صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 4 - 01:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أزف الموعد ...والأجراس تسمع من بعيد .....
من المعلوم بأن الجمال تختلف عن باقي الحيوانات اللبونة ، حيث تتميز بالخف الموجود في اقدامها الأربعة ، والذي يساعدها على توازن جسمها ومقارعة الطبيعة التي تعيش فيها ، فهي تعيش في البوادي والصحاري والتي غالبا ما تكون طبيعة هذه الاراضي رملية ، وهذا الخف يساعدها على السير دون ان تغور أقدامها في الرمال ، ولاكنها تواجه مشاكل أثناء تنقلها في وقت الشتاء وعند هطول الأمطار في البوادي ، فيعرضها الى التزحلق نتيجة لكون خف أقدامه أملس ، فقالوا في المثل الدارج ( البعير ما يعرف ربه أللا في يوم المطر ) وهذا المثل ينطبق على نظامنا السياسي ، مع فارق التشبيه ، والأمثال تضرب ولا تقاس .
منذ سنوات ...وبيياعين الحكي ..!!من الساسة والكتاب ومن يحمل الهم العراقي ، ويتبنوه كموقف وهدف وسلوك ، ولم يتركوا مناسبة للحديث عنه ؟ والذي هو مفتاح للكثير من الأبواب المغلقة ، وسبيل للخروج من المأزق ومن المعوقات التي يعشها شعبنا طيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة وما حدث ما بعد الأحتلال الأمريكي عام 2003م...ألا وهو الأمن وجهازه الوطني !..أو من المفترض أن يكون وطنيا بأمتياز .
أن القوات المسلحة هي الدرع الحصين للبلد وعماده ، وهو المؤسسة المتميزة والوحيدة التي لا يمكن أن تقوم ألا على كونها وطنية ومع سبق الأصرار ، ويجب أن تتعامل وفق مبدء المواطنة ، ووفق الوطنية الصادقة وليس شعارا لتحقيق مكاسب ذاتية وأنانية ولاتأخذ مصالح البلاد والعباد على محمل الجد .
انا هنا لا اريد ان أقلب المواجع او أبغي تحقيق هدف سياسي أو مصلحة ضيقة ، بل الذي دفعني لأن أقرع نواقيس الخطر ...لما تقتضيه مصالح شعبنا وبلدنا العليا ، ومن أجل تحفيز وتنبيه وأستثارة عقول القائمين على أدارة دست الحكم وهي لا تعفي أحدا ولا تخرجه من دائرة المسؤولية الأدبية والأخلاقية ، وكذلك سوف أتخطى ذكر المبالغ التي أستهلكت طيلة السنوات العشرة الماضية ، لأنها مفزعة وتثير الشكوك بصحتها ، لجسامتها من جانب ، ولتدني ما حققته من نتائج متوخات على ارض الواقع ، فسنجد بأن هناك بون شاسع بالمستهلك والمنتج ؟!!!.
لم يتمكن القائمين على بناء قواتنا الأمنية ، على كونه مؤسسة وطنية مسؤولة عن أمن العراق وشعبه ، وحامية لترابه وسمائه ومياهه ، ولم يتمكن بناته من خلق كادرا كفئا !...مهنيا وعلميا وبدنيا ، ولم يتم تجهيزه ووفق خطة معدة سلفا لهذا الهدف ، وعدم الأختيار السليم لقياداته ، ولم يبعد عن نظام المحاصصة السياسية والطائفية والأثنية ، وتعرض مثل غيره من مؤسسات الدولة الأخرى الى الفساد السياسي والمالي والأداري ، وربما يكون من أكثر المؤسسات التي تعرضت للأصابة بهذه الأمراض المدمرة لحاضر ومستقبل العراق أذا أستمرت ، وكذلك فهناك مسألة غاية في الخطورة وهي أحدى أهم المعوقات في الخروج من أزمات العراق المستفحلة ، ألا وهي القوات الرديفة للمؤسسات الأمنية ، أنها الميليشيات والتي تقض مضاجع العراقيين بكل فئاتهم ومشاربهم ، وما أكثرها ، أنها متنوعة بقدر تنوع طيفنا العراقي ، ولو تناولتها ربما أجهل الكثير وسوف لن أكون دقيقا لكثرة أعدادها وتنوعها وتباين أسمائها ومسمياتها ، الشيعية منها والسنية ؟!!..ومن الطوائف والأثنيات الأخرى .
