أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عباس الظاهر - - اوراق عمر آيل للغروب-















المزيد.....

- اوراق عمر آيل للغروب-


طالب عباس الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 14:37
المحور: الادب والفن
    


" اوراق عمر آيل للغروب"

طالب عباس الظاهر

(1)

أخيراً، هاهي أنياب الآلام .. تنهش في شغافك يا.......يا طالب!، وأنت تقف وحيداً .. منكسراً .. ضائعا على حافة القرار، بنيّة الرحيل.. فتطلق على قلبك رصاصة الرحمة الأخيرة!، بينما هي غافلة عن ملحمة أوجاعك .. في خضّم جنون انشغالاتها بأحلامها وأمانيها، بحزنها وفرحها، بغضبها.. و.. ورضاها. وهاهي نيران الحيرة.. الغيرة، تلتهب في هشيم روحك، وهي تستمر ساهية.. لاهية أساساً، عن أسباب هذي القيامة الجديدة لجراحك، وسكن المأساة بين ضلوعك، وعبثاً تنبش في بقايا رمادها.. بحثاً عن ذبالة وميض خافت.. وجذوة دفءٍ لجمراتك في قلبها، بيد إنك لا.. ولن تجد في شحّ أبجديتها، لغة تلبي اختلاج نوبة احتضارِ حرفٍ من حروفِ وجدك.

(2)

أهرب يا..........! أهرب بجلدك من دموية حرب استنزافها.. أقول لك أهرب خير لك ولها، ويحك أعرفت حرباً بقلب ؟! لتطمع برحمة الحب؟ ولكن الى أين المفرّ؟ وأنت لا تجيد ولم تتقن، سوى الهروب منها اليها.. مستعيذاً بها منها؟ واللجوء الى جحيم جنتها، وجنة جحيمها.
أفلم تتعلم سوى الهرب من الجرح إلا اليه؟! فكيف الفرار إذن؟ وقد تغلغل عشقها في قلبك، واحتل مساحة روحك؟ وسرى في شرايينك .. مسرى الدم في العروق، وجرى فيك مجرى النسغ؟!
(3)
أتقوى يا............! والآن بالخصوص، وأنت الأسير.. المكبل.. المتهالك القِوى، وطريح الهوى.. كحيٍّ شبه ميت أو ميت شبه حيّ، على شطب فصل حبها الأخير من سجلات عمرك.. الملطخ الوجه بالنزيف ، والأسى.. والدخان .. وهو ينزّ بالدم والدموع، ورماد الاحتراقات؟ لكن الى أين المفر؟ وحبّها قد تشربته كل خليّة من خلايا جسدك؟ وأختلط مع أنفاسك؟ وتفشى في مسامات روحك؟ فإلى أين المفر.. الى أين؟!

(4)

كيف تراك ستتجرأ على ادعاء العقل، والتعمق، والحكمة بعد الآن، أمام نفسك على الأقل، وقد فاتك أن تدرك .. بديهية إنك مهزوز الوجود، ومهزوم الخطى، أمام تكالب قوى الغدر عليك، بمعاضدة سوء طالع .. وطالع سوء، مازال يلازمك كما اسمك.
وياله من قرين نحسٍ.. لا ذنب لك به فستغفره، ولا عذر اليه فتبذله، ولا حيلة تتوسلها لتغيّره، فهل ذنبك بعد هذا.. أن ترى اشراقة الحياة عتمة؟ والربيع خريفاً، والنهار ليلا؟ بل ومذ ساعة جئت الى هذا العالم.

(5)

كيف سهوت بأن وضعك لا يحتمل المزيد من المطبات العنيفة؟ ويفترض إنك أعرف الناس به!، فكيف تطلب منها إذن ذلك؟ وأنت نفسك عجزت .. وسقطت.. وارتكبت حماقة حبها القاتلة.. ولكن هل أتيت فعلاً بإرادتك؟
كيف جازفت وأنت الواهن .. من دبيب خريف عمر قاحل؟ وكيف نسيت إنك غارق في لجّة متلاطمة من تناقضات الحياة؟ واغفلت معرفتك بأن هذا الخافق ما بين جنبيك.. من الهشاشة أن تكسره أدنى كلمة، وتخدشه نأمة حزن.. تزور روحك ولو خطفاً؟ ويجرحه هبوب النسم .. فدفعت به كأنه ليس قلبك.. بأتون حرب للحب، وحب للحرب!.

(6)

لا تثريب عليك يا..........!، فقد اجتهدت ولم تصب، وقد أخترت مَن أخترت.. رفيقة لقلبك من نفس طينتك، كأنكما روح واحدة تشظت في جسدين ، لكن حتى هذا لم يسعفك ..ولم ينفعك.. ولم.............! فإلى أين المفر؟!
نعم .. قد كنت تحلم .. والحلم ليست جنحة، أن ترمم بعض انكساراتك.. بصلابة حبها، وتسند جدار حياتك الآيل للسقوط في الهاوية .. بعكاز عشقها، وتلوذ بصقيع غربتك الى دفء حنانها.. وإذا بك تكتشف إن حبها، بدل أن يرأب صدعك؛ زادك تهشيما، وعكازها ينخر في جدارك.. نخر أرضة الزمن في الخشب، وإن صقيع غربتك.. ازداد نأياً في الزمهرير.. كلما أمعنت في طلب بصيص من دفء الحرير.

