أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمرو عبد الرحمن - إخوان النفاق والديمقراطية الحرام















المزيد.....

إخوان النفاق والديمقراطية الحرام


عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 09:36
المحور: المجتمع المدني
    


بقلم/ عمرو عبدالرحمن
عندما احتدم الصراع وتقاربت الخطوات فى الأمتار الأخيرة من سباق الرئاسة عام 1992 بين المرشحين الرئاسيين "جورج بوش" – الأب، و"بيل كلينتون"، فإن الأخير لم ينجح إلا عندما لجأ إلى منح الشواذ جنسيا – رجالا ونساء - حق الانضمام الجيش وغيرها من الحقوق التى تؤهلهم لكى يكونوا مواطنين عاديين كغيرهم من الأمريكيين (الطبيعيين).

ويعد هذا المثل هو الأبرز كدليل على معنى الديمقراطية التى تعنى الاستناد إلى حكم الشعب، أيا كان هذا الحكم، بغض النظر عن كونه يتمشى وأحكام الدين من حرام وحلال.

وإلى هذا المثل وغيره، تأكد تماما لدى كثير من علماء منتمين للجماعات المتأسلمة أن الديمقراطية حرام ... وهكذا أفتوا مرارا وتكرارا، على مدى عقود مضت، بدءا بفتاوى رجال الدين السعودى، مثل الشيخ بن باز والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مرورا بالشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ محمد حسان، وحتى المشايخ الذى جلجلت تصريحاتهم الساخنة طويلا، وكلها تصب فى المعنى ذاته: الديمقراطية حرام ............. ومنهم الشيخ ياسر برهامى والشيخ عبد المنعم الشحات وغيرهم.. ورغم ذلك تهافتوا على الفوز بأصوات العوام من الناس فى صناديق الانتخاب...!!!

ديمقراطية بالمهلبية
وفيما يلى نصوص تصريحاتهم التى أطلقوها إما فضائيا أو تسجيليا "عبر شرائط الكاسيت" أو من خلال ما نشر عن ألسنتهم فى الصحف:
• الشيخ محمد حسين يعقوب: الإسلام مافيهوش ديمقراطية ولا مهلبية (شريط كاسيت).
• الشيخ ياسر برهامى: الديمقراطية حرام والأحزاب حرام والحاكمية لله وحده - عز وجل.
• الشيخ عبد المنعم الشحات: الديمقراطية حرام وكفر.
• الشيخ محمود عامر: التصويت فى الانتخابات للمرشح المسلم الذى لا يصلى، والقبطى والعلمانى والليبرالى الذين لم يتضمن برنامجهم تطبيق الشريعة الإسلامية حرام.
• الشيخ "سيد قطب": وهو أحد كبار أئمة جماعة الإخوان المسلمين، فقد عرف عنه رفضه المطلق للديمقراطية، ولأى محاولة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية، وعارض بشدة وصف الإسلام بأنه ديمقراطي، ودعا إلى "دكتاتورية" عادلة (!) ، تضمن الحريات السياسية للصالحين فقط (!). وكان يتساءل إذا كان نظام الحكم الديمقراطي قد أفلس في الغرب، فكيف نستورده نحن في الشرق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

للديمقراطية أحكام
وبنظرة سريعة إلى مفهوم كلمة الديمقراطية فإننا نجد الكثير، ومنه ما يلي:
أولا: الديمقراطية ليست كلمة عربية ، بل هي مشتقة من اليونانية ، وهي مجموعة من كلمتين : الأولى : DEMOS ( ديموس ) ، وتعني : عامة الناس ، أو الشعب ، والثانية : KRATIA ( كراتيا ) ، وتعني : حكم ، فيصبح معناها : حكم عامة الناس ، أو : حكم الشعب .

ثانيا: أن هذا النظام تحول في كثير من الدول إلى صورة لا حقيقة لها ، ومجرد شعارات يُخدع بها الناس ، وإنما الحاكم الفعلي هو رأس الدولة وأعدائه ، والشعب مقهور مغلوب على أمره .
ولا أدل على ذلك من أن هذه الديمقراطية إذا أتت بما لا يهواه الحكام داسوها بأقدامهم ، ووقائعُ تزوير الانتخابات وكبت الحريات وتكميم أفواه من يتكلمون بالحق : حقائقُ يعلمها الجميع ، لا تحتاج إلى استدلال .
وليس يصلح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل جاء في " موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة" ( 2 / 1066 ) كما يلى:
تعتبر الديمقراطية النيابية أحد مظاهر النظم الديمقراطية التي يمارس فيها الشعب مظاهر السيادة بواسطة مجلس منتخب من نواب من الشعب ، وفيها يحتفظ الشعب بحق التدخل المباشر لممارسة بعض مظاهر السيادة عن طريق وسائل مختلفة ، أهمها :
1. حق الاقتراع الشعبي : بأن يقوم عدد من أفراد الشعب بوضع مشروع للقانون مجملاً أو مفصَّلاً ، ثم يناقشه المجلس النيابي ويصوِّت عليه .
2. حق الاستفتاء الشعبي : بأن يُعرض القانون بعد إقرار البرلمان له على الشعب ليقول كلمته فيه .
3. حق الاعتراض الشعبي : وهو حق لعدد من الناخبين يحدده الدستور للاعتراض في خلال مدة معينة من صدوره ، ويترتب على ذلك عرضه على الشعب في استفتاء عام ، فإن وافق عليه نُفِّذ... وإلا بطل ، وبه تأخذ معظم الدساتير المعاصرة .

