أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عباس الظاهر - اعترافات عاقلة لإمرأة مجنونة














المزيد.....

اعترافات عاقلة لإمرأة مجنونة


طالب عباس الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


أدرك جيداً يا نصفي الرائع مقدار ما سببه انسحابي المفاجئ دون استئذان من ألمٍ مبرح لك، وما تركه في رهافة حسِّك الشاعري من خدش قد لا يندمل بسهولة... بل وما حفره تصرّفي في قلبك من جرح، مع إنك لا تستحق مني إلا الحب والتقدير... لا تعتقد بأني لم أدرك مغبة ما أقدمت عليه، لكنه ربما المرُّ الذي لا يقود إليه سوى الأمرُّ منه.
ورغم إني خارجة من رحم بيئة تكاد تضفي على بعض تصرفات الرجل وشاح القدسيَّة ... إلا إن قراري ذاك ربما فيه بعض بوادر تمردي على مثل ذلك الواقع، وتمزيقي لشرنقة قيده الحسِّي في ذاتي، فما باليد حيلة لوقف شلالات نزيف، إلا أن أتصرَّف بما تصرفت، فتطابقنا في الرؤى قد أضرم النار في الهشيم بهذه السرعة والقوة، أذهلتني المفاجأة وبدوت غريبة عني... يستغرب بعضي أحياناً تصرف بعضي، ولعلَّ تهرُّبي منكَ لا أفهمه إلّا هرباً منِّي ... خوفاً من انزلاقي، انزلاقنا... رويدا ... رويدا نحو حافة المجهول.
مجسُّ الأنثى في داخلي، وبوَحْيٍّ من خلفيته الدينية، ربما استشعر الخطر القادم... إنه حسٌ لا يكذبني أبداً، فأمسكتُ بلجامِ الجموحِ لمهرةَ نزقي وجنوني، وإن اضطّرني ذلك لأن أتركك مصلوبَ الفؤادِ على خشبةِ الإنتظار، تنهش في رأسك غربان الظنون... يا وطن روحي الشاعري.
ألَمْ أقل: يا نصفي الرائع، والآن يا وطن الروح ... ِلمَ إذن أحاول تبرير الموقف؟ هل من المعقول أن نتألم بنصف قلوبنا..! أو ننجرح بنصف وجودنا..!!
أحُسّكَ أقرب إليِّ من حبلِ الوريدِ، مع إن عمر تعارفنا قصير جداً بقياساتِ الزمن المادي ... فهل حقاً التقت أرواحنا في حيواتٍ أخرى... بزمانٍ ما، سحيقٍ أو مكانٍ ما، نائي كالرجع البعيد؟!
لكننا سنلتقي حتماً إن طال بنا الأمد أم هو قصر، لقاءنا السرمدي دونما ندم أو ألمٍ أو عتاب، لكن كيف ... متى ... أين؟ لست أدري، مع إنني واثقة بأننا سوف نلتقي في القمةِ أو القاعِ ... حينما تنزع أجسادنا رداء المادة الفانية، وتعود نقية كالضياء.
ومع كل ما قلت فلست نادمة على قراري الأخير لأني مقتنعة به تماماً، وإن لم أستطع معه الشرح، فقد عرفت أشياء كثيرة لا تعرف... بيد إني لا أعرف كيف أعرفها..! وإن عدم قدرتي على التعريف لن تزعزع قناعتي أو تثنيها.
ففي لحظةِ صفاءٍ روحيٍّ أو تشويشٍ عاطفيٍّ؛ بدأت أسائل نفسي: أيعقل أن أنهار أمام هبوب أول تيار للريح، رغم ظني المفرط قبلك بقوتي ليس الوقوف بوجهها فحسب، بل وتغيير اتجاهها أيضاً..!
راودتني الخشية، رغم إنك لم تفرض عليّ قناعة ما... وأتذكر جيداً إنك قلت لي ذات صفاء لذيذ : حينما لا تكوني مستعدة للتواصل؛ قولي فقط عن إذنك، وتعني بها مؤقتاً أو وداعاً للنهاية... هل كنت تعني فعلاً ما تقول؟
لكن فاتني أن أقول أحدهما لك، لكي تستريح فيك حرقة السؤال، بهجير الحيرة وزمهرير الاستفهام ... انسانيهما الشيطان، وفضّلت أن تتكلم معك نيابة عن حزني الأسطوري، بلاغة الصمت، وإيحاءات السكوت... ولست أدري هل وصلت لأذن روحك إيقاعاتها المـتألمة؟ وحرقة جرح روحها الغائر دون انتهاء؟!
