أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد فكري - صور من حارتنا (6)














المزيد.....

صور من حارتنا (6)


عبد الصمد فكري

الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


التسلط باسم الدين
أصبحت صورة رجل الدين داخل الأوساط الاجتماعية على اختلافها الطبقي هي تلك الصورة الطاهرة البريئة المصلحة المشرقة... التي لا غرض لها في الحياة المنتهية (حسب نظرة رجل الدين) سوى المساعدة والمساهمة في توجيه وتنوير العامة من الناس... – إبتسامة - ... (هذا قول قديم بطبيعة الحال) فقد أصبح إنسان اليوم يجيد قراءة السلوكيات المحيطة من حوله... فهو لم يعد ينخدع بالمظاهر والمواقف التي من شأنها تقديم الإطلالة الحقيقة لبعض من يرتدون ثوب الدين لخدمة أغراضهم الشخصية وتلبية مطامعهم السامية... فالساكنة قد ذاقت ذرعا من تفاهتهم... ومن تصرفاتهم الهمجية المنحطة، مقنعون تحت اللحية الصعلوكية والجلباب الأبيض المنير، والكلمات الملفقة بالانتهازية... معظمها مظاهر خداعة غير حقيقية.
يجتمع هؤلاء قرب المسجد (...) يتبادلون الحديث... يتضاربون بالآراء والمواعظ... ينظرون لغيرهم بتنقيص كأنهم الأقرب إلى الله (تعبير مجازي) وغيرهم لا يساوي ثمرة... يتشاركون الكلام في ما بينهم والدخلاء عليهم هم أقل منهم "تدينا لا علما"... يظهرون بقوة في المناسبات الدينية الدنيوية، ويقدمون بعض الصور والميكانيزمات العقلانية (الغير عفوية) التي قد تنفعهم وتخدم مصالحهم الشخصية...
على كل لا يمكن أن أظلم البعض منهم لكي لا أتهم بعلمانيتي كُرهيَ لرجل الدين (المغشوش)، فأنا في نظر بعضهم كافر بالفلسفة التي درستها، وكل ما أقوله زندقة هرطقة...
على العموم، يترأسون الخدمات الإنسانية والاجتماعية : بناء مسجد بالحي برقم حساب وضعوه رهن إشارة العامة (سخرية) لكن يقررون ويتدارسون كل الجوانب المتعلقة بمصاريف الإصلاحات... يفتتحون محلا (l’magaza) يضعون بها كل لوازمهم وخدماتهم من خلال التكفل بجمع مصاريف المحسنين، وبتذكر مرتين في الشهر دُور أحد المسنين والأبناء المتخلى عنهم وتقديم المأكولات والمشروبات (تبارك الله عليكم)... وأثناء موعد الانتخابات، يترأسون الحملات الانتخابية للأحزاب السياسية داخل الحي، يترأسون خدمة الإشهار وتوزيع الأوراق، وتحضير الندوات الدعائية ومحاولة التقرب من الساكنة بطريقة استفزازية لخدمة مصالحهم،... وفي جانب آخر يفتتح أحد الأحزاب السياسية المعروفة بالمغرب من الطينة السابقة محلا أخر يحتضن رعاة الدين حيث الأمداح النبوية والندوات العلمية والمساهمات الاجتماعية... كصور غرضها التقرب إلى قلوب المواطنين وترك انطباع إيجابي أثناء فترة الانتخابات...
لقد ظل القناع الديني داخل الحي يشكل ترسيمة نموذجية للوجه الذي يستغل به هذا المدخل المتوارث العريق الثابت منذ ألاف السنين من حيث ازدواجية الخير والشر، ذلك أن الوعي الاجتماعي للساكنة ارتقى إلى مستوى معياري حتم على هؤلاء المزيفين استخدام العديد من الطرق الحديثة والمستجدة التي تتناسب والأوضاع المرهونة (...)
أما العلاقة بين هؤلاء (القناع الديني/ الساكنة/جوهر الدين) فهي علاقة إستغلال ومصالح شخصية، لا دخل للمعتقد في تقرير تجلياتها وتطبيق قانونها وفرض تطبيقاتها ومشروعيتها، فدائما ما كانت العلاقة بين الصانع والرعية هي علاقة حب وود وعشق سامي فاضل وأسمى... هي علاقة انفرادية طاهرة بريئة لا دخل للمطامع المادية والعفوية في تبرير مسارها، والتدخلات الاستعباطية لها هي وسيلة ذو اتجاهين: إيجابي وسلبي، يمكن أن تساهم في إشراقها، ويمكن أن تحط من مكانتها إذا قدمت بطريقة فظة وغير واضحة المعالم.



#عبد_الصمد_فكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانيتي نور... وتدينكم جهل
- هكذا أتخذ القرار
- صور من حارتنا (5)
- صور من حارتنا (4)
- المسألة الجنسانية (5)
- المسألة الجنسانية (4)
- المسألة الجنسانية (3)
- المسألة الجنسانية (2)
- القضية الجنسانية
- صور من حارتنا (3)
- - أأنا عاهرة ؟؟؟ -
- -صور من حارتنا- الجزء الأول : أبناء الحي
- - ليس مجرد جسد -
- المعاشي
- مريم
- عثرت محارب
- حرر عقلك وفكر من جديد
- التِلمِيذ المَغرِبي المُهمَش فِي بَحثٍ عَن مَخرَج
- - إليك... يا جوهرتي -
- نسيم عطش حواء


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد فكري - صور من حارتنا (6)