جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 22:28
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اقرأ لتفهم – لا تفهم لتقرأ
عبر الكاتب انيس فريحة عام 1955 عن عدم ارتياحة عن الخط العربي و طلب تسهيله بسبب عدم وجود حروف خاصة للضمة و الفتحة و الكسرة مما يصعب عليك قراءة كلمات لا تختلف في الكتابة لانك اما لا تعرفها او جاءت خارج النص او تاتي في معان مختلفة حسب اللفظ مثل (رَجُل - رٍجل) او (دِين – دَين) او (مَلك – مِلك - مَلَكَ) كما يلي:
نحن الشعب الوحيد في العالم الذي عليه ان يفهم ليقرأ بينما الشعوب الاخرى على هذه الكرة الارضية تقرأ لتفهم.
الحقيقة المشكلة ليست فقط الحركات بل ايضا التنقيط ناهيك عن مشاكل الكتابة الرقمية و الطباعة التي انتهت بتطور التقنية. يرجع بعض المثقفين العرب حتى التاخر العربي الى الخط العربي بسبب اهميته و لكني شخصيا ارى رغم ذلك - و رغم تثقيل النصوص المحركة بالاشكال التي تزيد من صعوبة القراءة و تخفض من سرعتها مثل نصوص القرآن – ارى فيه جوانب ايجابية مثل جمال سيولة الخط و سرعته بسب غياب الحركات.
لربما هناك علاقة وثيقة بين التطور / التقدم و الخط بسبب مركزية الخط في العلم و الثقافة و اننا نلاحظ ايضا تأخر جميع البلدان التي تستخدم الخط العربي و لكن يجب ان نسأل: هل تقدمت الجمهورية التركية بعد نبذ الخط العربي؟ ام ان الخط عامل من عومل التأخر الكثيرة مثل تسلط الدين و العقلية الثقافية...
طبعا ليس الخط العربي عربيا في الاصل و ان الكتابات الاغريقية و الكريلية و اللاتينية تطورت منها لتبتعد عنها تدريجيا بمرور الزمن و لكن ماذا يحدث في فكر القاريءعندما لا يستطيع القراءة دون ان يفهم الكلمات مسبقا و اذا كان فعلا يفهمها قبل ان يقرأ فلماذا يحتاج ان يقرأ؟ و هذا ينطبق على تراجع نسبة القراءة و الحقيقة لم تكن المجتمعات العربية مجتمعات كتابية بل شفوية اذا اخذنا بنظر الاعتبار ترتيل سور القرآن بشكل يومي و المساحة التي تحتله و تسلط الشعر على النثر و و ان الثلاثي (قرأ) السرياني الاصل لم يعني الا التلاوة و لكن العلم لم يتطور الا بالكتابة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