أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عباس الظاهر - قصة عشق آخر















المزيد.....

قصة عشق آخر


طالب عباس الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 11:21
المحور: الادب والفن
    



يا سيدتي، يا طيف امرأة حلم لم يتحقق، ولا أريده أن يتحقق يوماً، وإني بوعي الذي أحترمه حيناً... وحيناً أسخر منه، أردتك أن تكونين بي هكذا وتستمرين أو لا تكونين، فأضحت لعنة الاكتشاف الرهيب هذا؛ تميمة لأسطورة عشقك الصوفي المجنون في دمي، فأنت ملاكي الطاهر وإن مزقت أناملك الرقيقة غلظة قلبي، فأضحكها رقصه المذبوح.
اقتربي...أبتعدي أو فلتذهبي أنى شئت، إلا إنك لا تقدرين قطعاً أن تغادرين ذاكرتي، لكيلا تكونين حبيبتي، فقط لأنه قدري وقراري، وكم كرهت الحقيقة حينما لمحتها تشبهك ... جميلة، وقاسية، وغادرة، فدمي المتيبس خلف أظافرك سيذكرني أبداً بجريمتي، لأنني فكرت يوماً بإخراجك من جنة وداعتك إلى أتون جحيم محبتي الشرسة.
*** *** ***
ما أن وطئت أقدامي الأرض مترجلاً من حافلة نقل المسافرين الكبيرة التي أقلتني الى هنا حتى صرخت ... آه نسيت حقيبتي في السيارة ...! وسرعان ما ضحكت من نفسي حينما تلمست حزامها الجلدي وهو ما يزال معلق في كتفي، ثم شعرت ببرودة قاسية تدب في عروقي، كأنه الزمهرير يزحف ببطء شديد في شراييني ...صقيع لم يسبق لي أن واجهت مثله في شتاءات عمري الثلاثين أو أكثر الماضية، ولا حتى في ليالي الجبهة الحالكات في الجنوب أو عند قمم الجبال وسط تراكم الثلوج في الشمال في خضم تلك الحروب الغادرة.
ها قد ودعت آخر ما كان يشدني إلى مدينتي الحبيبة... الحافلة... سائقها الذي أوصلنا إلى هنا، ومساعده (السكن) الذي يجمع الأجرة من المسافرين، المسافرون رفاق الرحلة، وبقايا غبار من مدينتي العالق بتضاريس الدواليب وعلى الستائر، أو النائم عند حافات زجاج النوافذ، أجل فالسفر ولادة من نوع آخر وانسلاخ عنيف عن حقيقة الجسد، ظلت نظراتي تلاحق انطلاق الحافلة بعد نزول جميع الركاب منها، وتشتتهم فرادى ومجموعات حتى اختفت، وسمعي يتشبث بصوت هدير محركها المتعالي وسط زحمة المكان وزعيق المركبات، محاولا فرزه من بين عشرات الأصوات الصاخبة حتى اختفى هو الآخر متلاشياً في الفراغ.
ربما لن أعود أبداً، هذا ما كنت قد عقدت العزم عليه حينما حزمت حقيبتي هذه لهذا السفر بنية الرحيل، إذن لم يكتب لي أن أرى وجه حبيبتي مرة أخرى، آه... إن برودة الطقس في هذه المدينة النائية في الجنوب، المتوغلة بعيداً في الوداع يبدو أكثر شدة، سمعت صوت اصطكاك أسناني، وكان جسدي يتقافز باهتزاز عنيف دون أن استطيع السيطرة على حركته المجنونة تلك، وسرعان ما أيقنت أن الصقيع الذي أحسه يسري في عروقي بدل الدم ليس الطقس فيه كل السبب.
