|
الى اين يسير العراق
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 08:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الى أين يسير العراق ؟ سؤال يراودني من فترة غير قصيرة ؟، وربما يكون طرحه ضرورة موضوعية ، ونتيجة منطقية لكل الذي جرى ..ويجري حاضرا وربما سيستمر لفترة اخرى ، قد تطول او تقصر !..وحسب القوة المحركة لهذا الحراك (الصراع الطبقي ) والفكري . هل نحن نمر بأزمة فكرية حادة ؟ووضع سياسي مأزوم ؟...وأين مركبنا يسير ؟ وهل ألقيي بهذا المركب في عباب بحر تتقاذفه العواصف والامواج العاتية ، ولا أمل من نجاته ، ألا بقدرة خارقة ، والتي هي غير موجودة حاليا على أقل تقدير ؟ . اننانشهد صراعا فكريا وسياسيا ، ناتجيين عن الصراع على السلطة والمال والنفوذ، وله أبعاد داخلية وأقايمية وعربية ودولية ، بين قوى متقاطعة طبقيا وفكريا وسياسيا وأخلاقيا ، وهذا الصراع مختل التوازن ، وتباين في جذوره وأمتداداته ورسوخه !.. الاسلام السياسي والقوى المتحالفة معه من البرجوازية الطفيلية ، والتي هي نتاج للنظام السياسي الذي قام بعد الاحتلال في 2003م ومن مخلفات النظام المقبور ، وكذلك السماسرة والتجار للسلاح والغذاء والدواء والمتلاعبين بالمال العام وما اصبح يطلق عليهم ( الحواسم ) والقوى والشرائح الرجعية من بعض شيوخ العشائر ، والحرس القديم من النظام البعثي ، والذين غيروا من أقنعتهم ولبوسهم ، وتحالفوا في حلف غير معلن ، ولكنه مكشوف ولا ينطلي على أحد ؟...وهؤلاء فعليا ...يمتلكون السلطة بكل مفاصلها ويمتلكون النفوذ والدعم ، أقليميا وعربيا ودوليا !...هؤلاء هم الطرف الاقوى والمهيمن والذي يحضى بمباركة واسناد ودعم من الولايات المتحدة الامريكية والغرب ، أضافة الى ايران وبلدان أخرى . وعلى الضفة الاخرى يتقاطع مع الذين ذكرناهم ، هم القوى الديمقراطية والعلمانية ، والمتحالفين معهم من قوى قومية ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين ، وبعض الشخصيات الأجتماعية والثقافية ، وهذه القوى تتميز عن الاسلام السياسي والمتحالفين معه ، بأنها قوى لها جذور فكرية وسياسية عميقة ، وتمتلك تأريخ طويل في العمل بين صفوف الجماهير الواسعة ، وخاصة من الشرائح الدنيا في المجتمع ، والهوة عميقة وواسعة بين الأتجاهين المتصارعين . فالاسلام السياسي يعمل بشكل عملي وفعلي على تقويض اي توجه او نهج ديمقراطي مهما كان متواضعا ، يدعوا الى الدولة الدينية !..وان الاسلام مصدر التشريع !..وسلب كامل الحقوق للمرأة ، وجعلها تابعة للرجل وتحت رحمته وأرادته وسطوته ، قولا وفعلا ، رغم نفيهم ذلك امام الرأي العام وفي المحافل الدولية ، وفي اللقائات التي تتم مع من يختلف معهم في مشروعهم المدمر هذا ، من خلال الأجرائات القمعية للمرأة وللشبيبة ، والتضييق على الثقافة والادب والفنون ، والأنشطة الفنية ، وعلى طلبة الجامعات ، والمناهج الدراسية ، وعلى الأختلاط بين الجنسين في المدارس والجامعات والدوائر ، وفي المحافل العامة والخاصة وسلب الحرياة العامة والخاصة ، والتضيق على الاتحادات والنقابات ، ومصادرة حقها في العمل الحر والشفاف ، وكل هذا يمارس وبشكل فض وصارخ ! وامام مرأي ومسمع الجميع ، وأن حاججهم كائن من كان !!!! فالجواب جاهز وسريع ...، يقولون هذه شرعة الله ؟...ولا يجوز مخالفتها !...وتسفيهها !...حسب ادعائهم !...والجميع يدرك بأنها ليست الحقيقة أبدا ، ولا يعدوا كونه ذريعة مظللة وكاذبة ، وأبعد ما تكون عن الحقيقة ، لأن الدين منهم براء ، والأسلام الحنيف دين منفتح ومتسامح ومتناغم مع حركة الحياة ، ولم يكن دينا متخلفا وجامدا ، ولاكن نهجهم وتفكيرهم هو المتخلف والجامد ...، والمصادر لحرية الناس ، ولمعتقداتهم ولحقوقهم ، وهؤلاء المصادرين لأرادة وحقوق وحريات هؤلاء الناس بمختلف مشاربهم ومذاهبهم ومعتقداتهم ، هؤلاء يمثلون التاريخ والتراث الثر والجميل لشعبنا ، وهم باقة ورد جميلة باختلاف ألوانها . فكيف للقوى الديمقراطية والعلمانية الساعية لدولة المواطنة ، الدولة المدنية العلمانية والديمقراطية ، دولة العدل والدستور والقانون ، والتي تسعى لمحاربة الارهاب والارهابيين ، ومحاربة الطائفية البغيضة ، والتصدي للفساد المالي والأداري ، والحفاظ على المال العام ، والتعايش المشترك بين كل العراقيين ، بغض النظر عن دينهم وقومينهم وفكرهم ولونهم ومناطقهم ، ولأيقاف حمامات الدم التي تجري أنهارا ومن فترة غير قصيرة ، وهذا المشروع بالضد تماما مع الاسلام السياسي والمتحالفين معهم من الرجعيين والسراق وأكلين السحت الحرام ، ويتقاطع تماما مع فكرهم ونهجهم ومشروعهم ، ان القوى الديمقراطية ليس امامها خيار أبدا ، غير مشروع الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية ، وهي الوحيدة القادرة على حماية حقوق الجميع وعلى حياة الجميع ، وهي التي توفر فرص العيش الكريم ، وتأمن أحتياجاتهم من صحة وتعليم وكهرباء وماء ، وهي التي تتمكن بالنهوض بالقطاعات الزراعية والخدمية والصناعية ، ومكافحة الفقر والعوز والبطالة ، وتوزيع الثروة بشكل عادل ومتساوي . ومن دون ذلك ،ومواجهتهم بحقيقتهم ، وأستأثارهم بالسلطة والانفراد ، وأقصاء الاخرين ، وليشعروا ، بان نهجهم هذا لن يكون مقبولا بعد الان ، لأنه ...لا يمكن لعراقنا من الخروج من ازمته المستفحلة هذه ، والتي تسير نحو الهاوية والدمار ، وأي مساومة على هذا الواقع ، والقفز على الحقائق ، سوف يلحق أفدح الأضرار بشعبنا بشكل عام ، وبالقوى الديمقراطية والوطنية وبالسلم الاهلىي، وسيستمر الموت والدمار ، وسيزداد الشرخ في النسيج العراقي ، وبالوحدة الوطنية ، وحينها يصعب التكهن بعواقب الأمور مستقبلا . صادق محمد عبد الكريم الدبش 10/3/2014م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثامن من اذار يوم مجيد
-
متى يتوقف مسلسل القتل والخطف والارهاب في محافظة ديالى وبقية
...
-
راي حول قانون الاحوال الشخصية الجعفري
-
رأي حول قانون الاحوال الشخصية الجعفري
-
استبعاد الاستاذ مثال الألوسي لا يصب في خدمة العملية الأنتخاب
...
-
تحية لكل المناضلون في الذكرى الثمانون لميلاد حزب الشيوعيين ا
...
-
الحرية للناشطة والمحامية جيهان أمين
-
الاحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي ، يوم الحب والسلام .
-
دعوة للجماهير العراقية لأنتخاب التحالف المدني الديمقراطي ...
...
-
الثامن من شباط يوم حزين في حياة شعبنا العراقي
-
لأحياء تقاليد شعبنا الديمقراطية
-
الأنتهاكات التي تتعرض اليها المرأة في سوريا ومناطق أخرى في ا
...
-
رسالة الى من يهمه الأمر
-
تأبين وأستذكار للراحل محمد شهاب الكروي
-
ايقاف الحرب في سوريا ضرورة دولية ملحة
-
الموت المجاني يلاحق الناس في مدن وقصبات وطن الحضارات
-
تعليق حول اللقاء الذي جرى مع بعض الاعلاميين بالسيد عمار الحك
...
-
في ذكرى ميلاد القائد الشيوعي الشهيد وضاح حسن عبد الامير (سعد
...
-
هل من نهاية للوضع العراقي الكارثي
-
التلويح بالحرب ...ارهاب امبريالي وخرق للمواثيق الدولية
المزيد.....
-
ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام
...
-
شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول
...
-
الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل
...
-
فترة غريبة في السياسة الأميركية
-
مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول
...
-
حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
-
واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
-
ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في
...
-
جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح
...
-
إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|