مجرد وجودها سيتبادر لأذهان الجميع بأننا في بلد اللادولة واللاقانون ، لأنه لا يمكن لدولة تحترم نفسها وشعبها ...وتريد ان تحقق العدالة ويسود القانون ، تسمح لنفسها ..أن تجعل لهذه الفصائل موطئ قدم ، بل وطنية يحكمها الدستور والقانون والديمقراطية كنهج ووسيلة لتحقيق العدالة ، الأدهى من هذا !..بأن من يمتلك ناصية القرار وبيده مصائر الناس والذي كلف ببناء مؤسسات دولة ، يرعى هذه الفصائل ويمدها بالمال والسلاح وما تحتاجه لتتمدد على حساب الاستقرار ودماء الناس ، ومع شديد الأسف لم تقم المرجعيات الدينية والروحية والسياسية ، في بلدنا، على أصدار فتوى صريحة وواضحة ومن دون ان تخضع للتأويل والتفسير والأجتهاد !,,بتحريم هذه المشليشيات وتحريم الأنتساب أليها ومهما كانت الذرائع والمبرراتالتي تسوق في مشهدنا السياسي ، وهي مطالبة اليوم بأن يكون لها موقف صلب من عبث هذه الميليشيات بأمن البلاد والعباد .
الجميع يعلم بالتطورات المتسارعة في المشهد العراقي والمحيط بنا في سوريا ولبنان وليبيا ، فهناك من يكرس كل أمكاناته وجهده للعبث بأمن المنطقة ونحن الجزء الأكثر تضررا ، أن تمدد داعش في الحدود اللبنانية وزيادة نشاطه في سوريا والعراق والذي يشكل خطرا داهما وحقيقيا ، فقد تمكنت ما تسمى ( الدولة الأسلامية ) بأحتلال قضاء سنجار وربيعة الحدودي وتهديده بالسيطرة على سد الموصل الحيوي وعلى حقول نفطية ، وتهديده للشبك والأيزيديين والكرد والمسيحيين ، وتهجيرهم من مناطقهم وتدمير دور العبادة والأضرحة والشواخص لهذه المكونات ، أنها جريمة يجب أن لا تمر كغيرها وما أعقب 10/6/2014م ، وتحتاج الى أستنفار للحكومة بكل مؤسساتها ، وتعبئة الرأي العام الداخلي والعربي والدولي وطلب المساعدة العاجلة من المنظومة الاممية ومجلس الأمن الدولى لتقديم المساعدة العاجلة للحكومة العراقية ، والأسراع كذلك بقيام حكومة أنقاذ وطني ومن عناصر وطنية ومستقلة ومن التكنوقراط وعدم التأخير والمماطلة ولا التسويف ، لأن الواقع الحالي لا يحتمل المماطلة والصراع بين الفرقاء على السلطة ، فشعبنا وبلدنا على المحاك ويستوجب أغاثته وتطمينه وزرع الأمل في نفوس الناس ...وبديلا عن الرعب والخوف والموت والدماء والخراب .
يبدو ان ما حدث في قضاء سنجار وأنسحاب قوات البيشمركة منه ، يشير الى خلل في الأستعداد والتعبة وجمع المعلومات الأستخبارية وهذا ان لم تتم معالجته في الايام القادمة فربما سيتكرر في مناطق أخرى ، أن عدم توفر المعلومات الأستخبارية والكشف عن الحواضن النائمة وما تمتلكه القوى الأرهابية من عدد وعدة ، وطريقتهم القتالية وتغيرها حسب الظرف الأني في ميدان المعركة، فقد يغيرون خططهم مرة على كونهم جيش نظامي ..ومرة كونهم عصابات تخوض حرب المدن ، وهنا يتم تغيير الخطط ...حسب ظروف المعركة ، وكذلك قواتنا عليها ان تستعد لمثل هذه المتغيرات في الميدان ، وعلى أساس هذه المعطيات تتحرك القوات ، ومعرفة من حلفائهم في المناطق يقاتلون فيه ...لأنهم الأخطر على قواتنا في خوضهم المعركة بنجاح .
لا أشك أبدا بأن قوى الأرهاب وحلفائهم المحليون والدولييون ، يمتلكون امكانات مالية ولوجستية وبشرية كبيرة ، ويمتلكون الاعلام بكل أشكاله ولهم حواضن من القوى الرجعية ومن سماسرة السياسة والعهر والجريمة المنظمة ، والتي لها مصلحة حقيقية بتدمير العملية السياسية التي تسير بشكل قلق ومتأرجح ، ولم يرسخ بنائها، ولم تتمكن قوى شعبنا من أرساء أسسها وبشكل سليم ، ونحتاج الى شد أزر الجميع وتوحيد كلمةهم لمواجهة هذه القوى الغاشمة ، من خلال جامع وحيد وهو الوطنية والمواطنة ، وبها فقط سوف نعبر الى الشاطئ الأخر ونبي دولة تصون وحدة شعبنا ووطننا وبشكل سليم .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
3/8/2014م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