هذا حق ...هجرت مدينتي... حبيبتي أو حبيبي... مدينتي، أجل هجرتهما معاً، ولعلي هربت من تجريح ذاكرتي المفخخة بالحب، ومن ذكرى جرح روحي الغائر عميقا دون انتهاء، فكل الأشياء هناك باتت تؤلمني، ضميري يؤنبني بقسوة، وكأنه ليس إلا عدو لدود يتربص بي الدوائر للطعن بي، ويتحين الفرص ليذكرني بجرحي بشماتة حاقدة، ومعه كل الوجوه وكل العيون، حتى كدت أجن من مطاردته العنيفة إياي... أينما اتجه... حيثما أكون أجده أمامي يسخر، مني ويستهزئ بي، وحرمت النوم ليالٍ طوال... فأضناني السهاد حينما جفاني الرقاد، ومن ثم بدأت أنسى أشياء مهمة بشكل غير معقول حتى الأكل انقطعت عنه، فشحب لوني وغارت عيناي في محجريهما، وقدماي بان عجزهما الواضح عن حملي.
وقبل أن أهوي محطما كهشيم الزجاج حين اصطدامه بصلب قاس... باللحظة الحرجة ذاتها قبل السقوط قررت الرحيل صوب هذه المدينة النائية... النائمة في أقصى الجنوب، التي سبق لي أن عانيت فيها الألم ... وأي ألم ذاك الذي عانيت، مما لا يمكن تصوره حتى في الخيال، أبان حرب السنوات الثمان الشرسة، بكل ما تعنيه من مرارة، كأني أتغاضى فأطلب فيها العلاج هذه المرّة، بعدما كانت فيها دواعي دائي العضال فيما مضى، يا لها من مفارقات القدر العجيبة، قصدتها كي أنسى، إذ إن النسيان شفاء من نوع آخر، وبلسم القلوب المكلومة، وعزاء المهزومين الأخير، ولكن لأي شيء أنسى، أأنسى حياتي... قلبي... قصة حبي المجروح؟!
كانت شمس النهار تجنح سريعاً صوب المغيب، وفرحت بشدة رغم الألم لأني وصلت وما زال الوقت مناسباً... الحق إني أكره الوصول في الليل لأسباب كثيرة في نفسي لا أستطيع حصرها، ومثلما توقعت فقد كان لقاءً حميماً مع أمي الأخرى التي أدعوها خالتي، وحكت لي عن مشاجرة العصافير عند باب الدار ظهر ذات اليوم الذي وصلت به، والذي يبشّر كما تعتقد بلقاء الأحباب بعد فراق وبعاد ووداع، وحكت لي عن قصة غسل ملابس الغائب مساء كل يوم أربعاء بعد صلاة العشاء التي نصحتها إحدى جاراتها بها، والتي هي أيضاً فقدت ولدها الوحيد طويلاً...وأخيراً عاد إليها سالماً.
ورغم ذلك الذي يدعو إلى النسيان، رغم كل ذلك ازددت التصاقاً بالجرح، وكأن هروبي منه، قد ألغى المسافة ما بيني وبين المأساة التي بدأت أحسّها تشتعل ضراماً في دمي وشراييني، لكن التطبيب بأسباب العلة، تلك النظرية الموغلة في القدم...الشديدة التأثير في مجريات حياتي كان لها القول الفصل، لذلك قررت مداواة الحب بالحب...!
فأحاطتني خالتي هناك بحنانها، وأغرقتني بفيضه الساحر، فدفؤها كان أكبر سطوة من سقف الحياة، وأنا الغريب المسكونة روحه بالهواجس ... المستوحش أبداً في هذي الحياة، ومما كان ذكراه مدعاة غبطة بالنسبة لي، مع عجزي التفسير له بدقة، هو إحساسي بأني في أبعد نقطة متاحة عند الحدود، ورغم ذلك... رغم ذلك كنت أبغي الابتعاد أكثر فأكثر، لكيلا أشم رائحة دمي المتخثر حول جرح قلبي، الفاغر فاه بوجهي، الصارخ بي أبداً ، المعلن هزيمتي.
ثم تلقفتني الغربة بوحشتها الرهيبة، تماماً كما في كل مرة نلتقي فيها، ونبدأ عناق الألم المرير... خاصة في لحظات الالتحاق إلى جبهة الموت من الإجازات الدورية التي تمنح لنا شهرياً أبان الحروب الضارية، وتلاطمت في ذاتي شتى الأحاسيس القاسية... الجميلة... الشاعرية... العبثية، وفجأة شعرت باندلاع النيران كأنها ثورة عنيفة في دمي، وتطاير الشرر المحموم، وأخذت أدندن مع نفسي بألم أسطوري: (خايف طيور الحب تهجر عشها وترحل بعيد،
خايف على بحر الدفا ليلة شتا يصبح جليد) وهي من كلمات آخر أغنية لموسيقار الأجيال.
وبصوت مسموع تقريباً، مما أثار من حولي فضول بعض المارة، وأحدهن مع رفيقاتها وكنّ يسرن خلفي طلبت مني برجاء الاستمرار وعدم التوقف، ثم تسكعت طويلا ... جبت الشوارع والأزقة والأسواق... افترشت حشائش الحدائق وبلاط الميادين دونما هدف إلا النسيان، توقفت طويلا أبحث في الوجوه الخفية للأشياء، علّني أجد ضالة تحميني ولو إلى حين من نفسي، ولشدّ ما جذب انتباهي هناك لهاث الناس خلف الحياة، وتصارعهم المستميت من أجل بقاء في دنيا فانية... فانٍ كل ما فيها ... يا ناس أيها العالم إنها قذرة ... قذرة هذه الحياة، وحقيرة لا تستحق منكم لجزء من هذا الذي تبذلوه من أجلها.
دخلت بعض المكتبات باحثاً عن لا شيء، بيد إني بدقة كنت أبحث عن شيء لا أستطيع معرفته، وإن كنت ألمحه في ذاتي، فجأة قفزت رواية ( السراب) لنجيب محفوظ تتراقص أمامي، كانت الشيء الوحيد الحي الذي تشرفت بلقائه في مقبرة الكتب العظيمة تلك... العجيب حقاً إني لم استطع أن أرى غيرها، لعدم مقدرتي على التركيز أصلاً، ونسيت نفسي منشغلاً بالألم النابض بتؤدة وهدوء في عروقي، وسرحت بي الأفكار نحو البعيد ...كامل رؤبه لاظ ... رباب، بطلا الرواية... فاغرورقت عيناي بالدموع، كنت أقبع كما يبدو فوق فوهة بركان من الآلام، فاشتريتها رغم إني كنت قد قرأتها مرات عديدة، لأني شعرت بحاجة لأحيا أجواءها من جديد.
ثم هربت بها إلى كورنيش العشار، فواجهنا السياب...عفواً تمثاله، فكان ساهياً كعادته في كل مرة التقيه فيها، لكنه هذه المرة بدا حنونا بشكل لم أفهمه، وأنصاب العسكريين خلف ظهره محتدة على طول ضفاف الشط، والحرب مشتعلة بينما هو هادئ وحزين يتمتم بأنشودة جديدة ربما استعصت عليه بعض رؤاها، متجاهلاً كل ما يجري على متن هذا العالم الغريب.
نادتني أمواج شط العرب الغاضبة لكي أخوض مأساتها وهي التي دارت عليها رحى الحروب الماجنة دورتها، بعد أن جلست على إحدى المصاطب بمواجهة صفحة المياه الشاسعة، ولكي أستريح قليلاً وأتصفح أوراق الرواية من أجل استذكار بعض أحداثها الأثيرة على نفسي ... الراسخة في مخيلتي رسوخاً لا فكاك لي منه أبداً، فدعتني الأمواج لأن أرمي بنفسي بعيداً في لجتها، منقذاً بعضي من سهام حقد هذه الحياة الغادرة، فقد أثقلت فؤادي بالجراح، لكن تلك الموجات المتلاطمة لمحتها فجأة تتمخض عن خروج طيف حورية بأجنحة شفافة كالحرير، وتبعتها حورية أخرى وأخرى ... إناث رائعات مشرئبات بالعشق، ومغسولات بالعسل، وملبدات في الغرابة، رحن يرفرفن برقصات أفقية وعمودية وبحركات بديعة، قبل أن يغصن في الماء، ثم يعاودن الكرة مرة تلو أخرى، نافضات عن أجسادهن البلورية رذاذ الماء، ويعاودن تشكيل لوحات إيمائية مدهشة في عمق الفضاء.
رقص فؤادي نشوة، فرح عجيب احتل مساحة كياني، ونسيت جرحي برهة، كأني أتخلص من أدراني إلى الأبد، ووقفت نافضاً عن جسدي وروحي رماد الاحتراق، ورحت أتحسس وجودي الجديد غير مصدق لما يحدث لي ... قاطعا - وا أسفاه - على نفسي لحظات الانتشاء الطروب النادرة تلك، بعدما غرني في نفسي الغرور، بعد مفارقتي المكان... حيث إني سرعان ما عدت إلى الدوران في الأفلاك ذاتها من الحزن والألم، وإن كانا بشكل أخفّ قليلاً عما قبل، ووجدتني أدور في ذات الفراغ الخرافي، حتى استغاثت قدماي، وكاد أن يتهتك حذائي من الاحتكاك، فقد كان إسفلت الشوارع وبلاط الأرصفة وصلابة الأرض السبخاء تنهش بقسوة بباطن قدمي كأني أسير حافي القدمين، وراح جزء جسدي الأعلى يضغط بقوة على الأسفل، فشملني إرهاق شديد احتل جميع مفاصلي، وكدت اسقط على وجهي مغمياً عليه، لولا مصادفتي لمحل اعتقدته مقهى صغير أو ( كافتريا) بزجاج مظلل، رميت بثقل جسدي المتهالك على أحد كراسيه المحاذية لبابه الرئيسي من الداخل دونما تفكير كي أستريح، ولشدّ ما كانت دهشتي كبيرة حينما اكتشفت بأنه إنما مشرب لتعاطي الخمور والمسكرات، سرعان ما انسللت منه خجلاً، ليصادفني مقهى حقيقي.
ثم رحت أراقب سرعة جريان الشارع المكتظ بالمارة والمركبات، شعرت بأنين التعب يزعق في كياني، وكانت العيون تتفحصني بفضول لست أفهمه، ربما لأني غريب، بل بعضها يتقصد مطاردتي خاصة عيون بعض الفتيات، فحدس المرأة يكشف أحاسيس الرجل بنور سماوي مقدس، فجأة بزغ في رأسي خاطر لذيذ بعدما طرق أذن روحي صوت رهيب كأنه لعرافة الدهور وهي تصرخ بي بهذا النداء بحنو الأم واشفاقها، فكتب:
" تمهل لم تزل في ثمالة الكأس بقايا / فصلي في قدس روحك / حزنك مجهول الهوية / وآلامك شطآن منسيّة / كهوف أزمان غابرة لا ترجع الصدى/ وصور مرعبة لا تعكسها المرايا / جحور للجن أغفلها التأريخ/ وأغرقها النسيان/ فكم...كم سقطت فيك ضحايا/ ولم تزل واقفاً بوجه الطوفان / محراب للملائكة / صومعة للزهاد / يا أنت .. سيبقى يشمخ فيك الإنسان / والجرح.. والشوق.. والنسيان/ ذنبك أن سالمت موتك / فأسكنت فؤادك الشظايا / أغريتها بفيض دمك / فتمادت بالجرح... تمادت / حتى جنّ جنونها / فأطفئ لهيب الزيف / واجلّي صدأ العصور/ جراحك معطرة برائحة الصدق/ والقداح.. والياسمين / تمهل فطعنات الغدر هدايا / تمهل.. لم تزل في ثمالة الكأس بقايا".
فجأة انتبهت إلى نفسي فوجدتني لم أزل مرمياً هناك على أريكتي الطويلة، بيد إن قدح الشاي يأس كما يبدو من الانتظار الطويل وقد برد تماماً، وتنبهت أيضاً إلى إن نظرات عيون الرواد القاسية كانت تنغرز بصلف في وجهي، وتحاول اختراقي بفضول ماجن، وسرعان ما لذت بالفرار صوب الكورنيش ... حيث أسراب العاشقين وهم يتهامسون دأبهم في كل زمان ومكان، فهاجمني الجرح بمخالبه المتوحشة بقسوة، وطعنني في الصميم، فبكيت... بكيت بصمت، كما لم أفعلها من قبل.
