أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم سوزه - عودة الكعبي .. حكّاء السخرية السومري














المزيد.....

عودة الكعبي .. حكّاء السخرية السومري


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 15:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أتذكر فيلسوف العبثية الكبير ألبير كامو كيف يضع العبث جواباً لما ليس له حلاً. اتذكره وهو يصف حياتنا، مماتنا، احزاننا، افراحنا، مسرحنا، غناءنا، ثوراتنا وكل تفصيلات الحياة الأخرى على إنها عبثٌ لا معنى له. تتمحور الإشكالية الوجودية الكبيرة عند كامو حول لا جدوى العلاقة بين ما يريده الانسان بوصفه كائناً طامحاً وبين ما يفرضه عليه الوجود كواقع لا مفر منه. لا يمكن التوفيق بين شكل العلاقة التي يبحث عنها الانسان وبين واقعه الخارجي. حتى الحب عند كامو عبث طالما تنعدم إستمراريته مع الزمن. لا شيء يبقى للأبد على حاله، فكلُّ تجربةٍ متغيّرة. الخوض في تجربةٍ ما لفترةٍ معينة يجعلها مملّة، لدرجة يتركها صاحبها ليبحث عن تجربة أخرى، وهكذا في كل مرة لتتحول تلك الممارسة الى ممارسة عبثية فاقدة للمعنى.
عبث مستمر لا ينتهي ابداً.

هذا مختصر فلسفة كامو الذي عرف لها نهايتين. الاولى ان يتمرد الانسان على هذا العبث المستمر ويصنع له وجوداً متحدياً لتلك الرتابة من خلال تكرار الرتابة نفسها احياناً، مثل مثال سيزيف مُدحرج الصخرة العظيم الذي يضرب به مثلاً فيلسوفنا كامو. والثانية التي لا يتمناها، الانتحار والتخلّص من هذا الوجود العبثي برمته. فعلى الرغم من إن الانتحار عند كامو هي لحظة صادقة يصلها الانسان بعد اكتشاف حقيقة ذلك العبث لكنه لا يدعو له، لإن الانتحار خضوع لقوانين العبث نفسها.
يريدنا ان نتمرّد على العبث، ان نثور عليه كما فعل سيزيف الثائر على الآلهة.

وها أنذا اشبّه سيزيف المتمرّد على الآلهة بثائرٍ آخر قذفته المعاني الجميلة للحياة متمرداً على احزانها. صديقي الكاتب الساخر عودة الكعبي، خفيف الظل والروح الذي لم تنجسه الاحقاد بأنجاسها ولم تلبسه الكراهية من مدلهمّات ثيابها. يصر على كتابة الضحكة والابتسامة والفرح رغم كل هذه المآسي التي نعيشها. يصادق علي ويوآخي عمر. يحب جميع اصدقائه ويحبّوه ايضاً. لا يعادي احداً مهما اختلف معه، وتلك لعمري ميزة لا يملكها اكثرنا.
اقرؤوا بوستاته المقتضبة ذات المعاني العميقة في صفحته على الفيسبوك. اقرؤوا كيف يحكي تراجيديا الواقع بسخرية سقراطية وتهكميّة برناردشوية. إنه الحكّاء السومري الذي يجيد لغة الضحك حتى في عالم الحزن الذي نعيشه.

عودة انتصر لفلسفة التحدّي التي كان يريدها كامو، فكان مثالاً للثائر الذي بالضحكة، تمرّد على رتابة الاحزان العراقية ولم يخضع لها.
مازال يضحك ويضحكنا معه. مازال يعاكس هذا ويلاطف ذاك. يا لها من قدرة لطالما تمنيّت ان املكها.

إستمر في هذا ياصديقي الجميل .. إستمر ايّها الحكّاء الساخر، الثائر على الاحزان، فمثلك يجعلني أعشق الحياة ولا اكره احداً ابدا.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع المظلوميات
- عن -التفّاگين- وكركوك والمتنازع عليها
- النخبة العراقية .. إغتراب ما قبل النحر
- قناعة الأربعين
- عن المثقف العاجي والمثقف الروزخوني
- لعبة السلطة والمعارضة في العراق
- فرانكشتاين في بغداد .. مسخ على قدر الألم
- عن المرجعية الدينية وعلاقتها بالمجتمع الشيعي الجديد
- زعيمنا
- ما بعد الطائفية
- لحظة التغيير
- العراق ميريتوقراطية مشوّهة
- الرجل القوي
- عن المجتمع الروحي والمجتمع المادي
- قصة شعبنا المنهار ... الجزء 2
- قصة شعبنا المنهار
- السعودية تحتضر
- كسبنا البزّاز وكسبتم القاعدة
- الحرب على داعش
- عن المسيرة الحسينية وزيارات المشي المليونية


المزيد.....




- العراق.. السيستاني يشعل تفاعلا ببيان عن استمرار استهداف إيرا ...
- هل ما يحدث في طهران استهداف لتغيير أو تدمير النظام؟.. شاهد ر ...
- أضرار جسيمة داخل مستشفى سوروكا ببئر السبع إثر قصف إيراني واس ...
- إيران تمدد إغلاق مجالها الجوي حتى يوم غد
- جنرال العقوبات والقبضة الحديدية.. من هو محمد كرمي قائد القوا ...
- ياسين بونو.. أسطورة مغربية تتألق في أكبر البطولات العالمية
- الجيش الإسرائيلي يبث مشاهد لاستهدافه مفاعل آراك (فيديو)
- الخارجية الإيرانية: عراقجي سيترأس الوفد الإيراني إلى مفاوضات ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد باغتيال خامنئي (فيديو)
- روسيا تطالب إسرائيل بوقف ضرباتها للمواقع النووية الإيرانية ف ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم سوزه - عودة الكعبي .. حكّاء السخرية السومري