أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - ماذا يمكن للسيستاني ان يعطي ل بان كي مون















المزيد.....

ماذا يمكن للسيستاني ان يعطي ل بان كي مون


قاسم هادي

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن قوى الاحتلال تمزح حين أسقطت نظاما دكتاتوريا مغرقا في القتل والتنكيل وتصفية الخصوم السياسيين مستبدلة اياه بسلطة ميليشيات عرقية ومذهبية واحزاب مغرقة في الرجعية والعنصرية والتعصب كما لم تكن كذلك زيارة بريمر الى "مفتي الاحتلال" السيستاني ليبارك مشروع بريمر في توزيع العراق أسهم وراثة لأبناء النظام المقبور وطبعا البررة منهم فقط الذين أيدوا المشروع الامريكي برمته طمعا بالحصص او املا ساذج في ان المشروع سينقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة بواسطة بريمر "جني مصباح" بوش. اقول لمغفلي السياسة اولئك الإنتهازيون ان الخطة برمتها ستسمح لكم باقتناء بعض الدمى والحصول على بعض الحلويات لكن في النهاية فان هذه الخطة من غير الممكن البتة ان تطبع جماهير العراق بطابع ديني او طائفي او قومي. بالرغم من ان المجتمع العراقي قد تم استقطابه طائفيا وقوميا وساهمت الميليشيات من كلا الجانبين على تحويل الكثير من المناطق الى مناطق سكن طائفي بعد ان قتلت بعض الذين تم تصنيفهم لتبعية الطائفة الاخرى ونزوح البقية الى مناطق اقذر طائفيا للحصول على الحماية بعد فشل الحكومة وقوات الاحتلال قبلها بالكامل من توفير الامن او حتى مجرد تطمين سكان اي منطقة صغيرة بتوفر الامن.
تأتي زيارة بان كي مون للسيستاني احدى الفقرات المكملة لذلك المسلسل البغيض الذي فشلت امريكا في فرضه عسكريا وسياسيا او حتى الضرب تحت الحزام التي تمارسها سفارتها في العراق بعد ان تم سحب القوات بشكل رسمي من العراق. هذا المسلسل الذي تبدأ احدى حلقاته بتحويل العراق الغني بالموارد والقوى البشرية الخلاقة الى سوق مفتوح لبضائعهم ومصدر خام لصناعتهم ومصدر مهم لعمالة رخيصة تدير فروع شركاتهم التي كان من المزمع انشاءها في العراق لكن هذه الحلقة لم تكن لتبدأ بدون العمل على اقناع الاحزاب الميليشياتية بالقبول بحصصها من الموارد مقابل العمل على تمرير هذا الجزء واستقرار الاوضاع وهذا كان اول الفشل لغياب برجوازية ذكية ومتمكنة في العراق، وتفجر الوضع في عدة اتجاهات، ولأن لعبة غمر ايران بالعقوبات وابعادها عن التدخل في الشأن العراقي فشلت هي الاخرى بعد ان تحولت ايران الى قيادة راية المعاداة لأمريكا التي استقطبت حولها كل التيارات والاحزاب والدول والشخصيات العالمية المعادية لأمريكا والتي سعت الى ضربها بتهويل حجم ايران والنفخ في روح حكومة الملالي التي كانت قاب قوسين او ادنى من الانهيار. هذه الزيارة التي اعلن عنها بالشكل الذي يبين ان هذه الشخصيات الموشكة على الانقراض هي الشخصيات المحددة لمسار التوجه الجماهيري نحو الهاوية او بر الامان. بعد التقرير الذي اعلنته الامم المتحدة عن ان الفتوى التي صدرت من مكتب السيستاني هي ناقوس خطر لاعلان حرب طائفية ستمتد الى مناطق اوسع، تعيد نفس المنظمة وتعلق الآمال على ان السيستاني قادر على لعب هذه الورقة لصالح التوافق او الشراكة او الانقاذ التي ستؤدي الى الاستقرار!!! الا ان هذا الامل بعيد المنال بوجود نفس الوجوه المجرمة وبدون نسف العملية السياسية بالكامل وفرض ارادة الجماهير.
من الواضح جدا ان برامج وخطوات هيئة الامم المتحدة هي سلسلة مكملة لمشروع اكثر دولة داعمة اقتصاديا للهيئة وهي امريكا الا ان الفشل الامريكي الكامل في المنطقة ادى بهم الى اللجوء الى الامم المتحدة بالرغم من ان امريكا تجاوزت بشكل صارخ قررات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وقت بدء الحرب على العراق. لكن من الناحية العملية هل يستطيع السيستاني او غيره فعلا التأثير بالكامل على الاستقرار!!؟ حين اعلن السيستاني ان جهاد الامريكان محرم لان التقية هي الاولى وانهم اصدقاء محررين بالرغم من الفضائع التي ارتكبت في المحمودية والفلوجة وسجن ابي غريب و....... الخ وحين تغاضى عن الجرائم والفضائع التي ارتكبتها كل قوى العملية السياسية بدون استثناء وحين لم يدين كل ذلك، بل وايد كل ذلك بالدعوة الى انتخاب ممثلي الطائفة. يؤكد هذا بما لايقبل الشك انه غير قادر على اعادة تحويل مجرى الاحداث بالاتجاه الذي يبتغيه بان كي مون. وبالتأكيد سيقول قائل ان مليوني شخص اتبع الفتوى ونفس الاشخاص قادرين على تغيير مجرى الاوضاع لو وجهوا وجهة اخرى لكن المعضلة التي تقابل ذلك هو انه لم يتبع الفتوى كل هؤلاء لسبب واحد فبقدر الموهومين بالسيستاني كشخصية دينية يقابله نفس العدد من الانتهازيين والذين يريدون دفع المسألة باتجاه الاقتتال الطائفي كما يقابله عدد آخر من المتعصبين الذين اخذتهم التأثيرات العاطفية بالحفاظ على اماكنهم المقدسة لديهم. علاوة على ذلك فان مصداقية السيستاني نفسها اصبحت تحت المحك والتساؤل، من متبعيه قبل معارضيه. وتجدر الاشارة هنا ان فتوى الجهاد الطائفي تلك والكثير من الدعوات التي اعقبتها لم ترق للكثير من الجهات المشاركة بالعملية السياسية لما مثل ذلك من تجاوز على الصلاحيات الدينية التي لاتجيز التدخل بالسياسة اذا كان ذلك التدخل لايصب في مصلحتهم، وان دعوات تأسيس حكومة شراكة او العودة الى التوافق الذي يعني السكوت على جرائم كل جهة سياسية في حالة قبولها بشروط التوافق او حجارة السجيل لمن لايتبع تلك السياسة، تلك الدعوة ايضا لم ترق للكثير منهم الذين وجدوا ان الشراكة والتوافق والانقاذ مسميات لنسف العملية الديمقراطية بالكامل، وطبعا ليس خوفا على الديمقراطية بالقدر الذي توقف تلك الاشكال المقترحة عملية السيطرة بالكامل وطبع الدولة بطابع ولاية الفقيه في نهاية المطاف.
ان فشل السيستاني بتغيير مسار الاحداث لايعني مطلقا امكانية نجاح أطراف اخرى محلية مشاركة بالعملية السياسية او خارجها وبالطبع فان غياب تلك الجهة القوى الدولية مكبلة الايدي ايضا مهما حاولت إظهار ان الامر من الممكن السيطرة عليه وانه فقط يحتاج الى قرار وتصميم كما اشارت خطبة اوباما لحث الكونغرس للقبول بمشاركة اكبر من قبل الجيش وكأن الاوضاع تنتظر فقط إشارة من اوباما او غيره من المجرمين عالميا ومحليا، لذا فان الدعوة الى التدخل الجماهيري ليست خاوية في الوقت الحالي بالذات فان تدخل الجماهير الواعي تحت قيادة موحدة او على الاقل غرفة عمليات موحدة قادرة على توجيه الجماهير وتوقيت تحركاتها، هذا التدخل هو الوحيد القادر على حسم الاوضاع لصالح الجماهير خصوصا بعد ادراك المجتمع للهوة التي وقع فيها عند إعتلاء نفس المجرمين والسراق منصة السلطة. ان تشكيل اللجان الجماهيرية خصوصا في مناطق التوتر واخذ زمام السلطة وعدم تسليمها الى الحكومة التي فشلت في حمايتها أول الامر والحفاظ على إدارة تلك المناطق من قبل ساكنيها لقادر ليس على حسم امر السلطة وسحب البساط من تحت اقدام كلا طرفي الاجرام بل ان هذا التدخل لقادر على تغيير مسار الاحداث بالشكل الذي لم تستطع اي من المحاولات السابقة فعلة خلال او بعد الاحتلال.



#قاسم_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف هي الخيانة
- إنتخابات العصر الداعشي
- لمحة عن المناظرات الدينية
- -متاسلمون- تضليل فج
- قزوينكم ام مدّنا من سيضحك أخيرا؟
- حوار ... برئ
- القبانجي ليس بثائر ...
- أبي وأمي ليسا فداءا لأحد
- إحتفال القتل البربري
- الجماهير في طريق اللاعودة
- الناتو يريدها حرباً
- سنكون معا ... ضد إتحاد البرابرة
- المجالس العمالية... مصير لا يمكن تفاديه
- معضلتان في أحداث العراق
- الجبهة المدنية والتحررية الغائبة
- رسالة إلى العالم بصدد اعتقال مسؤول حملة محاكمة صدام
- الى العمال في العالم
- مشروع قرار حول حل ازمة البطالة
- أزمة البطالة..الى أين تأخذ المرأة
- مشروع السلامة الوطنية.. أعادة أنتاج الاستبداد


المزيد.....




- أورسولا فون دير لاين تصف العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصي ...
- هدية من -القلب-؟.. بوتين أهدى برلسكوني قلب غزال اصطاده فتقيأ ...
- احتفالا بمرور 60 عاما على العلاقات الصينية الفرنسية.. شي جين ...
- رئيس وزراء ساكسونيا الألمانية: يجب تسوية النزاع في أوكرانيا ...
- لن نرسلهم إلى حتفهم.. هنغاريا ترفض تسليم الرجال الأوكرانيين ...
- تحذير هام لمرضى الكبد من غذاء شائع
- موسكو: سنعتبر طائرات -إف-16- في أوكرانيا حاملة للأسلحة النوو ...
- غرامة مالية جديدة.. القاضي يهدد ترامب بسجنه لتجاهله أمرا قضا ...
- بلجيكا تحذر إسرائيل من التداعيات الخطيرة لعمليتها العسكرية ف ...
- مجازر جديدة للاحتلال برفح وحصيلة الشهداء تقترب من 35 ألفا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - ماذا يمكن للسيستاني ان يعطي ل بان كي مون