(7)

أحقاً إن هذا الدواء الذي حلمت طويلاً أن تشربه.. صاراً فيه الداء ذاته؟ فقد بات لا يرش نارك إلا زيتا، ولا يزيد لظاك إلا لظىً، فيلهب حرقتك تأجيجاً، وغلياناتك فوراناً، ويعمّق من مأساتك ... بل يزيد آلامك وجراحك غورا...!
ها هي نيران الشوق اليها، وأوار الحيرة من اهمالها يضطرم، ويضطرب في فؤادك يا ........!

(8)

كيف تراك تحتوي هذا المأزق الحرج، وقد تكشف الواقع عن استحالة .. لحاقها بسرعة دوران دوائر محبتك الضوئية، وهي لم تزل أسيرة قيود الزمان الكسيح، ورازحة في التعثر الأبله لسير عقاربه.
وأنت تتخيل إنك ترنو الى ملاك حارس.. روح هائمة في ملكوت الغرام، تجيب اختلاجات الحرف في فؤادك، دونما حاجة لرصف حجر الكلمات.. وقد صرفت ملايين الجمل بحركة لسانك، دون أن يصل اليها جزء من هيام نبضك، فتشابكت.. وتشابهت عليك خطوط لعبة الحب، ولفّت حبائلها حول قلبك وروحك؟ وتغلغلت عميقاً في دقائق وجودك؟

(9)

كيف تراك تقف متوازنا، بعد الان.. وأنت الوحيد الشريد ..الغريب ... القابع في إحدى زوايا الإهمال، ومنعطفات النسيان .. عند حافات نفق العدم!.
كيف تراك تفكر بحل الانتحار، وإطفاء نقطة الضوء الوحيدة.. في آخر النفق.. من ليل أساك الطويل... الطويل، صوب النهاية.. الملامس دائما لظهر البداية في دمك؟
وما عسى الحلول الترقيعية.. أن تنفعك، في رتق شرخ روحك، وردم انفتاح هُوة الجرح في فؤادك .. ومعالجة التهشيم الهائل، في زجاج نفسك اللائبة، وذاتك القلقة المتشظية.. باتجاه متاهات المستحيل؟

(10)

أجل، ماذا عساك فاعل يا........!، بل ماذا دهاك، ورميت بجميع أوراقك الخاسرة.. في رهان معروف النتائج حتى من قبل بدء اللعبة .. إذ لا رجاء.. ولا أمل.. ولا.............!، في جني الأرباح، وبموجب أغرب الفروض المطروحة.. المعجونة بنتائج العقل، أو حتى الجنون.
ماذا عساك فاعل إذن، وطريق العودة الى نقطة البداية أو النهاية غدا الآن بعيداً... بعيدا، ببُعد أضغاث حلم السعادة، وإن أماني الشفاء من جرحك لعله أبعد حتى من مواصلة مشوار النزيف.. الى آخر أشواطه لبلوغ البداية.

(11)

إذن، كان عليك أن تكون أكثر تعقلاً وحذراً، وقد بلغ بك العمر عتيا.
كان عليك أن تكون أقل طيشاً.. وتهوراً.. وهوسا.
وأنت تلج خريف العمر، وتطأ سن الحكمة المزعومة.
وكان عليك أن تبقي بعضاً منك .. مؤونة للسفر الطويل .. وتفتح طريقاً للرجوع، بأقل الخسائر الممكنة.. والاحتفاظ ببصيص أمل تتعكز عليه في بقية أيامك الآفلة .. اللاهثة صوب المغيب.

(12)

واأسفاه، إن كل هذا الهراء قد فات الأوان عليه الآن.
واأسفاه، ما عاد في أفق الغياب، مجرد شعاع أمل بازغ للخلاص، لتعلق ليلك بأهدابه.
واأسفاه، ما عاد هنالك أي رجاء للخروج بلا جرح بعمق روحك، أو جرح أقل نأياً باتجاه قاع قرارك السحيق، هو قطعاً ليس كما الجراح الأخرى، فقط لأنه جرحها هي بالذات.. وهي أناك.. توأم روحك.. ونبض صدرك في صدرها، ونبضها في صدرك.. بل وهي خاتمة حضورك في قداس الحب والجنون!.
جرح بدائي .. وحشي القسمات ، حتماً سيأكل ثمالة الأيام في سنينك، ويقضم آخر ورقة من أوراق العمر الآيل للسقوط.. ويسلّمك الى خفر وسلام الموت الجميل.. بعد كل هذا العهر في حرب هذي الحياة.



#طالب_عباس_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - صوت -
- ما بعد الوقت الضائع
- لستُ مريضةٌٌ
- موج بلا شطآن
- عمياء.. وبلهاء.. وصماء
- أنا والليل والوحدة
- أنا أبن الحياة وأباي الزمن
- ضحك في حضرة جراح - ق. ق. ج .ج
- - كونٌ يبدأ منّي فما دون-
- اعترافات عاقلة لإمرأة مجنونة
- مراهقة - ق.ق.ج.ج
- ولادة النحر - نص مفتوح
- (عيد ... ميلاد) ق . ق. ج
- - تسوّل - نص قصصي مفتوح - طالب عباس الظاهر
- معزوفة الدم الصاخب - قصة قصيرة
- - كتب - قصة قصيرة
- في وداع نجيب محفوظ في ذكراه السابعة / روعة الموت المفضي الى ...
- قصة عشق آخر
- صالة العمليات
- قتلتني عطسة..!


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عباس الظاهر - - اوراق عمر آيل للغروب-