يصبغها ليقف حافيا

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 22:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

و كانما سقطت على كوكب من غاز كثيف لا يسمح بالرؤية الا قليلا - ليس له سطح لا استطيع ان الامسه باقدامي مهما نزلت الى الاسفل و ابقى عائما في الفضاء اينما توجهت. كيف يمكن هذا؟ اليس لكل شيء سطح كالارض؟ ما فائدة القدمين اذن و لماذا علمتني الوالدة المشي في الطفولة بطريقتها الخاصة؟ طيب اذا كان المشي ليس ممكنا دعني اجلس و لكنك سرعان ما تقول: الذي يجلس تدوسه الاقدام و لربما لم امش بل ازحف كما ذكرت الوالدة الحنونة: كنت ترفض ان تمشي و تفضل الزحف و انت جالس و كانت تسأل: اين تقف الآن و كانما تسألني سؤال الماني يستفسر عن المحطة التي وصلت اليها في حياتي Wo stehst Du jetzt?

اقدامي لا تحملني او دعني اقول كما تقول الانجليزية: اقدامي تقتلني. لماذا اذن لدي اقدام؟ لكي امشي الى ان تتحطم و تحطمني؟ و لكني لم اجد السطح لاقف عليه لدرجة تبدو الارض لديّ و كانما هي كوكب من الغاز فقط - مجرد فقاعات - فكيف تتحطم و هي لم تلامس الارض قطعا؟ انا غريب - اجنبي - هائم اينما كنت لا اعرف طعم الارض التي تتكلم عنها الناس. هل هناك فعلا شيء اسمه ارض و شيء اسمه ام؟

انت بالتاكيد في حاجة الى الحس و اللمس. ضع اقدامك على الارض ببطء الى ان تلامسها – حاول ان تبقى على هذا الوضع على الاقل ساعة كل يوم.
شكرا - ذكرتي بالشاعر الانجليزي Wordsworth الذي يقول في احدى قصائده: البقرة افضل من الانسان لانها قادرة على الوقوف و النظر لساعات طويلة. هل استطيع ان اقف حافيا لان الجوارب تقتلني؟
نعم سير حافيا اينما استطعت لتلامس الارض. انت مريض دواؤك الارض. تجنب الشوارع المبلطة بالاسفلت اينما استطعت. لا تخاف وسخ نفسك بالتراب كالحيوانات. ضع الطين على رأسك ايضا لانك في تعزية كردية دائمية.
رأيت مرة شخصا يصبغ اقدامه للتخلص من الجوارب. هل تعتقد هذا هو الحل؟

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل