أوكار الدبابير... وشعوب الغباء.

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أوكــار الدبــابــيــر... وشـعـوب الــغــبــاء...
مستر جون كيري, وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وممثل تجارة الموت العالمية المتنقل في العالم العربي الملتهب, يتعامى عن داعش وإجرامها, ويدعم الأكراد لالتهام ما يمكن التهامه بهذه الأزمة الحالية, مما ينتج عن كل فعاليات تجزئته أثناء خطر زحف قتلة داعش على بغداد الجريحة... ونفس كيري ومعلمه أوباما يتعاميان أيضا.. وأكثر وأكثر عن إجرام داعش في سوريا, ويبحثان عن معارضة (معتدلة).. غير موجودة واهبين إياها نصف مليار دولار من الأسلحة الفتاكة هذه المرة.. مثل المرات السابقة... ويــجــري البحث حاليا عن قتلة معتدلين لتسليمهم صــك التأييد هذا...
بعدهم تراكض مستر هيغ.. وزير الخارجية البريطاني, والذي يندد بالعلن وبالخطابات الرسمية.. من فوق الطاولة.. أن دولته قررت محاربة الإرهاب.. ولكنه تعامى أيضا عن فظائع داعش في العراق أو سـوريا.. وقام بنفس الزيارة إلى المنطقة الكردية المنفصلة, مؤيدا مشجعا نفس عمليات الالتهام.. من جسم العراق المذبوح بالانفجارات والمشاكسات والاعتراضات والهيجانات الطائفية التي خطط لها الأمريكان وحلفاؤهم البريطانيون.. وبالطبع نسمع التصفيق يتردد بكل قاعات اجتماع الناتو.. وخاصة داخل حكومة تل أبيب والتي لا تنسى انشغال العربان بتجليس دشداشاتهم على رؤوسهم المنفوخة كالطبول.. حتى تضرب الفلسطينيين في بيوتهم بعد تفجيرها وتقلع ما تبقى من أشجار زيتونهم.. وانتهاك كل حقوقهم.. واحتلال أراضيهم.. تـاركـة لداعش واتباعها وتفرعاتها وأنصارها الاهتمام بكل عمليات القتل الجماعي بالمئات, بكل المدن والقرى التي تجتازها أو تجتاحها بقلب أراضي العراق أو سـوريـا.. حتى تؤمن لها التغطيات الإعلامية الأممية اللازمة...
وما زال هناك عرب.. وممالك وأمارات ومشايخ عربية تـؤمـن أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد لنا الخير... كل الخير.. بلا نفط.. بلا غـاز.. ولا أي شـيء آخـر... يا للغباء... يا للغباء...
إبـحـثـوا بكل قواميس الأرض يـا جــمــاعــة.. ما معنى كلمات غباء وأغبياء... وبعدها تكفون عن التساؤل لماذا أرسل الله كل أنبيائه في بلداننا التعيسة الحزينة!!!......
هل توقفتم يا قوم.. يا جماعة.. أمام مرآة مكسورة.. وتساءلتم ماذا أصابنا.. ماذا أصاب بلداننا من موت وموات.. من تفجير وخراب.. من هجرات وقسر واغتصاب واجتياح... من ضياع كل علامات الإنسانية والحضارة.. خلال السنوات المعدودة القليلة الماضية.. بتسميات مثل الربيع العربي.. أو تحت رايات سوداء تتخفى وراء إلـه وأحد أنبيائه.. وكم ملايين من الأموات الأبرياء فقدت بلداننا, أمام اجتياح قتلة هذه الأعلام.. وكم امرأة اغتصبت وقتلت.. وكم مدينة محايدة بريئة ومئات من الكنائس الأثرية التاريخية تفجرت... وبعدها ماذا اكتسبنا؟؟؟... ماذا قدم لنا أوباما وكيري وهيغ وهولاند وفابيوس.. وفيلسوف الربيع العربي وداعيته ومحرضه الأول الصهيوني الفرنسي المدعو برنار هنري ليفي؟؟؟... ماذا جلب لنا ولبلداننا ولشعوبنا هؤلاء الدبابير والعقارب السامة؟؟؟... لا شــيء سوى الموت.. ثم الموت.. وتفجير كل آمالنا بــغــد أفضل... مجزئين بلادنا.. ممزقين حدودنا.. زارعين الأحقاد الطائفية السرطانية القاتلة.. ضـمـن حاضنات مما لا شــك فيه كانت مهيأة بغبائها وهيجانها المعتاد لتقبل خطاباتهم ووعودهم العرقوبية بحياة اجتماعية أو دينية أفضل.. وما حصدوا سوى تفجير البشر.. وتفجير البلاد.. وتفجير الأمل...
*********
لم أستطع إيجاد أي عنوان آخر لهذه الكلمات غير " أوكــار الدبــابــيــر " رغم استعمالي له منذ سنة ماضية.. والوضع لم يتغير مع الأسـف والحزن والألم والأسى.. غير تكاثر أعداد القتلى وازدياد أعداد الجماهير المهجرة من بلداننا.. سـواء في ٍســوريا والعراق المنكوب.. نكبات الموت والافتراس والاغتصاب.. وخاصة التجزئة وفقدان الأمـان.. وأكثر فــقــدان الأمل بــغــد أفــضــل... لأن الدولة الوحيدة التي ســوف تتمتع بغد أفضل.. يـا عرب يا أغبياء.. هي دولة إســرائيل التي تتوسع وتتمدد وتــنــمــو وتزغرد على حساب موتاكم وموتانا...
أما آن لكم بعد كل هذا أن تتوقفوا عن تقتيل بعضكم البعض.. وبــاســم الــديــن ايضا؟؟؟... وباسم خلافات واهية وهمية عمرها خمسة عشر قرن من الزمن.. ولم تجدوا لها حتى هذه اللحظة أي تفسير إنساني معقول.. وتتركون لتاجر الموت كيري كل يوم ألف حجة حتى يتسرب لعقولكم المهترئة ويزرع فيها ألف فجوة وألف ثغرة... ألـم تروا كيف يتسرب دوما من هذه الفجوة الغبية, حتى يغرس الخلاف بينكم وبأية بقعة في العالم يريد أن يثير فيها فتنة وحربا وتقتيلا... كما أثار أســلافه في يوغوسلافيا.. واليوم مع خصيانه في أوكرانيا.. كما أثارها في بلدانكم وقراكم وعقولكم اليابسة المتخلفة المتحجرة... موزعا النصائح والأسلحة الفتاكة.. من خزائنكم طبعا... لأنكم لن تحملوا أي اسم في التاريخ ســوى حاملي دفاتر الشيكات لدبابير الفتنة والموت.. ولن تنجو رغم انبطاحكم أمام رغباتهم الدبورية.. من مشاريع التجزئة والفتنة والموت التي يحضرونها لكم.. عندما تنتهي مسرحية استزلامكم وعبوديتكم... كما فعلوا بكل الملوك والرؤساء والأمراء والمشايخ الذين خدموهم بعبودية كاملة.. من بداية خمسينات القرن الماضي حتى هذه اللحظة التعيسة... وحينها يا أغبياء الأغبياء.. لن ينفع الندب والبكاء والندم...
*************
على الهامش :
وعن هيلاري كلينتون
خصصت جريدة لوموند Le Monde الفرنسية هذا الصباح نصف صفحة كاملة عن كتاب سوف تنشره عن موضات شعرها خلال العشرين سنة من حياتها السياسية الأخيرة. كتاب قبضت السيدة كلينتون المعروفة ثمانية ملايين دولار كسلفة مسبقة على المبيعات من دار النشر البريطانية... رغم أن الكتاب سوف يشكل تحضيرات هامة لترشيحها المقبل لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية... نصف صفحة من جريدة لوموند, عن كتاب موضات شعر كلينتون... ولا أية كلمة عما أصاب الشعوب التي ابتلاها ما سمي ألف ألف مرة خطأ " الربيع العربي " بسبب هذه الحاقدة الشمطاء...
يا لــعــار أفضل جرائد ما كان ســابـقـا زبدة الإعلام الفرنسي.. أو ما تبقى منه... وهل تبقى اليوم بكافة الإعلام الأوروبي والأمريكي أي صـدق وأية مصداقية.. عن نكبات المشرق والعالم العربي الحالية... وســأترك إعلامنا العربي المتعب والمتعب.. لأنني تعبت من الكتابة والصراخ في وادي الطرشــان.. عن اعوجاجاته الجيناتية.....
بـــالانـــتـــظـــار.......
للقارئات والقراء الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي ووفائي وولائي.. وأطيب تحية صادقة مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل