أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة... إلى صديقي سيمون خوري















المزيد.....

رسالة... إلى صديقي سيمون خوري


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب الصديق الرائع سيمون خوري, المعروف بهذا الموقع على صفحته الفيسبوكية من يومين, بخصوص هذه الحرب الغاشمة على غــزة :

" في غزة هناك معبر واحد مفتوح حتى اللحظة الراهنة هو معبر الى ربنا . وسيبقى هذا المعبر مفتوح لجميع اهالي غزة.. طالما أن المعابر الأخرى مغلقه ..مش معقول الى هذه الدرجة يخشون على معابرهم من أهالي غزه ..؟ اعتقد أن على غزة أن تستبدل حدودها مع حدود دول أكثر رقياً وانسانية وتحضراً فلا تقتلك بدعوى الحرص على موتك داخل السجن ..هذه هي ديمقراطية الاحتلال الاستيطاني وعرابيه "

وهذا ردي إليه :

ســـيــمــون خـــوري.. يا صديقي الطيب.
كم أنا أحترم إيــمــانـك المذهبي.. مهما كان.. كما احترم التزامك السياسي, تجاه القضية الفلسطينية.. ولكن ألم تلاحظ أنه عبر قرن كامل أو أكثر, أن هذه القضية التي شغلت العالم كله, حتى من زمن الحرب العالمية الأولى, قد فشلت وخسرناها.. وما زلنا نخسرها.. لأنها اتخذت عباءة الدين علما ومبدأ وسياسة... وهذه كانت رغبة من خطط لخسارتنا منذ البداية.. لأنهم أرادوا أن تكون دينية ولا شيئا آخر... وخلفوا لنا عشرات الأحزاب الإسلامية.. منها ما سمى نفسه معتدلا.. ومنه من أراد أسلمة العالم كله.. وإعلان الخلافة الإسلامية العالمية.. ورأيت ورأينا خساراتنا التاريخية تتوالى واحدة تلو الأخرى.. لأننا لم نــخــتـر مرة واحدة استراتيجية العقل والحكمة والبعد المنطقي لما يحيط بنا من مؤامرات وخيانات.. وكنا نفرقع الخطابات الخشبية المثيرة, لاستهلاك الغلابة من أكثريات شعوبنا.. بأننا أفضل أمة عند الله... بينما العدو الصهيوني كان يخطط ويخترع ويبدع ويتآمر ويشتري ويبني ويبيع مشاريعه, حتى استطاع شــراء ذمم الرؤوس المفكرة والتي تدير ديانات وسياسات العالم كله.. حتى من بينهم من الحكام والملوك والأمراء والشيوخ من أبناء عمنا الــعــربــان الذين كانوا وما زالوا في قمة أهرام العروبة والإسلام...حتى استطاعوا بسنة 1948 تحويل جيناتنا إلى مزارع خيانة, تخدم مصالحهم وبنوكهم ومشاريعهم إلى الأبد... أنــظــر إلى أحوالنا اليوم.. ولا حاجة أن ألـح عليك حتى ترى أن النكبة الفلسطينية, جـرت وراءها سلسلة من النكبات والمصائب في العالم العربي كله.. والذي تحول إلى ديكتاتوريات ومشايخ وإمارات وممالك وباندوستانات متفجرة.. تهيمن عليها تشكيلات حربجية إسلامية, لا تقتل سوى تشكيلات حربجية إسلامية أخرى.. تنهك إحداها الأخرى.. حتى زوال الإثنتين... دون أن يكلف هذا شيكلا (العملة الإسرائيلية) واحدا حكومة إسرائيل... هذه البلد الذي توسعت خارطته أربعة أضعاف منذ سنة 1948... على حساب مــآسـي شعوبنا الغارقة بالنكبة تلو الأخرى.. تتلهى وتبتهل وتأمل مثلما أبديت في بداية كتابتك الفيسبوكية, على الحفاظ على معبرها مع هذا الإله التي ما زالت تعتقد أنها أفضل أمة عنده... بينما في المقابل.. يظهر عدونا الصهيوني أنه الوحيد الفريد لدى نفس هذا الإله.. وباسمه يحقق احتلالا بعد احتلال.. وانتصارا عالميا بعد انتصار...وسيطرة وتوسعا.. وتوسعا وسيطرة!...
