جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 14:36
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لم يعلم الله ادم الاسماء
عندما يقول القرآن (و علم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبؤوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) يبرز السؤال: ماهي هذه الاسماء و اين هي؟ و لكن سرعان ما يتجلى ان اقوال سطحية عامة ساذجة من هذا القبيل لا يمكن تمريرها الا على الجهلة و ناس تسمع و تقرأ دون ان تلاحظ و القرآن نفسه يتهم العرب بفقدان مهارة الملاحظة حتى في اهم ما كانت لديها (الابل) عندما يقول: افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت.
في الحقيقة لا تعرف العربية الا القليل من الاسماء الحقيقية و انها تميل الى صياغة صفات تتحول الى اسماء و لكنها تحافظ على ميزتها كصفات و يتجلى هذا الميل العربي عندما نلقي نظرة على اسماء العلم قارن: محمد / مصطفى / سعيد / جميل (صفات) ، احمد / اسعد (صيغة التفضيل)، عبدالله (اضافة) و حتى اسماء الله الحسنى نفسها فهي ليست اسماء بل صفات. هذا يفسر ايضا اسباب استعارة الاسماء الحقيقية. يستحق هذا الموضوع دراسة اكاديمية مفصلة لاجل تحديد نسبة الاسماء الحقيقية في العربية بعد غربلتها من الصفات و الافعال و لاجل فهم نصوص قديمة كالقرآن. لذا كان الاولى بالقرآن ان يقول: و علم آدم الصفات كلها.... اذا كان يشير فعلا الى الاسماء في العربية.
اقوال قرآنية من هذا النوع تاخذ عادة بديهيا سطحيا و دون مناقشة لحد يومنا هذا. طغيان الصفة على الاسم و تحويلها الى اسماء ايضا لدليل على بدائية و بدوية الثقافة العربية الاصلية لان الصفة هي نظرة شخصية ضيقة تحدد من الاسم او كما قال الفيلسوف الفرنسي فولتير الصفة هي عدوة الاسم و كما قال الكاتب الامريكي Mark Twain اذا قبضت على صفة فاقتلها. عادة ما تميل الثقافات البدائية الى صفات مثل اسم لفيلم عن سكان امريكا الشمالية الاصليين الهنود الحمر(الذي يرقص مع الذئاب). مقارنة نسبة وجود الاسماء مع نسبة وجود الصفات و الافعال تكشف لنا الكثير عن ثقافة لغة معينة.
لذا نتعجب عندما نرى كيف ان سور القرآن تبدأ بكلمة اسم (بسم الله الرحمن الرحيم) لاننا نعرف ان العربية اضافت الاداة (الـ) الى (اله) العبري ليتحول الى الله و جميع المفردات مثل الرحمن الرحيم و الغفور و الجبار و الفتاح و....... ليست الا صفات. العربية هي لغة الصفات و الافعال اكثر من كونها لغة الاسماء.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