ولم انتبه لنفسي إلا وقطرات مطر كبيرة ترشقني بهدوء بادئ الأمر، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى شلال انهمر عليّ في زخات سريعة متتابعة، وتعمدت الصمود تحت وابله الغزير للتطهر، وفي غمرة الغيبوبة حينما راح الناس يهرولون هرباً من احتدام غضب المطر؛ اصطدمت بقوة بفتاة ساحرة الجمال... لست أدري من أين أتت كأنها انبثقت من روح الأجواء الموحية... الحق لم أر مثل جمالها من قبل، بل لم يكن ليخطر لي على بال أبداً، وقد زادها ألقاً وشفافية وملائكية جو الشتاء وضبابه، وزادتها روعة، قطرات المطر وهي توشح شعرها الذهبي، وتقبل وجنتيها المتوردتين، وتنام فوق رموشها السوداويين ... آه عفواً سيدتي لم أتقصد المعاكسة، فأين أنا وأين ............!
معذرة سيدتي فأني مجرد بائس مجروح ...هارب من ضراوة جرح روحه القاتل الى وهم النسيان... مغفل مسكين في هروبه المعاكس من جنون جرحه الى جرح الجنون.
وبدل أن تغضب مني أو تظن بي الظنون تبسمت لي بوقار، وسبقتني بالاعتذار، فظللت باهتاً... ولم استطع التفوه بكلمة قط، بيد إني شعرت كأنما تمتد لي يد حريرية من وراء الغيب لتمسح بأناملها الرقيقة وجهي، وتمسد لي شعري، وتزيل أثر بعض دموع كنت قد نسيتها تجفَ على خدي، وتغرق مقلتي منذ قرون، وفي خضم ذهولي وانشغالي بها عنها؛ لاحت مني التفاتة سريعة إلى الخلف، لأتأكد من صدق ما تراه عيناي، أم إنه وهم جديد يسوقه فخ مثاليتي اللعينة، لكني لم أجد لها أي أثر كأنها تبخرت أو قفزت إلى النهر.
رباه... أيمكن أن يصدق إن هنالك مخلوقة على هذه الأرض بكل هذا الجمال والوقار والأدب؟ أم تراني أستطيع تكذيب نفسي ثانية؟!
وشعرت بفرح مقدس يحتل كل كياني فجأة، وتقام مراسيم طقوسه في روحي وفي جسدي، فتستعيد الحياة نضارتها وبهاءها في عيني، ثم تعود للشجر خضرته، والماء زرقته، والورد حمرته، بعد إن كان اللون الرمادي القاتم يطغى على جميع هذه الأشياء، وكأني كنت أقبع في ظل الحياة، والآن أخرج إلى وهج الشمس، من لحظتها قررت العودة الى مدينتي الحبيبة، ولململة شتاتي المبعثر، وجمع فوضى أشيائي في حقيبة السفر، لكي أنازل الجرح بقوة كي أشفى، لا أن أبقى هكذا أتهرب منه فيستفحل، وعدت أدراجي كائناً جديداً لعله لا يشبه مَن كنته قبل ساعات... لتتوهج روحي بقصة عشق آخر.
[email protected]



#طالب_عباس_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صالة العمليات
- قتلتني عطسة..!
- ليس رثاء
- نظرات في القصة القصيرة (12) والأخيرة
- نظرات في القصة القصيرة (11)
- نظرات في القصة القصيرة (10)
- نظرات في القصة القصيرة (9)
- نظرات في القصة القصيرة (8)
- نظرات في القصة القصيرة (7)
- نظرات في القصة القصيرة(6)
- نظرات في القصة القصيرة (5)
- نظرات في القصة القصيرة (4)
- نظرات في القصة القصيرة (3)
- نظرات في القصة القصيرة (2)
- نظرات في القصة القصيرة
- العمليات الحسابية والسياسة
- حيرة - ق ق ج
- خطأ - ق ق ج
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- وداع


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عباس الظاهر - قصة عشق آخر