أجل، قد تركت أبواب الاحتمالات مشرعة أمامي، وما زلت واثقة تماماً بأنك لن تحاول فرض أحدها مهما كانت درجة قناعتك بها، لأنك مؤمن بذاتك، ومؤمن إن لي أيضاً قناعاتي، ومن لا يحترم قناعة الآخرين؛ قطعاً لا يحترم في ذاته أية قناعة مهما كانت منطقية، ولكن أي منطق أتحدث عنه أنا الآن في لغة القلب ... أي منطق ذاك..!
بيد إن ذلك يحدث على فرض إننا عشاق حرفٍ، ومهوسِ تعبير... باختصار شديد مجرد مجانين، رأسنا في قلمنا، وحبرنا نبض قلوبنا، تقربنا رابطة الكلمة المجنحة، وينئى بنا سوء طالعٍ، مازال يجرجرنا للرحيل صوب خريف عمرٍ، لا يرحم تأخر طلوع وردة الحب في جدب سنوات العمر، وأفول زمن الأحلام ... فيدقّ الموت/ اليأس نواقيس الحذر في خلدنا، ويمنعنا من الإقدام تجاه المجازفة.
هل تبعثرت حبات الوقار من جباهنا؟ وهل سقط ماء الخشوع من عيوننا؟ بعد كل هذا العمر من العفة والالتزام؟!
فجأة اكتشفت ظهور أول أعراض الحب في سويداء القلب، وأحسستها تتفشى بين شغافه، كما في زمن المراهقة، حينما لمست في نفسي ميلاً عجيباً وملحاً لاعتزال الناس، لكي أفكر فيك مليا... كأني أنسف تاريخ نصف قرن من الحشمة، وعزمت المقاومة قبل استفحال الخطر، وأدركت أهمية أن أحوّل آلام الحب الى كلمات؛ ومعناه إنني أسير فعلاً على طريق الشفاء... الشفاء من جنون الحب، وجنوح العاصفة.
حسناً...الكتابة من زوايا متناظرة، أعتقد إنك من طرحت هذي الفكرة، ورغم عدم تفاعلي لحظتها؛ إلا إني فكرت بها بجدية... فهل ما أسطّره الآن يقع ضمن ما طرحته عليّ؟!
نعم، أدرك ما سببته لك من ألمٍ حق الإدراك، لأنه قبل ذلك وببساطة شديدة، تصرّف أدمى قلبي أيضاً، لعله قبلك... وربما بعدك، فبكيت ناراً ... تظلمني إن اعتقدت إن أمراً كهذا كان اتخاذه سهل عليَّ، فتطلب منِّي الاعتذار... جرحك جرحي، وجلادك جلادي ، ولكن أيطلبُ الألم اعتذاراً من سوط..!
ليس أمامنا يا توأم روحي إلا نعود كالغرباء... يفرقنا حب، ويجمعنا جرح ..!
قدرنا كما يبدو ان ننجرح في الصميم، لأنه حب خطأ في الزمان الخطأ والمكان الخطأ..! بل إنه في وضعنا انتحار أبيض، وولادة بين موتين أو موت بين ولادتين ؟!
كيف لي أن أشرح لك... شيء لعله أكبر من طاقة البوح في الكلمات... بل واللغة برمتها يشغلني..!
حسناً... حسُّ الأنثى في داخلي كما العصافير قبل هبوب العاصفة، استشعر عبر مجساته المرهفة جنون اللحظة القادمة، أومأ إليّ بالخطر في مجازفة الاستمرار، وأثم التقدم نحو الخطوة التالية.
كن واثقاً ولا تسأل ولا تستغرب .. ولا تسـ ...........!! لأنه حسٌّ لم يخذلني يوماً، ولن يخذلني كما لغتي اللعينة هذه دائماً..! فوداعاً... وداعاً حـبـ .. بيبي.

[email protected]



#طالب_عباس_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراهقة - ق.ق.ج.ج
- ولادة النحر - نص مفتوح
- (عيد ... ميلاد) ق . ق. ج
- - تسوّل - نص قصصي مفتوح - طالب عباس الظاهر
- معزوفة الدم الصاخب - قصة قصيرة
- - كتب - قصة قصيرة
- في وداع نجيب محفوظ في ذكراه السابعة / روعة الموت المفضي الى ...
- قصة عشق آخر
- صالة العمليات
- قتلتني عطسة..!
- ليس رثاء
- نظرات في القصة القصيرة (12) والأخيرة
- نظرات في القصة القصيرة (11)
- نظرات في القصة القصيرة (10)
- نظرات في القصة القصيرة (9)
- نظرات في القصة القصيرة (8)
- نظرات في القصة القصيرة (7)
- نظرات في القصة القصيرة(6)
- نظرات في القصة القصيرة (5)
- نظرات في القصة القصيرة (4)


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عباس الظاهر - اعترافات عاقلة لإمرأة مجنونة