أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاهر مسلم البكاء - عبير وحب وفراق














المزيد.....

عبير وحب وفراق


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 21:09
المحور: الادب والفن
    


جئت الى تلك البلاد فوجدتها غابة لاثقافة لأهلها
سوى البطش ببعضهم البعض
وكانت سياستي ان اسوسها دون الدخول بينهم
أي ان اجلس في برج عال لاتطاله رماحهم
ولا سهامهم ،وفجأة تدخل الغابة فتاة جميلة
تأخذ بالألباب ، كانت تجمع صفات الأنوثة
والرقة والدهاء وتبدو رغم ذلك انها تشعر
بالوحشة والوحدة كغزالة شاردة
وعاملتها بمثل ما عاملتهم ،ولكنها كانت
تملك سهاما متطورة تختلف عما معهم
فقد وصلت اولى الرشقات من سهامها
الى برجي العاجي الذي كنت اتصور
ان جميع الأسلحة لاتصل اليه ! وزاد
انتباهي نحوها وشعرت اني احس بالسعادة
بوجودها ،وأنها الأمل الذي يشدني الى الأمام
واني من حيث لا ادري كنت اكشف لها همومي
واحسست فيها الأمانة رغم حذري ، وكنت متأكدا ً
ان قلبي كان على البعد ينبض مع نبض قلبها وان لم
أكن متأكد من ان قلبها كذلك .
وبدت تلك الغابة الموحشة تصبح اجمل متنزه
في الوجود ، وكانت هي اجمل وردة فيها و كنت
من على البعد استنشق عبيرها الفواح ..
و كان الليل يمر بطيئا ً لأني بعيد عنها ،وكان
النهار يسير سريعا ً لأنها قريبة مني
وكان اجمل ما شربت من ماء
هو ما شربناه معا ً من عين في تلك الغابة
وكان اجمل ما تناولت من ثمر هو ماتناولناه
معا فيها رغم بساطته ...
لقد اصبحت جزءا ً من قلبي وشطرا ً في
قصيدتي، والعجيب ان السنوات مرت كايام
والأيام كلحظات بفضل اننا كنا قريبين
ولم اكن اشعر بوحشة تلك الغابة
الا ّ بالأيام التي لاتكون فيها موجودة
او في اللحظات التي تغادر فيها
وكان الخوف يساورني عندما اشاهدها
تغادر وتتركني بسهولة، رغم انها تودعني
بلطافة ولكني كنت اعيش على الأمل
حيث يشرق الغد فيتجدد اللقاء ولو من بعيد ..
كنت اتوقع الفراق ولكني كنت اتصوره بعيدا ...
وفي لحظة عارضة حصل ما لايمكن ان اصفه ..
قد يكون حصل في غفلة مني ومنها ومن الزمن
تبسمت ببراءة ..ثم أحمرت عيناها بنفس البراءة
كانت تريد البكاء تكلمت ولاتزال روحي لاتصدق بعض كلامها ..
ولكن دقات قلبي في الضلوع تتوقف وأحسست في قلبي الشفيف
عبرة وألف عبرة وتمتمت هامسة ..وأستعطفت وتلطفت ...
يا لهف قلبي ...
ترقرقت في عيناها دمعات الأسى ..وأحسست أن قلبي
منديلا"رقيقا" يمسح دموعها .
نسى الزمان دموعها .. لكن قلبي لن ينسى
كانت دموعي تنهمر بغزارة ولكني كنت اكابر
أنوارها نجمات ليل ..تقتفي أثر المودة
وكانت نسمات روحي ونسمات روحها أرهفت
كخصلات شعر في ريح منعش هفهفت .
... ... ... ...

لقد كانت الغابة تتعرض للغزوات حالها
حال أي غابة بالدنيا ولكن اخطرها كان
ما يتعلق بنا فقد تكالبت وحوش الدنيا على ان يبدأ
فراقنا ،وأن ( اللص اصبح يرتدي ثوب المناضل )
،و اصبح قربنا يهدد عالمهم ولانعرف
لماذا (عالضحكة انحسدنه وهي بس صوت )
، وبدأت نذر الفراق تدق بقوة وبدأت اقول لها :
نعم ابتعدي انتقلي الى غابة اخرى خوفا ً
عليها ، بينما قلبي يتقطع ...
( فمن يدافع عني يا مسافرة
مثل اليمامة بين العين و البصر
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر)
وهي تقول :
ساغادرمن أجلك وخوفا ًعليك ،
( وعلى هم الكلب محد سألنة ) .. و بدى
كأننا قد فقدنا الأمل بأي حياة مشتركة
(ربما تجمعنا اقدارنا يوما ً بعدما عز اللقاء)
وكأن كل ما كان بيننا كان وهم اوحلم لذيذ افقنا منه فجأة
وكنت اختلي بنفسي حيث البرج في اعلى الغابة
فاستعيد الذكريات من اولها وعلى مدى السنين الماضية
التي كنا فيها معا ً :
فلا انكر اني وجدت نفسي حذرا ً
في بعض الفترات ، ولكني توصلت ان من الصعب
على المرأة ان تكذب في المشاعراو تمثل دور الحب ...
وكنت انا واثق من ان كل ما عشته كان حقيقة جلية
لاغبار عليها ولكني كنت واثق انها كانت
تقترب مني بمقدار وتهرب بنفس المقدار
ووجدت ان اصعب الأمور بالحياة
وجود كلمات في قلبك لاتستطيع النطق بها ..
واني ادرك بتجربتي ان من العذاب ان تحب ..
ومن العذاب ان لاتحب ...
ولكن اعظم العذاب ان تحب بلا امل ...
ولا تستطيع حتى ان تعبر عن ذلك ..
لقد احببتها بصدق وانا لا اجيد الكذب ..
ولكن ليس لما هي عليه فقط ...
ولكن لما اكون عليه عندما اكون معها ..
لقد اصبحت تلك الغابة المتوحشة
اجمل مساكن الدنيا بفضل وجودها،
وكان فيها اجمل ثلاثة :
هي وانا والحب الطاهر الذي جمعنا ،
فما العمل وقد اصبح الفراق قريب
فهل أبدأ بتدريب قلبي على الفراق
(فأذا أنكر خلا ً خله وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل الى غايته .. لاتقل شئنا فأن الحظ شاء ) .
7 / 6 / 2014



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلد العجائب والغرائب
- وضوح اولى خطوط اللعبة
- العراق وامريكا حيرة وتساؤلات
- السيناريوهات المحتملة في العراق
- تزاوج الصهيونية والوهابية أولد داعش
- أين العرب
- التحدي بين الموت والحياة
- الهدف الحقيقي للغزو الأمريكي للعراق
- داعش هل نزلت من السماء ؟
- ليس داعش بل تقصيرنا
- خط بارليف والأستيطان الصهيوني
- حكاية كرسي الحكم
- نهتم بالماضي ام بالمستقبل
- عثمان علي ووحدة النسيج العراقي
- عمال صغار في بلادي
- تجربتي في الأنتخابات البرلمانية
- العراقيون والفشل في التغيير
- شعب يعشق خناقه
- على مشارف الأنتخابات العراقية
- قبل إعطاء صوتك


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاهر مسلم البكاء - عبير وحب وفراق