رد على سؤال لأحد الأصدقاء

صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رد على سؤال لاحد الاصدقاء حول الشيوعية .......تحياتي اخي العزيز ...أنا أحترم قناعاتك وخياراتك ، وأقدر لك مواقفك السابقة ، وثباتك على ما امنت به ، ويبقى شئ !...وهوقولك ( لا اجد خيرا من الشيوعية !؟) هل تقصد بأنها لا يرجى منها اي خير ؟، أم اردت القول بانها الخير كله ، فأذا كانت لا يرتجى منها خيرا ؟ ...كيف توصلت الى هذه النتيجة ؟ ...هل نتيجة انهيار المعسكر الشرقي ، بعد سبعون عاما من البناء الأشتراكي ! كما كان يسوق من قبل منظومة الحركة الشيوعية العالمية ، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي ؟ ، أم هو احباط نتيجة للتراكمات السابقة واخفاقات الحزب عبر تأريخه الطويل ، والهزائم التي تعرضت لها حركة ونضال شعبنا وقواه السياسية ؟، ام الاثنتين معا ؟ . الشيوعية وفلسفتها وقوانينها التى اكتشفها زعمائها ، وفي مقدمتهم ( كارل ماركس ....وفرودريك أنجلس ) شئ ، والحركة الشيوعية وأحزابها شئ أخر ، والخلط بينهما غير جائز ، والحكم على نتائج أنشطة هذه الأحزاب طوال المسيرة من نهاية القرن التاسع عشر وحتى الأنهيار المريع للمعسكر الشرقي (المعسكر الأشتراكي !) بكل ارهاصاتها وأخطائها وهزائمها ، وعكس ذلك على الشيوعية وفلسفتها وقوانينها ، وما طرئ من تطور وتغير في كثير مما جاء به هؤلاء الفلاسفة والذين أتو بعدهم مثل لينين وبليخانوف وكاوتسكي وتروتسكي وستالين ودمتروف وعشرات أخرين . على الشيوعيين وانا احدهم ، أن لا يكونوا أسرى لهذه المسيرة الطويلة وبشكل جامد والنظر من زاوية واحدة وترك الزوايا التي قد اهملنا التمعن والتبصر والتوقف عند الكثير من مفاصل هذه المسيرة بكل نجاحاتها وأخفاقاتها وهزائمها . لان الافكار تتطور وتتجدد بتطور الحياة وتجددها ، وهذا ما أكداه منظري الشيوعية الاوائل ( ماركس وأنجلس ) بالقول ( الشيوعية تجدد ثيابها مع الزمن ولا تشيخ ) وأن أخفق قادة الاحزاب الشيوعية العالمية ومنها حزبنا الشيوعي العراقي في تصويب نهج وفلسفة وسياسة الحزب ، وعدم قدرته في بعض من مراحل مسيرته من تحديد ما هو المهم وما هو الأهم، والأخفاق في الربط الموضوعي ما بين التكتيك والأستراتيج ، فهذا ليس ذنب الشيوعية ولا قصور في فلسفتها وقوانينها ، وأنما القصور في فهم هذه القوانين وكيفية تحويلها الى قوة صانعة للحياة والمستقبل ، وبشكل مبدع وخلاق ، من خلال تحويل هذه الأفكار والقوانين الى منظومة عمل يسترشد به قادة الحزب الشيوعي وكوادره الميدانيين ، ومنظماته المنتشرة بين صفوف الجماهير الكادحة ، وتحويل برامج وسياسات الحزب الى قوة محركة للجماهير التي هي صانعة الحياة وخالقة الجديد ، أذا أحسنا قيادة هذه القاطرة بما ينسجم مع مصالح الناس وطموحاتهم واهدافهم . وعلينا أن لا نخاف من تحديد أخفاقاتنا وتشخيصها ، ووضع المعالجات الصحيحة والصائبة ، من خلال أعادة النظر بواقعنا المعاش ، والربط بين الرؤية النظرية وبين الواقع وأصطفافاته الطبقية والفكرية والسياسية ، وبذلك نكون قد وضعنا قدمنا على الطريق السليم والصائب . وعلمية قوانين الشيوعية تكمن في قرائتها المادية والجدلية لحركة التأريخ وتطوره وتطور الكائنات الحية ومنها الانسان في مقدمة هذه الكائنات وهو الهدف والغاية والمأل ، فلا حركة من دون هذا المارد والمخلوق العجيب ، وهو الهدف الأسمى مثل ما قال ماركس ( الأنسان أثمن رأس مال)...نحن بحاجة دائمة ومستمرة في فهمنا وتفسيرنا للظواهر وما يحيط بنا من متغيرات ، بما في ذلك الافكار وما استجد من جديد وتطور ، بما ينسجم مع حركة التأريخ . صادق محمد عبد الكريم الدبش . 18/4/2014م

#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل