أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - أطباء عراقيون .. أطباء وطنيون














المزيد.....

أطباء عراقيون .. أطباء وطنيون


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أطباء عراقيون .. أطباء وطنيون
لم تتعرض منظومة القيم الاجتماعية والاخلاقية العراقية طوال تأريخ العراق الضارب في القدم , مثلما تتعرض له الآن من أهتزازات كارثية أكلت ومازالت تأكُل من أُسسها وبنائها الساند , لصالح الخراب الذي خططت له القوى الدولية والاقليمية المجندة لأدواتها العراقية المنفذة لأجنداتها المدمرة في النصف الثاني من القرن الماضي , بدءاً من اغتيال ثورة تموز , ومروراً بعقود البعث وحروبه العبثية , ووصولاً الى عقد الفوضى التي أفرزتها المحاصصة الطائفية التي أستند اليها قادة الأحزاب التي قادت البلاد منذ سقوط الدكتاتورية .
ولأن بذور الخراب كان نَثَرها ( قائد البعثيين الملهم ) في أرض العراق لتثبيت حكمه , فأن من خالفوه حتى سقوطه , سقوها بماء الطائفية الآسن , حتى طرحت ( ثمارها ) قتلاً وتشريداُ وتهجيراً وتبديداً للثروات وسرقةً للمال العام وتوزيعاً للولاءات على أُسسِ مخالفة للوطنية العراقية التي يُفترضُ أنها القاسم المشترك لبناء العراق وخدمة ضحايا الدكتاتور وعموم العراقيين , وصولاً لأستقواء عصابات داعش على هيبة الدولة العراقية , بعد أن سبقها أستقواء مليشيات أحزاب السلطة ومليشيات البعثيين العائدين للساحة بعد خلعهم بدلاتهم الزيتوني القذرة وأرتدائهم البدلات السوداء الأقذر منها , على القوى الأمنية التي كان يفترض أنها تمثل أذرع الشعب الحامية لنظامه الجديد .
لقد شمل الخراب وأمراضه كل شرائح المجتمع العراقي دون استثناء , والشواهد عليه لاتُعد ولاتُحصى , دون أن نستثني منه عناوين باهرة يحق لها أن تتسلق الهامات لتعلن عن نفسها ذاتياً , أو يُعلن عنها وفاءاً لمواقفها الأنسانية الشريفة التي تستحق من الجميع تبجيلها , مقابل نماذج أُخرى تدنت للحضيض في سلوكياتها الخاذلة حتى لعناوين وظائفها التي يُفترض أنها آخر جدران الصد الحامية للمجتمع في كل الأعراف الأنسانية , كالقضاة والمعلمين والأطباء , ونموذجنا المُقارن الذي نعتمده لتوضيح الصورة هو بين طبيبين عراقيين يمثلان الفرق بين الأطباء العراقيون الوطنيون وبين أطباء عراقيون بالجنسية فقط !.
في مثل هذا الوقت من العام الماضي وصل أحد الأطباء العراقيين الى باريس في زيارةِ خاصة , استقبله في المطار أحد العراقيين الشرفاء , بناءاً على اتصال هاتفي من أحد أصدقائه المقيم في الامارات بدعوى أنه لايعرف أحداً في فرنسا , في البيت لاحظ صديقي أن الزائر معه أربعة حقائب كبيرة , أثنان منها محتوية على كتب دينية متوفرة أصلاً في مكتبات خاصة في جميع الدول الاوربية !, ولاداعي لتحمل مشاق جلبها معه , لكن المفارقة أن الدكتور الزائر وفي عز الصيف كان يرتدي الجاكيت الشتوي الثقيل , الذي تبين بعد ذلك أنه محشواً بالعملة الأمريكية , وقد استشاره الدكتور في موضوع امكانية اقامة مشروع استثماري في فرنسا بهذه المبالغ , الرجل أخبره بأن القوانين الفرنسية لاتسمح بذلك أذا كانت الأموال مهربة , على هذا الاساس قرر الطبيب ان يسافر الى احدى الدول الاسكندنافية بعد اتصاله باصدقاء له هناك , سافر الطبيب الى هناك , والقي القبض عليه بعد تفتيش جاكيته المريب , وصودرت الاموال المهربة وانقطعت أخباره عن صديقي !.
فاتني أن أُشير الى أن هذا الطبيب ( المهرب ) كان وصل الى فرنسا من مطار بغداد عبر مطار بيروت الذي توقف فيه ترانسيت , وكان سأل صديقي الذي أستضافه في بيته عن سبب عدم وجود مرافق شرقية في شقته , لأنه يعتبر أن استخدام المرافق الغربية غير جائز الا اذا كانت هناك أثنين من هذه المرافق في الشقة الواحدة , لأن استخدام النساء والرجال لنفس المرافق الغربية غير جائز بسبب تلامسها لجسديهما !, علماً أن هذا الطبيب هو خريج احدى الجامعات الانكليزية في لندن في سبعينات القرن الماضي , وحسب قوله أن عيادته في النجف تدر عليه مالايقل يومياً عن ( مليون دينار ) , وحين سأله صديقي عن أمكانية تخفيض أجوره للفقراء أجاب باستغراب , أذا كان بائع الطماطة الأُمي يرفع الاسعار كما يشاء , لماذا لايرفع الأطباء أجورهم !.
