أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - من يقرؤنا؟














المزيد.....

من يقرؤنا؟


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 16:30
المحور: الادب والفن
    


من يقرؤنا؟

ثمة سؤال جد مهم، بات يطرحه كل معني بشؤون الثقافة والإبداع على نفسه: ترى، وسط كل مايدورمن حولنا، من أحداث ساخنة ذات وتائرعالية، باتت تشغل المواطن الكوني عن مجالات اهتمام كثيرة، وقضايا حميمية، هل من أحد يقرؤنا، في هذه المعمعة؟، هوسؤال مشروع-حقاً-وإن طرحه بات من الأولويات المطلوبة من كل من لديه هاجس بدورالكلمة، لاسيما إذا وضعنا بعين الاعتبارما استطاع منتج الثقافة أن يقدمه من فائدة عامة، فهوالمعني بأن يكون ضميرأهله، كماهوضميركل إنسان حر.

لسنا-هنا-في موقع تتبع الأدوارالكبيرة التي قامت بها الثقافة الإنسانية، وكانت عامل بناء الحضارات البشرية، من جهة، كما أنها كانت عامل تغييرحاسم في حياة المجتمعات، نقلتها من حال إلى حال، بعيداً عن دورها الترفيهي، أوالجمالي، في بناء الفرد، من داخله، مايجعلنا ننظرإلى كل المنجزالعالمي، على صعد الرقي، والتقدم، في العمران، والفلسفة، والفكر، والتكنولوجيا وغيرذلك، على أنه ترجمة للوعي، وإن هذا الوعي لايمكن أن يولد إلا نتيجة توطيف الأدوات الثقافية في سبيل ذلك.

ومن يعد إلى سيرالكتاب والمبدعين بل والإعلاميين الكبارفي المجتمعات والأمم، يجد أن هؤلاء ورغم بدائية أدوات ووسائل النشر، لاسيما هؤلاء الذين قدموا عصارات فكرهم ورؤاهم في مرحلة ماقبل ظهورالمطبعة، بل وحتى هؤلاء الذين ظهرت إبداعهم بعد ولادة هذه الآلة السحرية-كما سميت في بداياتها- وظلت كتاباتهم رهينة بطء حركة النشر-قياساً بواقعها الآن- فإن هؤلاء جميعاً، استطاعوا أيؤثروا-وإن بدرجات- في الرأي العام لمن حولهم، بل وأن تشق أفكارهم طريقها إلى سواهم، دون أن يحول بعدا المكان والزمان دون ذلك، لدرجة أن أفكاربعض الفلاسفة، والمفكرين، والروائيين، والمسرحيين، والشعراء، والصحفيين، لم تحل كتابتها باللغات الأم لأصحابها، دون استمراريتها، إذ صارالآن في مقدورنا، أن نحيل أفكارورؤى كثيرين منهم إلى ينابيعها الأولى، بحيث نستطيع أن نعرف ما الجديد الذي قدمه هذا العلم، أوما الإضافة التي شكلتها طروحات ذاك، بل وماخصوصيات أفكارسواهما وغيرذلك منح هذه الأفكارعلاماتها الفارقة، أوعلى نحو أدل"هويتها" وهي مرتبة جد مهمة يمكن للكاتب المجتهد أن يحققها عبرالدأب والاجتهاد، ليس ليضمن ديمومة رؤاه-فقط- وإنما من أجل أن يخدم رسالة الثقافة، وأن تترجم رؤاه في سبيل تقدم المعنيين بخطابه.


وطبيعي، أن لأي منجز ثقافي-عمره- الافتراضي، فهناك مدونة قد تفيد على نحومحدد، أو على نحو واسع، بيد أنها محددة الدور، لأنها تحاكي اللحظة المعيشة، ولا تستطيع أن تتعداها، وقد يكون ذلك نتيجة سبق تصميم وإرادة الناص نفسه، بيد أن هناك كتابات شاهقة، تعمر طويلاً، وتصبح جزءاً من معارفنا، وتفكيرنا، بل وتنتمي-عميقاً-إلى عقلنا، وقد يكون هذا الأنموذج من المنجز الثقافي مخططاً له من قبل مرسله، أو حتى قديكون عفوياً، لأنه ما أكثرهؤلاء المبدعين الذين يعترفون عبرالحوارات التي تجري معهم، أوعبرشهاداتهم، ومذكراتهم، أنهم لم يكتبوا إلا لأنفسهم، بيد أن إبداعاتهم لاقت استحسان المتلقين، على اختلاف أمزجتهم، ولغاتهم، وحتى أوطانهم أيضاً.


مؤكد، أن هناك، من لايزال يواصل إنتاج-الأدب العظيم- كماسماه د. يوسف اليوسف، بيدأن هناك تحدياً كبيراً قد يقف في وجه عملية إيصال النص إلى جمهرات متلقيه، نتيجة طبيعة المرحلة، وانشغال هؤلاء المتلقين، بل وفي زحمة الأخطارالمحدقة، أضف إلى كل ذلك أن ثورة الاتصالات جعلت في إمكان المليارات أن تتصادى أصواتهم، بما يصم الآذان، ويؤذي النفوس، بل والأرواح، وهوما يجعلنا بحاجة فعلية إلى تنظيف طريق الكتابة الجادة إلى قارئها، وهي مهمة كبرى تحتاج إلى جهود جبارة، وقراءات جادة، ومشاريع واعية، لاسيما أن صدى السؤال" من يقرؤنا؟" نفسه، بات يذوب، ويتلاشى وسط هذه المتاهة الأشد خطورة.

إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنبأ ب-الثورة- وبشربها ووقف محايداً حين بدأت أدهم الملا سرقه ...
- أمكنة الشعر
- برقية في ذكرى استشهاد المفكرالكردي د. عبدالرحمن قاسملو
- مابعد العبث:
- فوضى العماء:
- تحت جناحي عامودا.....!
- مارس دوره التنويري على أكمل وجه المفكرالكويتي خلدون النقيب أ ...
- ارجومنكم نشرهذه بدلا عن المنشورة وشكرا
- داعش ترحب بكم.....!:
- أستعيدُ أبي......!
- وحدة الخير وحدة الشر
- طفرة داعش: الواقع والآفاق
- بعد أن طرق بوابات الكرد بيده الملطخة بالعار والدم هل تكون كر ...
- ميشيل فوكو ثلاثون عاماً على الرحيل
- بعدأن طرق بوابات الكردبيده الملطخة بالعاروالدم: هل تكون كردس ...
- ماقبل الجاهلية:
- استبصارالعماء:
- تهويمات المثقف الزائف
- من قتل الكواكبي؟:
- نحومواجهة فقاعات داعش:


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - من يقرؤنا؟