أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - لكل عيد ... أضحية














المزيد.....

لكل عيد ... أضحية


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل عيد أضحية

محمد علي مزهر شعبان

كان عار من كل جفخ ونفخ وخيلاء ، تحسبه لم يتقلد ناصيتها وزمام قوتها . كان يمضي وكأنه اعصار ، امامه حلم هو كالجنة لمريدها من شعب ساكنه الفقر وحكمته بريطانيا بكل مفاصله . كان زاهدا مخلصا امينا ، في ان يتربع وسط دوحتها . لا طمعا في ثواب وانما الرغبة التي تواطن الانفس العظيمه . ليلا نهار يجول في مدن الملح واليباب في وطن . يواسي مواطنيه الذين سكنوا قلبه قبل ان يسكنهم في احياء . روح شفافة رقيقة كنسمة ، عواطف نبيله هي موئل قلبه ، فضاء فسيح ملك القلوب الحرى ، واضحى ابن الشعب ، يناغوه يدلعوه ، يطالبوه فيمتثل ، يناشدوه فيستجيب . لم يهدأ راكب تلك العربة التي تجوب بغداد ومدن العراق. مرة وحيدا ، وفي اخرى تتسائل حمايته وهو يحاول التملص منهم : هل رايتم الزعيم مر من هنا؟ مخلوق من كوكب ذلك العظيم " علي بن ابي طالب ع " الذي انفرد دون البشرية من نكران الذات ، ومطامع اهل المغنم ، روح تهيم في العطاء ولا تسئل عن مغنم ولا حجز غلة لسيد الدولة .
لست بصدد المقارنه بل التشبه والسير على درب المماثله ، الامام ترك من حصيل الخلافة ثمان مائة درهم ، وحصاد قاسم ديناران . الامام يسكن مستعيرا لبيت اخته ، والاخر يسكن في بيت للايجار . الامام ع على بلغته يتفقد رعاياه ، وحين ياخذ التعب منه ماخذ ، يتكيء على جدار المسجد في اناء الليل ، يرفع النظر الى من رفعها دون عمد ، تاخذه العجبة ، وتزلزله الرهبة ، وتسيل دموع رقراق من عين اتسعت وامتدت وتسائلت ، كيف يسير خلق الله دون ادراك عظمة الله ، دموع تتسائل عمن جعل هذه الغلظة في نفوس الناس .
قاسم راكب عربته ف وهو يبحث في الحواري والازقة ، في مسالك الوحل والقصبات واطراف المدن المعدومة . في افران الصمون التي توسم واجهاتها صوره . فلم تاخذه الغلواء ولا الكبرياء ، فيلمح الصورة بطرف دون اكتراث ، ليختبر النفوس التي رفعتها ، فيمسك عجينة الرغيف ، وبصوت بين المحتج والناصح يقول : ( كبر العجينة وصغر الصورة )
لست بصدد ان اطرح فيما عمل هذا الرجل في بناء البنى التحتية ، وما عمل في هذا الاتجاه ، ولا القرارات العظيمة ، كقرار 80 الذي هز شركات الاحتكار النفطيه ، وقانون الاصلاح الزراعي ، واحياء الاسكان وبناء المستشفيات ، وتوزيع الاراضي ، والصناعات النفطية والحديد والصلب والخروج من الاسترليني وحلف بغداد . تحدث الكثير عنها من المختصين . ولكني اتسائل علام قتل هذا الرجل بهذه الطريقة البشعة ؟ من هم قاتلوه ؟
القيس بن الاشعث .. عبد الرحمن بن ملجم ... صاحبا الجمل وصاحبته ؟ ام العاق ابن اكلة الكبود ؟ انها اسماء لم ترحل اهوائها ولا رغباتها وديدنها وهواجسها وارواحها التي توحدت وسكنت في اجساد اخرى ولكن باسماء تغيرت . فكان عبد السلام ناكرا للجميل ، وكم حاول ان يكون ندا ومختلسا ومنتهز فرص وحميل . فكان عفو قاسم وجحود عارف . هي ذات النفس في مهوى الطمع ، يستذلها الجاه لينعتوا بالزناة ، ولكنهم مالكوا السلطة دونك الطرائق القويمة ، او الوسائل النظيفة الكريمة . هي ذات الارواح التي لا تنطلق الى بارئها بل تحل في الوحوش والكلاب من البني ادميين .
عذرا ابا الحسن ان سلكت في طريقك بعض الرجال ، فلانك نموذج والدنو من نهجك هو غاية النبيل ، ما سار فيه سالك الا وكانت نهايته قتيل . فمن ناجزوك كانوا يدركوا ، انك من صفاء ونور ، وهم الجانب المظلم من طبيعة البشر . هم اولئك الخفافيش يعشي بصرهم الضياء . فمثل هذا اليوم ياتي رجل بثورة شعب ناضل كثيرا وقدم من الاضحيات ، املا تباشير خير في اطلالة وطن ، واذ وجدوا الرجل في هوى بعيد عن الطائفية والارتماء في احضان تلك السفارات الحاكمة ، وان رفعة وحب الوطن فوق كل الميولات لدعاة القومية ، فجهز داعيها كل وسائل الدعم ، سلاحا واعلاما ، تامرا وهو يدفع بزمر واراذل هذا الشعب من البعثيين ، من خلال لافتة ما فتأت ان تؤدي بهذه الامة الى التخاذل ، ومات في ارذل زمن لها ، وكان قاسم اضحية عيد شعب . ولكن انبئك ايها الزعيم ان ذات اللعبة وبذات اللاعبين يطبقون ذات الحصار لرجل اراد ان يعيد للعراقيين تلك الروح النبيلة والتهج القويم ، انتخبه الشعب بارادة حره ، ولكن لم يفارق الزمن اولئك اللذين واجهوك واعدموك ظلما ، هم ذاتهم لا زالوا يوجهون فوهات الموت للاحرار . ربما قدرنا يفارق شئمه ، وربما العكس ، هذا رهين بين المالكي وراكبي الجمال المعبئة والمتخمة بالحقد والحسد ونكث البيعة .



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شامت فرحان ... مذهول سرحان
- صاحب الربطة الصفراء
- ارادة شعب ... وفن اللعب
- لا ابكيك موسى .. بل احتفل برمز الارادة
- السيد مسعود .. اقرا جيدا حاضرك ومستقبلك
- لا تصفوا هذا الشعب بالخراف .. قليلا من الحشمة والعفاف
- غدا ... انت في خيار التجربة والحكمة
- ازدحام
- حكومة المركز والاقليم .. هل شاهدتم فلم ( ابن بابل )
- خالد .... وحده لا شريك له
- شبكة الاعلام احزموا امتعتكم .. لقد كفرتم
- دعاية انتخابيه . تحتاج الى لطميه .... نقلها محمد علي مزهر شع ...
- لازالت لافتات العزاء.... تغطي الارجاء
- قليلا من الحياء ... فائق الشيخ علي
- خطاب منفعل لكسب جولة
- هل هي مبادرة ..... ام خطة عمل عسكري ؟
- ايها القائد .. أثمة للصبر رجاء
- قبلك ... بترايوس أغرى وأشترى
- هل انتهت الصحافة الورقية ؟
- تداعيات .... في لجة الفوران


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - لكل عيد ... أضحية