلويث نظارتها , ندعوها الى تقديم كشف حساب تفصيلي بواجباتها التي حددها الدستور العراقي , واجباتها تجاه الايتام والارامل والشهداء , وجباتها اتجاه البطاله والعوز والتسول وشظف العيش , واجباتها اتجاه سكن الفقراء في احياء الصفيح , واجباتها اتجاه تفشي المخدرات وسوء الخدمات الصحية , واجباتها اتجاه عشرات الآلاف من ضحايا أجرام عصابات داعش وأذرع الارهاب التي سبقتها طوال العشرة أعوام الماضية , التي كانت وزارة حقوق الانسان منتظمة ضمن قلادة الحكومات التي تسببت في أوجاع الشعب , وكانت مهمتها المفترضة أن تدافع عنه .
اننا ندعو جميع اركان شارع المتنبي , مؤسساته ورواده وكل الحريصين على هويته الثقافية والانسانية , الى حملة اعلامية تعبوية رافضة لقرار وزارة ( حقوق الانسان ) , من أجل الغاء قرارها في زرع ( حاوية الالغام ) بين ثنايا الشارع المنير , وندعو كل منظمات المجتمع المدني الحريصة على الحفاظ على حياة العراقيين ورمزهم الثقافي الكبير , ان تأخذ الامر بمنتهى الجدية في هذا التوقيت بالذات , الذي تناسته وزارة حقوق الانسان التي يفترض انها الاعرف بحيثياته ونتائجه , ونُذكر الوزارة بأن قوى الارهاب لازالت قادرة على ان تضرب في التوقيتات والمواقع التي تحددها , نتيجةً لضعف الاداء السياسي والامني الذي يواجهها , لذلك لانريد أن يكون شارع المتنبي هدفها القادم , لأن متحف الدكتاتور سيكون مبرراً لذلك .
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة أحزاب .. حكومة خراب
- أسياد الدواعش يطيبون خواطر ضحاياهم ..!
- تقارير ( هيئة النزاهة ) توفر موجبات الغائها ..!
- لايجوز طرد الدواعش من العراق ..!
- سفينتان في العراق ..!!
- الشعب يقاتل والسياسيون يجتمعون في المنازل ..!
- نفاق الرئيس ..!!
- أطباء عراقيون .. أطباء وطنيون
- اخوان ( حليمة ) ..!!
- عندما يقف القادة خلف شعوبهم ..!
- اقالة المستشارين !
- بستان الفن يفقد مصدراً من رذاذه المنعش .. وداعاً محمد جواد أ ...
- الغشاشون يتصدرون المشهد ..!
- جهاد كفائي ضد ( دواعش ) البرلمان ..!
- لعبة النصاب في مجلس النواب ..!
- دواعش الأسواق العراقية ..!
- المواجهة مع الارهاب .. تريد العلم العراقي ..!
- الحساب ليس مع داعش فقط ..!!
- كُل العراقيين ضد الطاعون ..!
- الرحلة الثانية للقطار الامريكي .. الموصل محطة التزود بالوقود ...


المزيد.....




- مدفيديف: الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية خطيرة وقد ت ...
- ما هي خصائص القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات والقاذفة الت ...
- دوي انفجارات عنيفة في محيط مدينة رشت شمال إيران والمضادات تع ...
- الترويكا الأوروبية.. الانحياز لإسرائيل
- سخط إسرائيلي على مؤثرَين انتقدا -النفاق- والتباكي على قصف سو ...
- نتنياهو: سنقضي على التهديد الإيراني النووي والباليستي
- إيران.. توقيف 24 شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- الكرملين: أي هجوم أميركي على إيران قد يشعل حربا إقليمية
- بعد خامنئي.. ما سيناريوهات الحكم في إيران؟
- وسط تصاعد التوتر.. دول تطلب مساعدة مصر لإجلاء رعاياها


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - حاوية ألغام في حضن المتنبي ..!