ما هي الحياة؟

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 22:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الحياة مسألة جوهرية كما ترى في كلمة (جوهر) الايرانية نفسها قارن الكردية الفارسية (گوهر) بمعنى الحجر الكريم (الغالي و النفيس) لذا تسمى المعادن الثمينة بـ (المجوهرات) و رجال باسم (جوهر) بعد تبديل (گ) بالجيم كالعادة. كانت السنسكريتية gotra تعني المادة و كانت البهلوية (گوهر) بنفس المعنى و هذا يعني ان معنى الحجر الكريم كان ثانويا في الاصل.

لان الحياة هي الوجود فان الانسان طبعا يحاول ان يعرفها و يتعرف عليها و في الحقيقة ان جميع علوم البشر تحاول تعريفها و تقليدها و تمثيلها. كلمة التمثيل mimesis تنطلق من تقليد ظواهر الطبيعية من خلال عمليات تمثيلية هضمية معقدة لاجل خلق الجديد في الصناعة و المعالجات الطبية و الرقمية processes او تحويلها الى الطاقة بعد الهضم.

تقول الالمانية انه فنان الحياة / انها فنانة الحياة Lebenskunstlerin و لكن هل الحياة فعلا فن كالفنون الاخرى مثل الرسم و التصوير و الموسيقى و التمثيل و الكتابة و الغناء؟ و لكن اذا كانت الحياة فعلا فن فكيف تتخذ القرارات؟ كل قرار تتخذه وفق الفيلسوف السويسري Amiel يحدد من حريتك و لكن الحياة ليست الا جملة من القرارات المهمة و غير المهمة لذا الكلمة الانجليزية de-cision هي اكثر دقة من العربية (قرار) لانها تفصل كي يتخذ القرار في النهاية.

هل الحياة اذن تمثيل و تقليد و تنكيرو تعبير عن النفس mimesis؟ كانت فكرة mimesis اساسية في نظرية الخيال لدى الشاعر البريطاني Coleridge. هنا يقلد الشاعر الطبيعة بدل االانسان و هذا يعني ان الفن لا يكشف وحدة (الجوهر) عند استنساخ الطبيعة اي ان القصيدة فن تقليدي تمثيلي لا يستنسخ او يصور بشكل عمياوي او ينقل و يغش كما يغش الطلاب في الامتحانات النهائية copy بل هي اما اختراق المماثل من خلال الاختلاف الجذري او اختراق القاعدة من خلال عملية تمثيلة جذرية او بعبارة اخرى يمكن كشف وحدة الجوهر من خلال المختلف لذا يكشف التقليد عن عمليات التمثيل في الطبيعة. في الحقيقة ليست الحياة الا مجموعة من عمليات التمثيل الهضمي لصنع الجديد.

ام الحياة هي نوع من nemesis نوع من التوازن او العدالة او المصير او الانتقام من كبرياء الانسان او الايفاء بالواجب كما تعكسها némein اليونانية؟ اي ان الحياة ليست الا معارضة ابدية (لاحظ اهمية المعارضة السياسية) و تراجيديا او قصة مأساوية لا اكثر.

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل