|
الفرقُ بين ( الفَرض ) و ( السُنّة )
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 13:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفَرض : هو الحُكُم الذي جاءَ بِصيغة الأمر والإلزام ، أي أمَرَ بهِ الشَرعُ أمراً جازماً ، بحيث لم يترك الإختيار للمُكَلَف في فعله وتركه ، ويُثاب فاعلهُ ، ويأثم تاركهُ ويستحق العِقاب . السُنّة : وهي قسمان : 1- السُنة المُؤكَدة وهي ماداوم عليها النبي ولم يتركها . 2- السُنة غير المُؤكَدة وهي ماكان يفعلها النبي أحياناً ويتركها احياناً أخرى . ويُثاب فاعلها ولا يأثم تاركها ولا يُعاقَب . " .. قامَ نوري المالكي خلال السنوات الثماني الماضية ، بتغيير العديد من الوزراء ، وكُلما كانَ يأتيهِ وزيرٌ ليسألهُ : ما هو السبب في قرارك بتبديلي ؟ فيجيبهُ المالكي : أن التغيير هو بمثابة " سُنّة " الحياة ياعزيزي . وأخيراً تجرأَ أحدهم وسألَ المالكي : مادام التغيير هو سًنة الحياة ، فلماذا أنتَ مُتشبثٌ بمنصبك ، ولا تُغّيِر نفسَك ؟ .. أجابهُ المالكي بهدوء : ياعزيزي ، ان تبديلكُم هو " سُنّة " ، أما بقائي في منصبي ، فهو " فَرْض " ! . والفارقُ كبيرٌ كما تعرف ، بين السُنةِ والفَرض ، هل تُريدونني أن أئثم وأستحق العِقاب ؟ ان بقائي رئيساً للوزراء هو فرضٌ عليّ " . * تسَربتْ مقاطع ، مما دارَ بين المالكي وعمار الحكيم ، قبلَ يومَين ، حيث كان الحكيم ، يُحاول إقناع المالكي ، بالتخلي عن ترشيح نفسه لرئاسة الوزارة لدورةٍ ثالثة ، بسبب وجود مُعارضة قوية داخل المُكون الشيعي . فرَدَ عليهِ المالكي : .. لماذا لاتتحدثون مع أصدقاءكم القادة الكُرد ؟ لماذا لاتعاتبونهم وتطلبوا منهم التنازُل عن الحُكم ، والإكتفاء من السلطة بعد الإنفراد بها تقريباً ، لأكثر من عشرين سنة ؟ .. هل أنتُم " سْباع " عليّ انا الذي منكم وبيكم ، ولكنكم " جريدية " مع البارزاني ؟ ! . إستاءَ الحكيم من كلام المالكي ، القاسي والمُهين ، ونهضَ متوجهاً الى الباب لمُغادرة القاعة .. إلا ان إبراهيم الجعفري ، الذي كان مُتواجِداً أيضاً ، لَحَق بهِ ، وحّلَفهُ بالحُسَين الشهيد ، أن يبقى .. فإستجابَ الحكيم وعاد ! . كان المالكي في هذه الأثناء قد هدأ وإستعادَ رباطة جأشهِ .. نهضَ وقَبلَ رأس الحكيم مُعتذِراً ، وقال : .. ياعزيزي .. حتى لو تنازلتُ ، فمَنْ سيصبح رئيساً للوزراء ؟ انا لن أوافِق مُطلَقاً ان يصبح عبد المهدي أو الجلبي ، رئيساً . وأنتُم لاتقبلون بعلي الأديب ولا بحسين الشهرستاني .. والاخ الجعفري عليهِ إعتراضات كثيرة ، وهو نفسهُ لايرغب في المنصب . فما هو الحل إذن ؟ .. هل تُريدونَ ان تجعلوا شخصاً من الصَف الثاني ، رئيساً للوزراء ؟ شخصاً ضعيفاً ، يركبهُ الأكراد ويتمادوا في سيطرتهم على كركوك وكُل المناطق التي إحتلوها مُؤخَراً ، ويُصدروا النفط لحسابهم ؟ في هذه الحالة ، ستكون أربيل أقوى كثيراً من بغداد .. وسيكون رئيس الوزراء الشيعي ، مُجّرَد " خّراعة خُضرة " ! . قالَ الحكيم : المَشكلة ، انك تُعاني من عُقدتَين كبيرتَين لاتُريد الفكاك منهما .. الكُرد والسُنّة ! . لماذا لاتعترف انك وبتأثيرٍ من بعض مُستشاريك الحمقى ، جعلتَ من الكُرد والسُنةِ عموماً ، أعداءاً لك ، في حين كانَ بإمكانكَ ان تُبقيهم ولا سيما الكُرد ، حُلفاء مضمونين ؟ .. ثم لماذا لاتحسبُ حساباً ، لرغبات مرجعياتنا وكذلك للجارة إيران ؟ .. هُنا قاطعهُ المالكي : .. لاأحد يُزايد عليّ في هذا الإتجاه .. فالمرجعيات هي ليستْ مرجعياتكم أنتم فقط ، فهي مرجعية حزب الدعوة ومرجعيتي أنا أيضاً .. ولديّ أحسن العلاقات مع طهران . تدخّلَ إبراهيم الجعفري ، وقال : يا إخوان أرجو ان تُهّدئوا اللعب وتتوصلوا الى مُشتركات .. على كُل حال .. لقد تعبنا ، وحان وقت الصلاة .. أقترح ان نلتقي غداً . فوافقَ الجميع . ................ كما يبدو .. فأن المالكي مُصرٌ على ان تغيير الآخرين " سُنّة " وبقاءه هو " فَرض " !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جيش المالكي يُدّمِر ( المّزَة ) !
-
مَخالِب حّادة .. وقفازات من حَرير
-
الجَورَب الذهَبي
-
أيُ عِيد ؟
-
الرئيس فُؤاد معصوم
-
الى متى الهروب من الإستحقاق ؟
-
إرحموا الطالباني ، ودعوهُ في سَلام
-
أُذْنان ولسانٌ واحد
-
بدون المسيحيين ، لايكون العراقُ جميلا
-
الكُرد وإسرائيل
-
هل علينا أن نَقلَق ؟
-
حقول نفط كركوك
-
حدود الدُوَل ليستْ ( مُقّدَسة )
-
لو كانَ الأمرُ بِيَدي
-
أقليم كردستان .. المَطالِب الشعبية والخَطَر الخارجي
-
دولة كردستان . خطوات على الطريق
-
التطمين .. ثُم التطمين
-
حولَ ( دولة كُردستان )
-
كوتا الأقليات .. وبيضة القّبان
-
الإيزيديون والمسيحيون في الموصل
المزيد.....
-
وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي
...
-
الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني -
...
-
-لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق
...
-
أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
-
شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر
...
-
قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل
...
-
وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال
...
-
أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا
...
-
آلهة الحرب
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|