|
ارادة شعب ... وفن اللعب
محمد علي مزهر شعبان
الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 08:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ارادة شعب ... وفن اللعب
محمد علي مزهر شعبان تشهد الساحة السياسية ، حراكا حذرا ، الجعجعة فيه انخفضت وتيرتها عما سبق من ايقاعات رنانة ، وامال وارقام كأنها ثوابت رسختها الخيالات بالنجاح هيمانه ، وقصر النظر الذي يدغدغ كبد السماء . حراك يمشي خفيا ، بعد ان سجلت الارقام واقعا ، واتجهت أهواء الجمهور حيث مالت بوصلة الاتجاه في ان تكتب صفحة لعلها صفعت لمن اخذته الخيلاء في ساحة التمنيات والتوقعات دون ادراك الواقع . الحراك الان وكأنه يمشي على ايقاع بعض خراطيم الناطقين من الدرجة التي ليس عليها ماخذ المسؤولية ، حين التسائل عن المواقف ، فتجده يهد هديره ، ولا يدرك انه في لجة الصراع ام لا . وخوض البعض بمقذع سبابه وان خفت وتيرته فالامر اضحى في واجهة ان تكشف اوراقك الجديدة ، لان الاغلب الاعم يريد ان يقضم جزء من كعكة وطن ، دسمها دماء مواطنين وعجينتها اشلاء اجساد . اذن ليكشف كل حزب عن مراميه وما حديث رفض الولاية امست تخرس ألسنة المكابرة والجدال ، ولعلها اضحت في تغريدة ارخص مما تطلب الانفس لمطلب ثمين . هي ذي الساحة الان ، حين تبددت قوى اغوتها مواقفها المتصيدة حتى على حساب دماء ناخبيها ، فكانوا هم في وادي الادعاء ، ومواطنيها في اشكالية التمرد الذي قادهم الى ما هدر منهم من دماء . فانفكت الشراكة بين الاثنين ، فتشرذم من ادعى انه يمثل هذا المكون بعد ان بانت مراميه ، بأن الارب الشخصي هو الغاية ،وتفتت بشير المنى بان يكونوا سادة هذه الطائفة ، ونالوا من الضألة بحجم ما عملوا ولم يبلغوا ما يشتهون ، وهم في ذهول وكان ذلك الحلم الكبير خفقة سراب . ان الانشودة التي اطربت الشعب باغلبه هي حكومة الاغلبية ، الا قليله ممن تراود دخيلة نفسه وبات فكره في ان تكون الطائفية متنفسه ، وقدرته على تسنم هذا الدست من السلطة او ذاك المنصب من خلال دخيلة في متعرجات الانفس المعتاشة في غورها العميق ، فطفح على لسان حالها المفلس . انشودة بدأ يرتل على ايقاعها ، من كان في الامس القريب يضرب على اوتارها ، فوجد ان نغمتها من النشاز اوقعت كبار عازفيها ... ومن الحكمة والاشفاق على نفسك ، ان ترى موئل رهانك ذهب بالاخرين الى حيث ما ألوا . فنهض تشكيل وان لم يودع بعض ماضيه ، حين يرفع لافتة المكون كديمغرافية ومناطقيه ، ولكن باريحية الانفتاح على الاخر .. انهم اتحاد القوى الوطنية ، برنامجهم حقوق محافظاتنا ، وهذه الحقوق وفق حسبة ذكية ، انطلقت من تراكمات الامس القريب ، حين ضاعت الاصوات في اخفاق مجلس نواب لا يعرف سوى الاختلاف بين الكتلة ذاتها ، واختلط حابلها بنابلها ، حتى ضاع عليها ما تريد سواء على مستوى الطائفة لمن تبناها ، والمأرب وتحقيق اهدافها ، والتعطيل في انجاز القرارات الذي كان مردوده هذا التخبط من القرارات المهجنة والمرتبكة . فانطلق يفكر هذا التشكيل الجديد لينسجم مع كتلة قوية ، تنطلق من البرلمان لتسجل حضورا يحقق لها الهدف الذي انطلقت منه ، برؤى دون الزعامات التقليدية ، وسحب البساط من تحتها كما حدث مع متحدون ، وترقب للقوي القادم من التحالف .. ان حكاية ما يفرزه التحالف من مرشح ، فتت تلك العقبة الكئداء ، والخطوط الحمراء ، للمومى اليه ، بعد ان كانت اللازمة الموسيقيه لانشودة الرفض . الملفت للنظر ان الكثير بدأ يتحدث بهذه النغمة ، وهي انتظار " كودو " الذي ربما لم يأت في حسبة خبيئات الانفس . ورغم ان هذا سيشعل فتيل الحرب على ضوء تقارب الارقام ، فينبري " ابو زيد " وعنترة ، الحاوي والخابي ، ليكون في المقدمة . لكن المومى اليه كان عارفا فن اللعبة وبخلجات انفس الخصوم فهو قد رسخ قواعده على بناء متين اساسه ، وجعل ما اعتمر في انفسهم من لواء سيلتفوا حوله ، فوزعه الى دون الافواج ، حين بويع كارادة شعبية ، وكتلته اقوى الكتل تماسكا ، وترشيحهم اياه دون ان تلعب في صدورهم غاشية تارجح المواقف ، وكاريزما هذا الرجل ، التي اضحت تداعب الانفس ، حين كان حكيما في التعامل مع الازمات ، والقدرة على قراءة ما يخطط له الاخرون . حين اعلنت المرجعية موقفها من الحكومة .. ان تكون للاغلبية السياسيه .. وشراكة كل الاطياف .. وان تكون الارجحية للكفاءة والاختصاص . فقدم ورقته لمفهوم الاغلبية وفق هذه المواصفات . لا خط احمر على احد . ليفاوض من يريد باسم اي مكون وان يكون ممثل له ، ولكننا ملزمون في ان نضع كل في محله وقدرته في الوزارات ذات الاختصاص ، فلا اضع طبيبا بيطريا في وزارة المالية وهكذا النفط والتخطيط والصحة ، ولكن هناك وزرات يستوعب فيها السياسي المشارك في العملية السياسيه . حذق حين ينفي ان الاغلبية تخص جهة دون اخرى ، وفطنة حين يسئل عن المشترطين واصحاب المقدمات ، فيمر عليهم مرور المتمكن العارف فيما يفكرون فيقول : لو انتخبت للمرة العشرين لا اغير في سياستي الملتزمه بالدستور كركوك ليست منحة حتى اعطيها الا وفق سياقات الدستور ، وامرها شان برلماني والمادة 140 اختلف في امرها الكثير وهم ادرى من اختلف . وبرد الواثق فيما يتعلق بقطع الرواتب عن موظفي الاقليم ، حين تسائل هل في الدستور هناك فقرة اسمها رواتب الاقليم ، هناك مادة اسمها حصة الاقليم . وكل ما يرتبط خارج الاقليم من رواتب للاكراد هو بذمة المركز ، ليسئلوا من عطل الميزانية ، وما ترتب على تعطيلها من الاف المشاريع ؟ وحين يجيب عن التهديد بالانفصال ، يحاججهم بمنطق العقل المدرك والحجة الدامغة ويذكرهم ان لهم اليد الطولى في كتابة الدستور ، وان المادة الاولى ان جمهورية العراق دولة اتحادية واحده ، ويتحداهم ان توجد فقرة تقرير المصير في الدستور . وحين يناغي حق الشعب في محافظاته الحلوب التي تدفع 17 % للاقليم يتسائل علام ادفع حصة الشعب وانت لا تدفع ما عليك لموظفيك من رواتب ولا حق الشعب العراقي بثروته ، بما تصدر من نفط ووراده لخزائن اصحاب الشان .. اليس ما تفعله سرقة ؟ اذن الرجل في رهان ليس خاسر سواء ان حظي بالوزارة وهو حق واستحقاق انتخابي ، واوراق واجندة واضحة المعالم ، يقترب اليها كل من يريد ان ينهض بقواعده وبرضيها ، ومن يريد ان يتجاوز الاخفاق والنكوص ، لتجربة مريرة على مستوى السلطة التنفيذية واخفاقات السلطة التشريعية .. اما اذا اجهز الاخرون وهو ليس بغريب ولكنه بلغة الارقام بعيد ، فان منالهم رهن موجة تلاطمها اعتى ومن ذات البحر وسيكون الجميع في متاهة العوم حين تضرب اعاصير المنافع والتدافع على السلطة .
#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا ابكيك موسى .. بل احتفل برمز الارادة
-
السيد مسعود .. اقرا جيدا حاضرك ومستقبلك
-
لا تصفوا هذا الشعب بالخراف .. قليلا من الحشمة والعفاف
-
غدا ... انت في خيار التجربة والحكمة
-
ازدحام
-
حكومة المركز والاقليم .. هل شاهدتم فلم ( ابن بابل )
-
خالد .... وحده لا شريك له
-
شبكة الاعلام احزموا امتعتكم .. لقد كفرتم
-
دعاية انتخابيه . تحتاج الى لطميه .... نقلها محمد علي مزهر شع
...
-
لازالت لافتات العزاء.... تغطي الارجاء
-
قليلا من الحياء ... فائق الشيخ علي
-
خطاب منفعل لكسب جولة
-
هل هي مبادرة ..... ام خطة عمل عسكري ؟
-
ايها القائد .. أثمة للصبر رجاء
-
قبلك ... بترايوس أغرى وأشترى
-
هل انتهت الصحافة الورقية ؟
-
تداعيات .... في لجة الفوران
-
اطلقوا سراح العلواني ... انه في حصانة
-
العلواني ... حان وقت القطاف
-
أسود التبريرات .. ونعامات المواقف
المزيد.....
-
مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا
...
-
تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل
...
-
السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة
...
-
بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي
...
-
وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب
...
-
مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث
...
-
-أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3
...
-
-تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي
...
-
إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
-
البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|