للرد على هذا ( الطبيب العراقي ) , نقدم نموذجنا الباهر ( الطبيب الوطني العراقي ) الدكتور الجراح ( عصام الدين صادق ) , الذي يعرفه أبناء محافظة ذي قار والناصرية تحديداً , الرجل الذي لازالت أجور معاينته لمرضاه ( ثلاثة آلاف دينار عراقي ) فقط ! , علماً أنه لم يرفع أجور معاينته من مبلغ الـ ( الف دينار ) الا بعد تدخل نقابة الأطباء , هذا الطبيب الوطني الغيور , كان قدم الى الناصرية من بغداد سكن عائلته في العام ( 1989 ) , وقد تعرض الى الاعتقال بعد انتفاضة آذار عام 1991 , لامتناعه عن تنفيذ جريمة ( قطع الأذن ) التي أعتمدها النظام البعثي الساقط عقوبةً للهاربين من الجيش في حينه , وقد استمر اعتقاله ( خمسة عشر يوماً ) في مديرية أمن الناصرية , دون أن يركع لوصايا المجرمين وتهديداتهم , والذي أختار البقاء في الناصرية مدينة التسامح والتأريخ المجيد , معززاً مكرم من أبنائها الشرفاء .
الدكتور الجراح عصام الدين صادق , يُعيد لنا ولكل الوطنيين العراقيين في الناصرية والعراق , ذاكرة الوطن العصية على النسيان بأسماء أبنائه الأماجد من الأطباء المجتهدين , الشهداء منهم والذين لازالوا على قيد حياة شعبهم , الدكتور الشهيد الشيوعي ( حسن مرجان ) والدكتور الشهيد الشيوعي ( عبد العظيم شناع ) وكل الشهداء الذين لم يساوموا الدكتاتوريين , فقد غادروا الحياة نجباء وطنيون وليسوا مهربين للمال والمبادى والقيم العراقية الأصيلة , دون أن تفوتني الاشارة الى رفاقهم الذين لازالوا على قيد الحياة , المعتصمين بدواخلهم على نبل المبادئ الوطنية الرفيعة المعنى , ممن لازالوا خارج العراق لايستطيعون العودة لوطنهم الذي يحبونه وفق تعليمات ظالمة وخشبية وطاردة للكفاءات, كأنها قوانين بعثية لاتريد الخير للعراقيين .
تحية للدكتور الوطني النجيب عصام الدين صادق , ولكل الوطنيين العراقيين الحقيقيين .
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخوان ( حليمة ) ..!!
- عندما يقف القادة خلف شعوبهم ..!
- اقالة المستشارين !
- بستان الفن يفقد مصدراً من رذاذه المنعش .. وداعاً محمد جواد أ ...
- الغشاشون يتصدرون المشهد ..!
- جهاد كفائي ضد ( دواعش ) البرلمان ..!
- لعبة النصاب في مجلس النواب ..!
- دواعش الأسواق العراقية ..!
- المواجهة مع الارهاب .. تريد العلم العراقي ..!
- الحساب ليس مع داعش فقط ..!!
- كُل العراقيين ضد الطاعون ..!
- الرحلة الثانية للقطار الامريكي .. الموصل محطة التزود بالوقود ...
- زها حديد تضع بصمتها على جبين بغداد ..!
- رسالة الى زكريا ..!
- مقابلة مع القنصل ..!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..9
- برلمان ( سانت ليغو ) .. الفاشلون في الأنتخابات نواباً ..!!
- وزارة الثقافة ومشروع النصف عام ..!!
- كاميرات ميسان ..!!
- ثوار أمريكا !!


المزيد.....




- إيران تستهدف مستشفى سوروكا في تل أبيب.. وإسرائيل ترد بتصعيد ...
- قبل إعلان ترامب عن مهلة لإيران.. مصادر تكشف لـCNN عن تحركات ...
- تحليل لـCNN: هل يستطيع الكونغرس منع ترامب من ضرب إيران؟
- -كتائب حزب الله- العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر ك ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل للتحذير من هجوم صاروخي إيراني ...
- غروسي: إيران لم تكن تصنع قنبلة نووية عند بدء الهجوم.. لا تنس ...
- 34 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم أغلبهم من المجوعين
- الرئيس الأوكراني يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية
- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - أطباء عراقيون .. أطباء وطنيون