اصل المنافق العربي

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 22:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

اصل المنافق العربي
رغم ان محمد كان يكره المنافقين وفق القرآن يعتقد بانه هو الذي استحدث عبارة المنافق لعدم وجودها في الشعر العربي القديم و ورودها في القرآن لاول مرة و لكن لربما هذا هو السبب الذي قاده الى صياغتها و هناك اشارات كثيرة في القرأن عن اهتمام محمد باللغة و ميله الى استعمال مفردات دخيلة وغريبة على ابناء مجتمعه ليثير اعجابهم و يترك لديهم انطباع عميق او انها كانت عبارة متداولة على الاقل في جزء من مجتمعه (المنافقون و المنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر و ينهون عن المعروف)

المشكلة هي اننا نرجع الى الثلاثي (نفق) لنفهم معنى الكلمة و هنا لا نجد علاقة واضحة عدا ان النفق ايضا حيلة و مصيدة لوقوع الخصم فيها اي انها كلمة حربية او كما يقال استعمل بمعنى (نفذ) اي الذين عدلوا او خرجوا عن عن الطريق الصحيح / المستقيم اي القانوني.

لقد استعارت العربية بعض الكلمات الحربية الاخرى من الاثيوبية مثل (فتى) الذي كان يشير سابقا الى فتيان الحرب لذا يعتقد و منذ فترة بان كلمة (منافق) هي استعارة مباشرة من الاثيوبية و لكن و رغم اننا لا نستطيع ان نرى المنافق في النفق (نافق الدين) فان معنى (انفق) في الفعل المزيد و (النفقات) يضعنا امام مشكلة في اعتبار كلمة منافق اثيوبية الاصل. لربما كلمة المنافق عربية الاصل تطور المعنى من (نفق) بمعنى يخفي في حفرة مثلما تقوم بعض الحيوانات بخزن و اخفاء المواد الغذائية في الحفر و هذا يعني ان الاثيوبية (منافق) هي استعارة من العربية خاصة لعدم استخدام العرب النفق لاغراض حربية و فضلت ان تستعير (خندق) من الفارسية.

لربما يتوضح المعنى لو بنينا صياغة المنافق العربي على المعنى المجازي اي ان الذي يخبئ و يخفي الاشياء في الحفر ليس صادقا بل منافقا لانه يعمل في الخفي و لا يظهر نواياته على السطح. لذا لربما كانت الكلمة متداولة في مجتمع محمد و لم يكن هو الاول الذي استعملها و الا لما كانت الناس تفهمه. ترد كلمة منافقون 33 مرة في القرآن بصياغات مؤنثة و مذكرة و المنافق هو المسلم الخادع او المزور.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل