أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - دواعش الأسواق العراقية ..!














المزيد.....

دواعش الأسواق العراقية ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دواعش الأسواق العراقية ..!
في الوقت الذي يواجه فيه العراق أكبر الأخطار التي تحيق بكيان الدولة ومصير الشعب , يعود ( تجار الازمات ) الى مناهجهم التقليدية منها والمبتكرة للالتفاف على القوانين وترويض جهات الرقابة الحكومية , وصولاً لأهدافهم في حصاد غنائم أضافية من خلال رفع الأسعار وأستيراد السلع الرديئة , ناهيك عن المواد الغذائية والأدوية منتهية الصلاحية بعد تزوير تواريخ صلاحيتها للاستخدام البشري باساليب متطورة , كانت تعتمد للتنفيذ خارج العراق قبل أن يتم استخدامها في الداخل على نطاق واسع .
المعلوم أن الدول التي تواجه ظروفاً استثنائية ومنها الحروب تحديداً , تعتمد برامجاً مدروسة بعناية لمراقبة الجهات التي تخل بالامن الداخلي , لمالذلك من تأثير كبير على نتائج الصراعات المسلحة , ولاتكتفي بقوانين التنظيم والمراقبة المعتمدة في الظروف الطبيعية , بل تصدر تعليمات وقوانين طوارئ ساندة للجهد العسكري والامني وترفع من وتائر ونوعية المراقبة والتنفيذ كي تصل الى الفعالية المرجوة منها , ويبدو أن الاستثناء في ذلك هو العراق الذي يتعرض لكل هذا التهديد النوعي والكمي المتصاعد لحياة المواطنين , فيمالازالت الجهات التنفيذية تعتمد لغة التحذير والتهديد دون فعالية تذكر, أمام الاستهتار العلني لبعض التجار المسيطرين على السوق العراقي المفتوح لكل من هب ودب منذ سقوط الدكتاتورية .
لقد اعتاد المواطن على تحمل نتائج تلاعب البعض باسعار المواد الضرورية بين الحين والآخر , نتيجة لضعف الاجراءات الحكومية في ردع المتلاعبين في مستويات الاسعار أو في رداءة النوعية أو فساد البضاعة أصلاً , لأن الأمر متعلق بفساد الجهاز الاداري والرقابي المتصدي لهذه الانشطة من جهة ونوعية التجار الجدد ( تجار الحكومة ) من جهة أخرى , هؤلاء الذين ظهروا الى الواجهة بين ليلة وضحاها , مسنودين من أشخاص نافذين في أحزاب السلطة بمثلثها الطائفي والقومي الذي زاوج السياسة بالتجارة ليضع القوانين الملائمة لحاجاته وليس حاجات الشعب , وليختار لتنفيذها توقيتات ومواقع تخدم المخططات المفيدة للجهات التي تصدرها .
المفارقة التي تكاد أن تتحول الى قانون في العراق , هي أن هؤلاء المتلاعبين بالاسعار ( في وسط وجنوب العراق ) جميعهم ممن يدعون التقوى والفضيلة وليس فيهم قط من اكتفى بالحج لمرة واحدة , وممن يتبرعون الى المواكب الحسينية ومن الحريصين على الاستماع الى خطب الجمعة وهم يتصدرون صفوف المصلين زيادة في الأجر والثواب , لكن كل ذلك يضعونه جانباً حين يتعلق الأمر بمنافعهم التي هي في الغالب خارج حدود المعقول , يضعون ضمائرهم ومعتقداتهم في ثلاجة يبدو أن تيارها الكهربائي كان قطع في أول اختبار بين الحق والباطل , فتسرب الفساد الى محتواها وفاحت رائحته التي لايتقبلها البشر الاسوياء .
اذا كان هؤلاء قادرين على تخدير ضمائرهم كي يقوموا بكل هذه الافعال التي لاتمت للانسانية بصلة , كيف لهم أن يتجاوزوا على القانون علناً ان لم يكونوا أصلاً ضامنين بانه لايطالهم من خلال جهة لها القدرة على تعطيله لحمايتهم ؟ , وسيكون الأمر أكثر ضماناً حين تكون هذه الجهات التي تحمي المتلاعبين بالاسعار والنوعية هي الشريك التجاري معلناً كان أو من وراء الستار , وفي الاحوال الاخرى تكتفي جهات الحماية بعمولاتها لتكون بعيدة عن الاضواء والتداعيات .
أن مايقوم به ( تجار الازمات ) في العراق الآن هو امتداد لتصرفاتهم طوال العشرة اعوام المنصرمة , خاصة وان الجهات السياسية كانت ولازالت مشغولة بتقاطعاتها على المصالح الذاتية والحزبية , مما ساهم في عدم اصدار القوانين التي تنظم التجارة وتفرعاتها كما هو الحال في كل الانشطة الحكومية والشعبية التي لازالت تفتقر الى قوانين جديدة تتوائم مع طبيعة المرحلة التي اعقبت سقوط الدكتاتورية , لابل ان قوانين الدكتاتورية لازالت سائدة الى الآن طالما هي ملائمة لمصالح السياسيين والجهات الخارجية التي يرتبطون ببرامجها .
هؤلاء الذين يحاربون الفقراء في لقمة عيشهم ودواء مرضاهم , لايختلفون عن مجرمي داعش ومن يساندهم , لابل انهم يقدمون خدماتهم الى داعش من خلال ازدياد حالات التذمر والفوضى التي تتصاعد بين صفوف المواطنين نتيجة لعدم اتخاذ الجهات الحكومية الاجراءات القانونية بحقهم , وهم مع الجهات التي تسندهم وتعينهم على خرق القوانين , يمثلون سرطاناً مستمراً قبل داعش ومعها وبعدها , لذلك هم أخطر منها على مستقبل العراق وشعبه , وهم يستحقون ان نسميهم ( دواعش الاسواق العراقية ) لانهم الفصيل غير الوطني ولا الانساني فيها .
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواجهة مع الارهاب .. تريد العلم العراقي ..!
- الحساب ليس مع داعش فقط ..!!
- كُل العراقيين ضد الطاعون ..!
- الرحلة الثانية للقطار الامريكي .. الموصل محطة التزود بالوقود ...
- زها حديد تضع بصمتها على جبين بغداد ..!
- رسالة الى زكريا ..!
- مقابلة مع القنصل ..!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..9
- برلمان ( سانت ليغو ) .. الفاشلون في الأنتخابات نواباً ..!!
- وزارة الثقافة ومشروع النصف عام ..!!
- كاميرات ميسان ..!!
- ثوار أمريكا !!
- البرلمان العراقي القادم .. الشعب ينتخب والقادة يختارون نوابه ...
- أوراق على رصيفِ عراقي ..!! ( 8 )
- الانتخابات العراقية .. انتخبت القائمة ( 232 ) منسجماً مع ضمي ...
- الانتخابات العراقية .. تكاليف العودة الى كافتريا البرلمان .. ...
- الانتخابات العراقية والذمم المغلقة ..!!
- الانتخابات العراقية .. جرأة الفاشلين .. !!
- ارهاب وخراب بسبب عدم اكتمال النصاب
- نقول شُكراً لمن يستحقها ..!!


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - دواعش الأسواق العراقية ..!