الثورة الحرام
واضح تماما إذن أن آراء جميع الإخوة السلفيين ومن حذا حذوهم وأولهم الإخوان المسلمين، كانوا مؤمنين تماما أن الديمقراطية حرام، كالزنا وشرب الخمر والإفساد فى الأرض، فما الذى تغير لكى يتغيروا هم ويشاركوا فى العملية الديمقراطية، بدءا بالاستفتاء الذى أجراه المجلس العسكري وحتى الانتخابات النيابية، وغيرها من المشاركات القائمة على الممارسة الديمقراطية، القائمة بدورها على مبادئ معينة مثل الاحتكام لرأى الشعب فى كل شيئ، والمنافسة بين أحزاب وتداول السلطة بين تلك الأحزاب، بما فى ذلك من سعى للإمارة والصراع من أجل الوصول إلى الحكم؟
الإجابة، أنه لا شيء قد تغير فى شرع الله لكى يغيروا أحكامهم تجاه الديمقراطية، ولكنها الثورة ... الثورة التى قامت فى مصر، وفتحت الباب على مصراعيه أمام جميع فئات الشعب الذى عاش قرونا من القهر والذل والاستعباد، على أيدي الاحتلال البريطانى ثم الناصرى والساداتى وأخيرا المباركى.
إنها الثورة التى صدعوا رؤوسنا أيام اشتعالها بأنها حرام، بناء على قاعدة فقهية تقول بأن الخروج على الحاكم حرام إلا إن رآه الناس ينشر الكفر البواح ويمنع شرع الله أن يسود فى الأرض.
والسؤال الآن: ألم تكن هذه هى الثورة حرام والديمقراطية أصلا حرام، فكيف سمح الإخوان والسلفيون لأنفسهم أن يأكلوا من ثمار الشجرة التى رأوها منكرا وكفرا وفتنة للناس؟؟؟
خاصة وأن الجميع يعلم يقينا أنه لولا قيام الثورة (الحرام) .. لما كانت الانتخابات التى اقتحمها الإخوان والسلفيون واقتنصوا بها مقاعد البرلمان، رغم أنها أيضا حرام؟؟؟

الإجابة لا تحتمل إلا أحد أمرين، إما أنهم كانوا يخدعون أنفسهم خدعوا الناس فى إعلانهم تمسكهم بالأحكام الفقهية التى تحرم الديمقراطية.

وإما أنهم خدعوا الناس – ولازالوا يخادعون – عبر مسايرتهم للعملية الديمقراطية وصولا إلى الحكم، (بغير ما أنزل الله)، لكى يستطيعوا فى النهاية تطبيق شرع الله، بزعمهم.!!!

أىٍّ دولة إسلامية؟
من هنا يتأكد لدينا أن الإخوان والسلفيين لم يدخلوا الانتخابات إلا كمطية للوصول إلي الحكم، وهو ما يكذب ادعاءاتهم التى حاولوا فيها (طمأنة) المصريين – أنهم أتوا لكى يشاركوا فى تأسيس مجتمع ديمقراطى مدنى ذى مرجعية إسلامية، ثم بعد ذلك يقيمون دولة "الخلافة"؟
فإذا كان هذا هو هدفهم فهل جرأوا على إعلانه أمام الناس؟
وهل كانوا يجاهدون حقا من أجل إقامة "خلافة" أم أنه النفاق والكذب وابتغاء حلال الله بحرامه؟
إنهم تماما كالذي يقنع نفسه بأنه لا يرتكب المنكر من الدين إلا ليقيم صحيح الدين، بزعمه.

وإليهم – إلى الإخوان والسلفيين – هذا السؤال:

لو افترضنا جدلا، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – يعيش بيننا الآن، وشهد ما شهدناه من ثورة على الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك"، ثم وفى ظل الحرية التى تتيح مشاركة أى فصيل سياسي أو دينى فى انتخابات ديمقراطية حرة، هل كان سيرشح نفسه فى الانتخابات البرلمانية ليكون محل نجاح أو سقوط، ثم إذا أقيمت الانتخابات الرئاسية، هل كان سيرشح نفسه رئيسا لمصر على الطريقة الديمقراطية، من منطلق أنه سيمارس الديمقراطية إلى أن يصل إلى الحكم، وعندئذ ينقلب عليها لأنها حرام؟؟؟



#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفاعي الغرب الرقطاء
- داعش وعمر عفيفي وآيات عرابي
- شحاذون وقتلة ...
- السيسي يؤدب أميركا
- صفعة روسية ل-CIA- تكشف مؤامرة حرق مصر
- إلي سيادة الرئيس السيسي
- أدلة الحكم بإعدام الإخوان..-بالفيديو-
- الأصول القبطية لمحمد رسول الله
- العدوان الثلاثي الثاني علي مصر
- محمد النبي القبطي
- عودة يهوذا الخائن
- سايكس بيكو.. النسخة المتأسلمة!
- حماسرائيل
- كوكاكولا أحلي مع الإعلام الماسوني
- داعش صنيعة الماسونية العالمية
- رداً علي فتوي داعش بعدم قتال الصهاينة
- الجيش المصري ليس للإيجار
- الكابالا
- نصر أكتوبر جديد
- تجار الغضب


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمرو عبد الرحمن - إخوان النفاق والديمقراطية الحرام