هل يمكنك يا صديقي سيمون, وأنت المتخصص العالم بعلم الأديان أن تفسر هذا التناقض الرهيب. ولماذا ما زلنا (متعربشين) بهذا الإله الذي لم يـؤد لنا حتى هذا المساء أية أبسط مساعدة أو أية خدمة عجائبية أو غيرها.. وأمواتنا تتراكم وتتراكم.. وبيوتنا تتفجر.. وأولادنا جائعون مهجرون... رغم أن جحافل ترفع أعلامها السوداء في سوريا والعراق وليبيا وإفريقيا.. وحتى تقطع كل يوم مئات الرؤوس(من الكفار وغيرهم) تضحية له.. وتقيم خلافة إســلامية على كل شبر أرض لم يعد فيه بـشـر...باسمه.. مطبقة الشريعة الإسلامية بحذافيرها.. ومع هذا ما زالت غــزة محاصرة... منتهكة.. مقتولة.. ممزقة.. عن اختها رام الله التي ترتعش أمام سيادة جارتها إسـرائـيـل التي تمنع عنها وعن غـزة كل أسباب الحياة.
إشــرح لي يا صديقي سيمون... هل هذا هو إلــهــهــم أم إلـــهـــنــا؟؟؟!!!... ولماذا ينصرهم ولا ينصرنا؟؟؟...
ولكن قبل أن تعطيني شــروحاتك التيولوجية المنقحة المنمقة... والتي ما زالت تقنع الملايين... سأقول لك بكل صراحة.. بأنني على قناعة شخصية تامة.. بأن جميع خلافاتنا وتراجعنا وجمودنا وعدم تطورنا.. وخاصة وصولنا إلى الحداثة التي تخرجنا من ظلم وظلامة حكامنا.. كانت بسبب تعلقنا بهذا المعبر الإلهي الذي تعربش به إخواننا وأهلنا الفلسطينيون والعرب وتحزباتهم الطائفية المتعددة المختلفة (بكل فصاحة الكلمة) منذ خمسة عشر قرن حتى هذا المساء... وما زالوا يمضغون قــاتــه... وأنا لا أتعاطى المخدرات...
رسالتي هذه إليك, ليس اعتراضا على ما تؤمن وما تحلل. وأنا كفولتيري راديكالي, على استعداد أن أعطي دمي حتى تعبر عن رأيك.. وأنت تعرف, كم أنا متشدد بالدفاع عن حرية الفكر والكتابة والتعبير.. حتى لأبعد خصومي بالفكر والتحليل والسياسة.. وأنت تعلم كم أنا ألتقي معك في العديد من الأمور الاجتماعية والسياسية.. ولكنني لا أتفق معك بقضية هذا المعبر الإلهي.. لأنـه حتى هذا المعبر الوهمي والغيبي.. قــد دمره ألف مرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.. من سنين طويلة مريرة... كما دمــر مــقــاتــلــو خــلافــة داعـش آمالنا بحياة هنيئة أفضل.. منذ خلقته وصنعته وفبركت خلافته وأعلامه وإرهابه حكومات الولايات المتحدة الأمريكية.. وخاصة حكومة باراك حسين أوباما الأخيرة, والتي ما زالت تطبع على دولارها In God we Trust بالله نحن نؤمن... علما أنهم أكثر دول العالم فسقا وعهرا وتآمرا وقتلا وظلما واغتصابا لبقية شعوب العالم.. وأول داعم للدولة التي اغتصبت فلسطين وشتت شعبها... وما زالت تقصف غزة وشعب غزة من سبعة عشر يوما بلا هوادة...
*********
على الهامش :
البارحة بنهاية بعد الظهر بندوة تجمع صحفيين فرنسيين من اتجاهات وآراء ووسائل إعلام مختلفة, جرت في محطة راديو لوكسمبورغ الفرنسية RTL وقبل نهاية البرنامج الذي طرح عن غــزة وما يجري في غــزة, من وجهة النظر الأوروبية طبعا التي لا تتظاهر كثيرا ضد الاعتداء الإسرائيلي, مكتفية بالآراء الرسمية الحكومية.. لأنه من المعروف والواضح أن من ينتقد سياسة إسرائيل ويدافع 5 % عن الفلسطينيين أو أية قضية عربية.. يختفي من الإعلام ويقطع رزقه وأسلاف أسلافه.. طـرح عبورا بهذه النجوة موضوع مسيحيي المشرق وخاصة ما أصابهم في الموصل.. وتحليل جواب المسؤولين : بما أنه فرنسا.. دولة علمانية. لا يمكن للدولة الفرنسية أن تدافع عن المسيحيين في المشرق.. كمسيحيين... ولكنها (ســـــوف) تنظر بأمرهم كبقية المواطنين المهجرين المضطهدين والمهددين... مع الأمم المتحدة.. والمنظمات التي تهتم بالمهاجرين... وأغلقت الصفحة..... نقطة على السطر...
علما أنه خلال كل الأسبوع الماضي.. تدخلت الحكومة الفرنسية لمنع العديد من المظاهرات, متهمة القائمين بها بجريمة العنصرية.. بسبب بعض الهتافات ضد إسرائيل.. والتي تحولت إلى هتافات طائفية عنصرية.. لم يثبت أن المنظمين هم الذين أطلقوها.. ومن المعروف أن هناك اختصاصيين بالتسلل إلى المظاهرات.. وتشويهها.. حتى يصورها بعض رجال الأمن وبعض الإعلاميين المتخصصين بالتشويه...
انطلقت في المدن الرئيسية الفرنسية عشرات المظاهرات الواسعة الانتشار.. اشترك فيها مئات آلاف المواطنين.. دفاعا عن غــزة وشعب غـزة.. دون وقوع أية حادثة مخالفة للقانون... البارحة الأربعاء 23 تموز 2014.. وحتى في العاصمة بــاريـس.. بدون أي حادث شغب.. خلافا لمظاهرتي الأسبوع الماضي.
ــ هذا الصباح لا يتسرب كثير من الأخبار عن مصير مسيحيي الموصل بالإعلام الفرنسي.. سوى جـريدة الفيغارو Le Figaro التي تعلمنا أن لديها اتصالات مباشرة أعلمتها أنهم رحلوا جميعا إلى المنطقة الكردية.. ما عدا عدد ضئيل جدا مختبئ لدى عائلات إسلامية صديقة... أو ليس هذا هو السيناريو التي ترغب إســرائيل جـرنا إليه؟؟؟...
أسائلك يا صديقي وأنت الاختصاصي بالديانات و بالمقارنات الدينية.. لماذا لم نسمع من مسؤولي حماس.. أي اعتراض لاضطهاد داعش وخلافتها الكرتونية لمسيحيي الموصل؟؟؟... ولا لحرق حفنة منهم متنكرين باللباس الداعشي الأفغاني داخل القدس للعلم الفلسطيني التاريخي واستبداله بعلم الخلافة الإسلامية.. ناشرين الصورة على مواقع الأنترنيت المختلفة...وهل يا ترى بالاسم الذي تحمله, ورغم كتاباتك العربية والفلسطينية ودفاعك كل حياتك عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية.. لا يحق لك النطق بــأيـة حقيقة؟؟؟... مــتــهــمــا بالكفر والزندقة؟؟؟!!!...
وحتى نلتقي... يا صديقي ســيــمــون خوري.. أتمنى لك ديمومة الجرأة والشجاعة والطلمة الحرة والصمود والنضال بوجه الظلمات والعتمة.. مع كل مودتي وصداقتي واحترامي...
وللقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي وولائي ووفائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ــــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليم التعذيب للأطفال...
- خلافة - إبراهيم - الإسلامية الداعشية...
- مظاهرات... ومظاهر عالمية...
- يا بشر... انتهت بطولة العالم لكرة القدم...
- تساؤل؟؟؟...تساؤلات ضرورية
- خربطات ديمقراطية
- داء الصمت والطرش
- وعن القرضاوي... والخليفة الجديد...
- وعن الفساد... وتماسيحه البورجوازية...
- دراسة مقارنة إنسانية... وقرارات غريبة.
- France 24... والمصداقية الإعلامية... وهامش آخر.
- أوكار الدبابير... وشعوب الغباء.
- مستر جون كيري... ايضا وأيضا...
- جريدة لوموند الفرنسية... ومسيو فابيوس...
- سوريا والعراق...إلى أين؟؟؟...
- الفوتبال... وما أدراك ما الفوتبال؟؟؟!!!...
- أحاديث.. تساؤلات.. وخواطر...
- ديمومة الكذب المتواصل.. في بلاد الغلابة...
- عودة إلى مانيفيست الحوار المتمدن
- شتائم -سورية-...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة... إلى صديقي سيمون خوري